مخاوف عراقية من إشعال أزمة الكهرباء موجة احتجاجات جديدة

02 يناير 2021
شهدت محافظات العراق احتجاجات سابقة على الانقطاع المتواصل للكهرباء Getty)
+ الخط -

حذّر نواب من كتل وقوى سياسية عدة، اليوم السبت، من تفجر موجة احتجاجات جديدة، خاصة في بغداد، ومدن جنوب البلاد ووسطها، بسبب أزمة الكهرباء.

وانعكست أزمة الكهرباء زيادة في أسعار المولدات الأهلية، حيث وصل سعر وحدة الطاقة (الأمبير) إلى أكثر من 20 ألف دينار عراقي، بعدما كان ما يقارب 10 آلاف، وتزامن هذا مع ارتفاع سعر صرف الدولار الذي أثر كثيراً في ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وقالت عضو لجنة الخدمات في البرلمان العراقي سناء الموسوي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "تراجع الطاقة الكهربائية، بشكل كبير في غالبية المدن العراقية، ولّد موجة غضب شعبية، وهذا ما ينذر بتظاهرات واحتجاجات جديدة في البلاد".

وبيّنت الموسوي أن "عودة التظاهرات، سببها الفشل الحكومي في توفير الطاقة الكهربائية، وهذا ما استغله بعض أصحاب المولدات الأهلية، مع غياب الرقابية الحكومية، الأمر الذي جعل المواطن الفقير لعبة بيد أصحاب المولدات، الذين ضاعفوا سعر الاشتراك الشهري".

وأضافت أن "مجلس النواب، سيقوم خلال الفترة المقبلة، باستضافة وزير الكهرباء وكادر الوزارة المتقدم، من أجل التشديد عليهم على توفير الطاقة الكهربائية، فلا يمكن القبول بتوفير  الكهرباء بـ4 ساعات فقط في اليوم".

من جانبه قال عضو لجنة النفط والطاقة في البرلمان العراقي محمود الزجراوي، إن "استجواب وزير الكهرباء العراقي، سيكون من أولى مهام عمل مجلس النواب، خلال الأيام القليلة المقبلة، لكونه لم يؤدِّ مهامه بالشكل المطلوب، مع التراجع الكبير في توفير الطاقة للمواطنين".

وبين الزجراوي، لـ"العربي الجديد"، أن "القوى السياسية، وغيرها عملت طوال الفترة الماضية على تهدئة الشارع العراقي، وإيقاف الاحتجاجات، لكن بسبب الإخفاق الحكومي في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، وعلى رأسها الطاقة الكهربائية، فهذا سيدفع إلى عودة التظاهرات والاحتجاجات في المدن العراقية".

واعتبر أن عودة الاحتجاجات في الوقت الحاضر "باتت ممكنة جداً، خصوصاً مع الوضع الاقتصادي الذي تمرّ به البلاد، كذلك هناك مخاوف من استغلال هذه التظاهرات من جديد من قبل أطراف داخلية وخارجية لتنفيذ أجندات خاصة بها، خصوصاً مع قرب موعد الانتخابات المبكرة، المتوقعة إقامتها في يونيو/ حزيران المقبل".

في المقابل، قال المحلل السياسي أحمد الشريفي، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع العراقي، حالياً مهيّأ بشكل كامل لعودة الاحتجاجات الشعبية، خصوصاً مع أزمتي الدولار والكهرباء، فهذه قضايا تدفع المواطن إلى الاحتجاج".

وبيّن الشريفي أن "عودة الاحتجاج ستكون أقوى من السابق، لأنها ستكون تظاهرات شعبية فعلاً وتطالب بخدمات، ولن تكون مدفوعة من أي جهة، لكن أمر استغلالها من الأطراف السياسية، ليس بعيداً، خصوصاً من الأطراف المعارضة لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، التي تريد إسقاطه حتى الانتخابات المقبلة".

ومنذ نحو أسبوعين، شهد أغلب المحافظات العراقية، شبه انعدام بتجهيز الطاقة، ووصلت ببعض المناطق إلى أقل من ساعة باليوم الواحد، وأحياناً تهبط الى الصفر، الأمر الذي دفع المواطنين إلى التظاهر أمام محطات الكهرباء للمطالبة بتوفير الطاقة.

وخفضت طهران الأسبوع الماضي كميات الغاز المصدر إلى العراق لتغذية محطات الكهرباء من 50 مليون متر مكعب إلى 5 ملايين فقط، بسبب ما قالت إنه تراكم الديون على العراق، قبل أن تعلن استئناف الضخ مرة أخرى إثر زيارة وفد إيراني لبغداد وإعلان تسلّم جزء من تلك المستحقات، لكن الطاقة ما زالت في مستويات منخفضة في بغداد والمحافظات، وتكاد تكون معدمة في المدن العراقية البعيدة.

دلالات
المساهمون