مخاوف عالمية من أزمة جديدة في الإمدادات بسبب اضطرابات البحر الأحمر

13 يناير 2024
اضطرابات البحر الأحمر تعرقل الملاحة في قناة السويس (Getty)
+ الخط -

هددت الهجمات التي شنها الحوثيون، ورد الولايات المتحدة وحلفائها بقصف اليمن، سلامة الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس، وهما ممران مفصليان للتجارة العالمية، ما زاد المخاوف من إشعال أزمة جديدة في سلاسل التوريد، في الوقت الذي بدأ فيه الاقتصاد العالمي في التعافي من التضخم المرتفع، والنقص المزمن والاختناقات في بعض السلع.

ورغم تراجع الأسعار بعض الشيء يوم الجمعة، بعد صدور بيانات أظهرت تراجع التجارة بين الصين والولايات المتحدة، مازالت تكاليف الشحن آخذة في الارتفاع، بعد ثمانية أسابيع من بدء استهداف السفن المتعاونة مع إسرائيل، في هذا الممر المائي شديد الأهمية للاقتصاد العالمي.

ويمر حوالي 15% من حركة الشحن العالمية، بما في ذلك 30% من تجارة الحاويات العالمية، عبر قناة السويس. ولكن لتجنب التعرض للهجوم أو سرقة حمولتها، يبحر العديد من السفن حالياً بعيداً عن القناة، باتجاه رأس الرجاء الصالح، وهو الطريق الطويل للدوران حول قارة أفريقيا.

ويقول روبرت هاندفيلد، أستاذ العمليات وإدارة سلاسل التوريد في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، لقناة "فوكس بيزنس": "لقد أضاف هذا تكلفة كبيرة، وكذلك تأخيرات كبيرة، للشحنات القادمة من الشرق الأوسط، ومن وإلى أوروبا، ومناطق أخرى في تلك المنطقة، التي تعتمد على قناة السويس بشكل كبير".

وتراجعت حركة السفن بنحو 30% في الفترة ما بين 1 و11 يناير/كانون الثاني مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وفقا لرئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع. وانخفض عدد السفن التي سافرت عبر القناة هذا العام إلى 544 سفينة حتى الآن، وهو انخفاض حاد من 777 سفينة تم تسجيل عبورها خلال نفس الفترة من عام 2023.

وعلقت شركة شحن الحاويات العملاقة ميرسك استخدام البحر الأحمر وقناة السويس في بداية العام، بعد أن تعرضت إحدى سفنها لهجوم من قبل الحوثيين. وقالت الشركة إنها ستقوم بتحويل جميع السفن حول أفريقيا في "المستقبل المنظور"، وحذرت من عواقب "كبيرة" على النمو الاقتصادي العالمي نتيجة لهذه الاضطرابات.

وتشير تقديرات بنك "يو بي إس" إلى أن توجيه السفن حول أفريقيا، بما يتسبب فيه من تطويل لزمن الرحلة بنحو أسبوعين ونصف، يقلل من السعة الفعلية للرحلة بين آسيا وأوروبا بنحو 25%، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الشحن.

وارتفعت أسعار شحن البضائع من آسيا إلى شمال أوروبا بنسبة 173%، مقارنة بما كانت عليه قبل بدء تحويل مسار السفن في المنطقة، وفقًا لبيانات Freightos Terminal. وأعلنت شركات النقل أيضًا عن رسوم إضافية تتراوح من 500 دولار إلى 2700 دولار لكل حاوية.

وتؤدي الظروف القريبة من الجفاف في قناة بنما إلى تفاقم الألم الناجم عن الهجمات في البحر الأحمر. وقال هاندفيلد إن قناة بنما قيدت عدد السفن التي تمر عبرها بسبب الانخفاض الشديد في مستويات المياه، مما يزيد من إعاقة الشحنات العالمية.

ويعمل الارتفاع الكبير في تكاليف الشحن، والتعثر المحتمل في طرق التجارة العالمية، على إثارة المخاوف بشأن عودة التضخم إلى الظهور، في وقتٍ بدأت ضغوط الأسعار داخل الاقتصاد تتراجع بعد طول انتظار.

وقفزت أسعار النفط يوم الجمعة، بعد يوم واحد من قيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ردا عسكريا على الهجمات، لتسجل ارتفاعاً بنسبة 4%، متجاوزة 80 دولاراً للبرميل، قبل أن تقلص المكاسب وتنهي اليوم على ارتفاع بنسبة 1% تقريباً.

وحذر محللو بنك أوف أميركا في مذكرة هذا الأسبوع من أن الاضطرابات في البحر الأحمر وقناة السويس، كما تباطؤ المرور في قناة بنما، تهدد كلها بتأخير الانخفاضات المنتظرة في التضخم.

وكتبوا: "قد يتضاءل نطاق المزيد من الانخفاضات جزئيًا بسبب ارتفاع تكاليف الشحن، مع تزايد مشكلات البحر الأحمر وانخفاض منسوب المياه في قناة بنما".

ومع ذلك، قال هاندفيلد إن التأثير على المستهلكين الأميركيين لا يزال ضئيلاً، على الرغم من أنه قد تكون هناك "بعض الزيادات في الأسعار" في فئات معينة من السلع والخدمات، لاسيما تلك القادمة من المنطقة، بما في ذلك المعادن الأرضية النادرة والمواد الكيميائية وأنواع معينة من الحبوب.

وقال هاندفيلد: "ليس هناك ما يشير إلى توقع تأثير كبير على الأسعار حتى الآن، على الأقل ليس في الولايات المتحدة. يمكن أن يؤثر ذلك بشكل جيد للغاية على المزيد من البلدان في أوروبا ومناطق أخرى.

المساهمون