حذر رئيس اتحاد الفلاحين في ليبيا أحمد أبو حلالة من اختفاء سلعة البصل من الأسواق وسط محدودية الإنتاج المحلي وتوقف الاستيراد من دول مجاورة وسط أزمة البصل التي يمر بها العالم. وأوضح في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الإنتاج المحلي بدأ في التناقص مع ارتفاع السعر، مطالباً بضرورة تدخل الدولة لتوفير السلعة.
وأضاف أن هناك مساعي لاستيراد البصل من دول مجاورة مثل الجزائر وتونس، لكنها باءت بالفشل، فضلا عن مساع أخرى لتغطية الاحتياج المحلي من تركيا، لكن هذه الدول تحتاج إلى السلعة بسب النقص العالمي، وبالتالي اختفاء البصل من السوق المحلي بات وشيكا. ولفت إلى عزوف الفلاحين عن الزراعة بسبب توقف الدعم، وسط الغلاء المتصاعد في الأسمدة والحبوب، ما تسبب في تراجع الإنتاج وسط الطلب الواسع على استهلاك هذه السلعة.
قال عبد العظيم مروان، وهو بائع خضروات بسوق تاجوراء الشعبي، شرق طرابلس، إن هناك نقصا في البصل في أسواق الجملة وسعره في ارتفاع ويباع الآن بسعر 9.5 دينارات للكيلوغرام، أي ما يعادل دولارين. ويبحث المواطن عبد الرزاق الصويعي عن البصل الجاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعله يظفر بسعر مناسب لأنه من ذوي الدخل المحدود، وقال لـ"العربي الجديد"، إنه ظل يبحث عن سعر مناسب من المزارعين لكن دون جدوى، فالسعر يراوح بين ثمانية دنانير وتسعة دنانير، وهو غير مناسب.
وقال المهندس أحمد السنوسي، وهو مستشار في هيئة الحبوب التابعة لوزارة الزراعة، إن توقف الدعم عن الحبوب منذ عام 2015 تسبب في عزوف كثير من المزارعين بشكل عام عن الزراعة، وطاول ذلك البصل، فضلا عن توقف المشاريع الزراعية الحكومية منذ عام 2011 بسبب عدم الاستقرار الأمني في البلاد. ويقدر إنتاج ليبيا من البصل بنحو 235 ألف طن سنويا، وفق بيانات مركز البحوث الزراعية.
وأكد المحلل الاقتصادي علي الماقوري، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن إنتاج ليبيا لا يشكل 40 في الماة من احتياج السوق المحلي والاعتماد الأساس على الاستيراد من مصر وتونس والصين. وأضاف "يعتبر البصل سلعة أساسية في الوجبات الغذائية للأسر الليبية ولا يخلو منزل من وجوده وبالتالي ارتفاع سعره سوف يسبب أزمة تمس الأمن الغذائي".
ولفت إلى أن عزوف المزارعين عن الزراعة يرجع إلى ارتفاع أسعار الحبوب وعدم الاهتمام بالمنتج المحلي، مطالبا بتوفير الدعم المالي للمشاريع الزراعية وخاصة القروض أو بتوفير جزئي للحبوب وفرض ضرائب على السلع المستوردة حماية للمنتج المحلي.