لبنان: شركة "الأمانة" للمحروقات تعلن تسعيرة المازوت الإيراني

20 سبتمبر 2021
بيع المازوت سيشمل الفئات التي حددها "حزب الله" (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلنت شركة "الأمانة" للمحروقات في لبنان أنها، وبناءً على قرار قيادة "حزب الله"، ستبيع المازوت الإيراني من الآن وحتى نهاية سبتمبر/أيلول الجاري بسعر 140 ألف ليرة لبنانية للصفيحة الواحدة، أي 20 ليتراً.

ويأتي الإعلان من قبل الشركة المُدرَجة على لائحة العقوبات الأميركية بعدما "قرّرت وزارة الطاقة والمياه بيع مادة المازوت بالدولار الأميركي، وحددت سعر الصفيحة بسعر 10.98 دولارات في المنشآت، يُضاف إليها بدل النقل وأرباح الشركات، ما يجعل سعر الصفيحة الواحدة يتراوح بين 180000 و187000 ليرة لبنانية"، وفق ما جاء في بيان "الأمانة".

وأكد أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، عشية وصول قوافل الصهاريج إلى الأراضي اللبنانية، أن البيع سيكون بالليرة اللبنانية، والسعر سيكون أقلّ من السوق، بيد أنه لم يحدده في حينها.

وشدد مدير شركة "الأمانة" أسامة عليق، في حديثٍ سابقٍ مع "العربي الجديد"، على أن بيع المازوت سيشمل الفئات التي حددها "حزب الله"، والتي وضعها ضمن خانتين، الأولى الهبة، والثانية البيع للمؤسسات والأفراد، حيث إن الهبة تشمل الجانب الإنساني، مثل المستشفيات الحكومية، ودور العجزة والمسنين، ودور الأيتام، ودور ذوي الاحتياجات الخاصة، ومؤسسات المياه الرسمية الموجودة في المحافظات، وأفواج الإطفاء في الدفاع المدني الرسمي والصليب الأحمر اللبناني وغيرها.

ويضيف: "من جهة ثانية، سيُخصَّص البيع للمستشفيات الخاصة، ومعامل ومصانع الأدوية والأمصال والمطاحن، والاستهلاكيات والتعاونيات الغذائية التي تبيع مواد غذائية ولحومات، ومصانع الصناعات الغذائية، والآليات والمعدات الزراعية، عدا عن البيع الفردي لمن يريد أن يشتري غالون مازوت استعداداً لموسم الشتاء".

وأكد مصدرٌ خاص لـ"العربي الجديد" أن "المسجلين للحصول على المازوت الإيراني حتى الساعة هم بالدرجة الأولى من المحسوبين على "حزب الله"، سواء على صعيد المؤسسات بمختلف أنواعها أو البلديات، أو الاستهلاكيات والتعاونيات والأفراد، وبعض الشخصيات السياسية الحليفة، في حين أن العدد الأكبر من المؤسسات، منها الإنسانية، يخشى شراء المادة والتعامل بالتالي تجارياً مع الحزب، تخوفاً من العقوبات الأميركية".

ولفت إلى أن "بعض المنظمات الأميركية التي تدعم مؤسسات لبنانية قامت، بالتزامن مع وصول المازوت الإيراني، بتقديم الدعم من المحروقات لسدّ الحاجات، وبالتالي الحؤول دون لجوء هذه المؤسسات إلى شركة الأمانة و(حزب الله)".

ووضع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي شحنات الوقود الإيرانية التي أدخلها "حزب الله" إلى البلاد في إطار "انتهاك سيادة لبنان"، وذلك وفق تصريحات أدلى بها لمحطة "سي أن أن" التلفزيونية.

وقال ميقاتي في معرض ردّه على المخاوف من عقوبات على لبنان بعد هذه العملية: "أنا حزين على انتهاك سيادة لبنان، ولكن ليس لدي خوف من عقوبات عليه، لأن العملية تمت بمعزل عن الحكومة اللبنانية".

في حين أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن "ما حدث كان عملاً تجارياً عادياً عبر بيع المحروقات لتجار لبنانيين، وإذا طلبت منا الحكومة اللبنانية أيضاً شراء الوقود، فنحن مستعدون لتوفيره"، بينما حذرت الخارجية الأميركية من أن استيراد النفط الإيراني سيعرّض لبنان للخطر.

وقرّرت الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي، في أولى خطواتها، زيادة أسعار المحروقات ورفع الدعم نهائياً عن المازوت وتسعيره بالدولار الأميركي، الأمر الذي توقف عنده خبراء اقتصاديون واعتبروه خطوة عشوائية، وكان الأجدى بالحكومة أن تبدأ برفع الدعم عن البنزين قبل المازوت الذي يعدّ مادة حيوية أساسية، ما سيساهم بالتالي في ارتفاع كبير للأسعار على مستوى مختلف القطاعات والسلع والبضائع وجميع الفواتير، من ضمنها الاستشفائية.

وأصدرت وزارة الطاقة والمياه، يوم الجمعة الماضي، جدول تحديد سعر مبيع المحروقات، بحيث أصبح سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان 180 ألف ليرة لبنانية، و95 أوكتان 174300 ليرة لبنانية، بعدما كانت آخر تسعيرة في 8 سبتمبر/أيلول 126400 ليرة (95 أوكتان) و130500 ليرة (98 أوكتان)، علماً أن قرارات رفع الأسعار لم تؤدِّ بعد إلى حلّ الازمة أو التخفيف حتى من وطأتها.

وفتحت معظم محطات الوقود أبوابها، اليوم الاثنين، وسط تهافت المواطنين، بعدما سمحت المديرية العامة للنفط، اعتباراً من الجمعة الماضي، للشركات المستوردة للنفط بتسليم البنزين إلى المحطات بناءً على جدول الأسعار الجديد الذي سيصدر، وأدت طوابير السيارات الطويلة صباحاً إلى تسجيل زحمة سير خانقة في مختلف المناطق اللبنانية.

المساهمون