كولومبيا تئن تحت تجارة الكوكايين وسرقة النفط

09 نوفمبر 2022
انكمش اقتصاد الدولة الواقعة في جبال الأنديز بنسبة 7% (Getty)
+ الخط -

يواجه اقتصاد كولومبيا خسائر كبيرة من عوائد النفط، بسبب عمليات السرقة من قبل عصابات الجريمة المنظمة والمخدرات التي تنشط في البلاد، وتستخدم البنزين في صناعة الكوكايين.

وصناعة الكوكايين مصدر دخل ضخم لعصابات الجريمة المنظمة في كولومبيا، إلى جانب تهريب البنزين إلى فنزويلا التي تعاني من الحظر الاقتصادي الأميركي منذ سنوات.

وحسب تقرير بنشرة "أويل برايس" الأميركية، فقد تأثرت كولومبيا في أوضاعها الداخلية والخارجية من هذا الواقع، حيث مزقتها النزاعات بشدة، وعانت من تفشي وباء كورونا في عام 2020، وانكمش اقتصاد الدولة الواقعة في جبال الأنديز بنسبة 7%، بينما ارتفعت معدلات الفقر والفساد وانعدام القانون والعنف. وكانت هذه الأحداث بشكل غير مباشر وراء زيادة ملحوظة في حوادث سرقة النفط بالبلاد.

وتواجه كولومبيا في الوقت الراهن أسباباً عدة كانت وراء سرقة النفط، على رأسها تجارة الكوكايين المزدهرة في البلاد، والعلاقات المتزايدة مع عصابات الجريمة المنظمة التي تنشط في الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من جهود الحظر المدعومة من الولايات المتحدة، وتنفذها الحكومة الكولومبية، فإن تجارة البترول المسروق باتت تجارة نشطة بين عصابات الجريمة في دول أميركا اللاتينية، وسط تفشي الفقر وارتفاع البطالة.

وفشلت حتى الآن حملات القمع المستمرة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تهريب المخدرات، والعقوبات الصارمة المفروضة على الجناة، في إجبار عصابات الجريمة على البحث عن أنشطة مربحة أخرى.

ويشكل ازدياد سرقة النفط، إلى جانب مجموعة من التحديات الجيوسياسية، تهديداً خطيراً لصناعة النفط في كولومبيا التي لم تتعاف بعد من الركود الاقتصادي. ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، ارتفع إنتاج الكوكايين في كولومبيا في عام 2021 إلى مستوى قياسي.

وقدر تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن كولومبيا أنتجت رقماً قياسياً بلغ 1400 طن متري من الكوكايين في العام الماضي 2021، وهو ما يمثل زيادة مقلقة بلغت نسبتها 14% عن عام 2020. ووفقاً للبيانات التي نشرتها وكالة رويترز، تضاعف حجم سرقة النفط في كولومبيا على نطاق واسع بين عامي 2016 و2021 تقريباً.

وتشير التقديرات إلى أن 3299 برميلاً من النفط جرت سرقتها يومياً خلال عام 2021 الماضي، وهو ما يمثل نحو 0.44% من إجمالي الإنتاج السنوي لكولومبيا من النفط البالغ 738 ألف برميل يومياً.

وتشير "أويل برايس" إلى أنه مقارنة بمعدل السرقات قبل خمس سنوات التي كانت في حدود 1.796 برميلاً، يلاحظ أن هنالك زيادة ملحوظة في النفط المسروق.

وجرت معالجة الكثير من النفط المسروق في كولومبيا في مصافي بغابات تحيطها السرية التامة، وتحميها عصابات مسلحة ومدرّبة يصعب الاقتراب منها، حيث يجري استخدام الخام النفطي لإنتاج نوع خام من البنزين يسمى "pategrillo" يطلق عليه مسمى "قدم الكريكيت" باللغة الإنكليزية، بسبب لونه الأخضر الغامق.

ويستخدم هذا البنزين البدائي في معالجة أوراق الكوكا لإنتاج عجينة الكوكايين. كما يجري تهريب كميات من هذا الوقود البدائي، بالإضافة إلى البترول المسروق إلى فنزويلا التي واجهت نقصاً كبيراً في الوقود بسبب الحظر الأميركي. ويجعل الفساد المستشري في فنزويلا والفقر وضعف سيطرة الدولة من السهل تهريب الوقود والنفط، كما يسهّل أيضاً بيع هذه المنتجات.

وتساهم سرقة النفط في زيادة إنتاج الكوكايين الذي بات المصدر الرئيسي للدخل لعدد لا يحصى من الجماعات المسلحة غير الشرعية العاملة في كولومبيا، والمسؤولة عن معظم أعمال العنف التي تحدث في مناطق الصراع المختلفة في جميع أنحاء البلاد.

وتساهم عمليات العنف والقتل النشطة في كولومبيا في تشريد العديد من السكان من قراهم، كما تضغط على الدول القريبة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي تعاني من وصول جماعات متمرّسة في الإجرام إلى أراضيها، وتعاني من ارتفاع معدلات الجريمة.

 

المساهمون