قمة زعماء أوروبا حول أزمة الطاقة: انقسام حول وضع سقف لأسعار الغاز

20 أكتوبر 2022
قبيل انطلاق الاجتماع اليوم (Getty)
+ الخط -

يعقد قادة الاتحاد الأوروبي قمة تستمر يومين الخميس في ظل وجهات نظر متعارضة حول ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيفرض سقفًا لأسعار الغاز، وكيف يمكن ذلك، لاحتواء أزمة الطاقة التي أججها غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا، واستراتيجيته لخنق إمدادات الغاز إلى الكتلة.

سيتم تسليط الضوء، في افتتاح القمة، على الحاجة إلى وحدة الاتحاد الأوروبي القوية في مواجهة روسيا، من قبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي من المتوقع أن يخاطب الزعماء الوطنيين الـ27 عبر الفيديو من كييف، ويطلب استمرار المساعدة حتى تعبر أمته الشتاء المقبل.

قال المستشار الألماني أولاف شولتز في وقت مبكر من يوم الخميس إن زيلينسكي لا ينبغي أن يكون لديه مثل هذه المخاوف، رداً على الهجمات الروسية التي تستهدف البنية التحتية المدنية وتنشر الخوف في المدن بطائرات دون طيار قاتلة، وهي العمليات التي قال شولتز إنها ترقى إلى "جرائم حرب".

انتقادات متبادلة

فقد تسببت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا بصدمة على صعيد أسعار النفط والغاز والكهرباء. لكن أوروبا تتحرك ببطء منذ شباط/فبراير بسبب المصالح المتعارضة أحيانا للدول الأعضاء.

إلا أن الوضع يتطلب تحركا سريعا إذ تخشى آلاف الشركات الأوروبية على استمراريتها بسبب المنافسة من الولايات المتحدة وآسيا حيث ظلت الأسعار أقل ارتفاعا. في ألمانيا وفرنسا ضمت تظاهرات آلاف الأشخاص احتجاجا على غلاء المعيشة. وتوقع دبلوماسيون عدة أن تكون المناقشات طويلة بين قادة الدول والحكومات.

وانتقدت وزيرة الانتقال البيئي في إسبانيا تيريسا ريبيرا صراحة عمل المفوضية الأوروبية في مقابلة مع وكالة فرانس برس. وقالت إن "الاقتراحات لا تزال خجولة بعض الشيء لا نزال نفتقر إلى إجراءات ملموسة على غالبية المسائل. لقد بذل جهد فعلي منذ سنة لكن من المؤسف جدا أن نرى إلى أي درجة استجابة أوروبا للتحدي الذي نواجهه، بطيئة".

خلال قمة براغ الأخيرة في مطلع تشرين الأول/أكتوبر، انتقد عدة قادة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين. واتهمها رئيس الحكومة البولندي ماتيوش كورافيتشي خصوصا بتمثيل المصالح الألمانية.

وقال الإيطالي ماريو دراغي وفق تصريحات نقلت إلى وكالة فرانس برس إن "سبعة أشهر من التأخر تسبب لنا ركودا".

إلا أن رئيسة المفوضية الأوروبية تواجه انقسامات بين الدول السبع والعشرين التي تعتمد مزيجا مختلفا من مصادر الطاقة. فبعضها يعتمد على النووي وأخرى على الغاز أو حتى الفحم لإنتاج الكهرباء.

وتنقسم هذه الدول أيضا حول مسألة تحديد سقف لسعر الغاز المستخدم لإنتاج الكهرباء. وتطبق آلية كهذه في إسبانيا والبرتغال حيث سمحت بتراجع الأسعار.

وتطالب دول عدة مثل فرنسا بتوسيع هذه الآلية "الأيبيرية" (التقليل من تأثير الغاز على سعر الكهرباء) لتصبح على مستوى الاتحاد الأوروبي.

إلا أن ألمانيا تعارض ذلك فضلا عن دول شمالية عدة من بينها الدنمارك وهولندا المتحفظة على تدخل السلطات بالأسواق. وترى برلين أن تخفيض الأسعار اصطناعيا يضر بهدف الاقتصاد في استخدام الطاقة ويدفع إلى مزيد من الاستهلاك.

الشتاء مقبل

سيكون موسم البرد المقبل أيضًا في صدارة ومركز القمة بمقر الاتحاد الأوروبي، حيث سينخرط القادة بحرارة في محادثات يُتوقع أن تستمر حتى وقت متأخر من الليل، حيث لا يمكن التنبؤ بأي نتيجة بشأن نهج مشترك للطاقة.

خرجت أسعار الغاز الطبيعي عن السيطرة خلال الصيف حيث سعت دول الاتحاد الأوروبي إلى المزايدة على بعضها البعض لتوفير احتياطياتها لفصل الشتاء. الآن سيسعى قادة الاتحاد الأوروبي إلى تجميع مشترياتهم من الغاز بشكل متزايد ووضع حد أقصى للأسعار مؤقتًا للتأكد من أن سوق الطاقة المحموم لن يعود ليلاحقهم مرة أخرى.

وبينما كانت أنجيلا ميركل هي الصوت الهادئ الذي غالبًا ما كان يتوسط في حل وسط خلال 16 عاما في منصبها السابق كمستشارة ألمانية، فإن خليفتها شولتز الآن في قلب الانقسام بالكتلة الأوروبية.

في حين أن العديد من دول الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم اقتراح للحد من أسعار الغاز الطبيعي وإبقائها في متناول 450 مليون مواطن، أثارت ألمانيا وهولندا قضايا رئيسية حول ذلك، قائلة إنه سيكون غير عملي ويمكن أن يؤكد أن الإمدادات فقط ستتجاوز الكتلة الأوروبية.

قال شولتز للبرلمان الألماني إن "تحديد حد أقصى للأسعار يحمل دائما مخاطر قيام المنتجين ببيع غازهم في مكان آخر - ونحن الأوروبيين في النهاية لا نحصل على المزيد من الغاز، بل على غاز أقل".

وفصلت فون ديرلاين خلال الأسبوع الحالي اقتراحات من بينها تنظيم شراء الغاز بشكل مشترك وقواعد جديدة في محاولة لفرض تقاسم الغاز في أوروبا لمساعدة الدول التي تواجه صعوبات أو إصلاح مؤشر السوق الغازية (بورصة الغاز الأوروبية) التي تستخدم مرجعا في التعاملات.

وقال دبلوماسي أوروبي: "ثمة تقدم لكن من دون حصول اختراق كبير. الأولويات مختلفة. ألمانيا تفضل أمن الإمدادات لأنها قادرة على تحمل أسعار مرتفعة لكن الكثير من الدول لا يمكنها مواجهة الكلفة".

(أسوشييتد برس، فرانس برس)

المساهمون