قلق في السودان بعد شكوك حول بدء إثيوبيا ملء سد النهضة

17 فبراير 2022
من أعمال تشييد السد (الأناضول)
+ الخط -

تتزايد الشكوك حول بدء إثيوبيا إجراءات الملء الثالث لسد النهضة من جانب واحد. وقال وزير الري والموارد المائية السوداني ضوالبيت منصور، لـ"العربي الجديد"، إن بلاده تتحسب لكل الاحتمالات المتوقعة من الملء الثالث لسد النهضة الإثيوبي، مع وجود إجراءات لتقليل الأضرار التي قد تنتج عن تشغيل السد.

وشرح منصور أنه لا توجد حتى الآن أي معلومات تفيد بمضي إثيوبيا في الملء الثالث للسد من دون التنسيق مع السودان ومصر، لافتاً إلى أنه يتوقع أن يتوصل الأطراف الثلاثة إلى اتفاق يضمن عدم الإضرار بالسودان ومصر، بل يتجاوز ذلك إلى إمكانية التعاون وتبادل المنافع "وهو الوضع الذي ننشده في ظل علاقات متوازنة".

ولفت إلى عدم وجود اتفاق لتبادل المعلومات حول ملء سد النهضة وتشغيله حتى تاريخه، "ونحن نبذل جهودا جبارة للتحسب لسيناريوهات كثيرة محتمل حدوثها عبر إجراءات تمتص الآثار السالبة للملء والتشغيل الثالث الأحادي للسد".

وفي تعليق على التصريحات الأخيرة لوزارة الخارجية الإثيوبية بأن موقف السودان من السد يخدم طرفاً ثالثاً وليس الخرطوم، قال الوزير إن مواقف السودان تخدم مصلحته وكذا الأطراف الأخرى. ولفت إلى أن بلده ظل ثابتا على مواقفه طوال جولات التفاوض الماضية "ما لاقى استحسان وإشادة الأطراف الإقليمية والدولية".

وقال خبير المياه السوداني الدكتور أحمد المفتي، لـ"العربي الجديد"، إنه "قبل أن يبدأ الرئيس السنغالي ماكي سال وساطته لحل أزمة سد النهضة، توسطت الولايات المتحدة الأميركية، وكذا الاتحاد الأفريقي مرتين، والاتحاد الأوروبي، ومجلس الأمن، وجامعة الدول العربية، والجزائر، والنتيجة كانت صفراً للسودان ومصر، ونجاحاً كبيراً لإثيوبيا"، وشرح أن "إثيوبيا تمكنت من تشييد أكثر من 80 في المائة من السد وأكملت أحاديا الملء الأول والثاني، وحالياً تنظف الأشجار وتواصل التشييد استعدادا للملء الثالث الأحادي أيضاً وقد كان ذلك متوقعاً".

ودعا المفتي السودان ومصر إلى مطالبة الرئيس السنغالي بعدم الشروع في أي وساطة، إلا إذا أوقفت إثيوبيا أنشطتها في السد، خاصة الملء والتشغيل، إلى حين انتهاء الوساطة".

بدوره، قال العضو السابق للجنة الدولية للتفاوض حول سد النهضة دياب حسن، لـ"العربي الجديد"، إن "هنالك تضاربا في الأقوال، وشكوكا حول عدم جاهزية إثيوبيا للملء الثالث وتشغيل التوربينات التحتية".

وأشار دياب إلى تأثر برنامج السودان في تشغيل السدود، كما حدث في العام السابق، ما لم يكن هنالك تصريح واضح من إثيوبيا حول سد النهضة.

المساهمون