قلق استثماري من ارتفاع أسعار الأسهم الأميركية

10 يوليو 2023
متعاملون في سوق وول ستريت (Getty)
+ الخط -

يتخوف المستثمرون في أسواق المال العالمية من مستقبل البورصة الأميركية، رغم ما حققته من صعود بمؤشرات "وول ستريت"، حيث صعد مؤشر ستاندرد أند بورز S&P 500 في الأشهر الستة الأولى من عام 2023، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 20% من أدنى مستوى.

ولكن رغم ذلك يقول مستثمرون إنهم لا يستطيعون التوقف عن النظر من فوق أكتافهم خوفاً من مستقبل سوق المال الأميركي، حتى بعدما تغلبت الأسهم الأميركية على المخاطر الكبيرة، بما في ذلك الزيادات المتكررة في أسعار الفائدة والأزمة المصرفية.

وفي المقابل، يقول مديرو الأموال إنهم غير مقتنعين بأن الارتفاع الحالي في الأسهم الأميركية مستدام ومستمر، حسب تقرير منشور بصحيفة "وول ستريت جورنال" اليوم الاثنين.

ويشير المسار التاريخي لتوجهات سوق وول ستريت المالي إلى أن المستثمرين لا يميلون إلى حب الأسواق الصاعدة، عندما يكونون فيها لزيادة مخاطرها.

ويتخوف التجار من الاتجاه الصعودي للأسهم الأميركية الذي دام 11 عامًا، وولد من الأزمة المالية في 2008، وعما إذا كان سيستمر أم لا.

ويقول المستثمرون إنهم يراقبون الاتجاهات المقلقة في السوق الأميركي. ومن بين هذه التوجهات، موسم الأرباح الذي قد يظهر نقاط الضعف الكامنة في الاقتصاد الأميركي.

وحسب تقرير الصحيفة الأميركية، فإنه من المتوقع أن تسجل الشركات المسجلة في مؤشر S&P 500 انخفاضًا بنسبة 7.2% في الأرباح للربع الثاني وفقًا لبيانات FactSet، مما يمثل ثالث انخفاض في الأرباح على مدار العام على التوالي.

كما يراقب المستثمرون كذلك ما إذا كانت قوة تسعير الشركات تنحسر أم لا. ومن المتوقع أن ينخفض هامش الربح الصافي للشركات المدرجة في S&P 500 إلى 11.4%، بتراجع طفيف عن الربع السابق وأقل بشكل ملحوظ من الذروة البالغة 13% التي تم الوصول إليها في عام 2021. وقد تجد الشركات نفسها مضغوطة ماليا، إذ تواجه ارتفاع تكاليف التمويل، بينما تكافح أيضًا لرفع الأسعار أكثر مع انحسار التضخم.

ومن بين التوجهات التي يرصدها المستثمرون؛ تخفيف السحب الكثيفة المتراكمة في الأسواق العالمية، والتي كانت تقلق المستثمرين في السوق الأميركية، إذ بدأت الأسواق خارج الولايات المتحدة عام 2023 بشكل إيجابي.

وكانت الصين قد رفعت قيودها الخاصة بكورونا، مما أثار التفاؤل بأن موجة الإنفاق من المستهلكين الصينيين ستطلق العنان للنمو الاقتصادي في الداخل والخارج. كما ارتفعت مؤشرات الأسهم الآسيوية، وكذلك في أوروبا.

لكن في المقابل، انزلقت منطقة اليورو إلى الركود، ولا يزال المستثمرون قلقين بشأن تأثير الحرب في أوكرانيا والتضخم الذي لا يزال أكثر عنادًا. 

وهناك مخاوف بشأن تداعيات الفائدة على سوق السندات، وأزمة مصرف "سيليكون  فالي" الأميركي، الذي اندلع انهياره جزئياً بسبب الإفصاح عن أن البنك قد تكبد خسارة 1.8 مليار دولار في محفظته من السندات بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.

ويقول العديد من المستثمرين إنهم قلقون بشأن ما يمكن أن يحدث من دمار، بسبب سعر الفائدة المرتفعة على العملة الأميركية.

المساهمون