قطر: انعكاس إيجابي لقفزات أسعار الغاز على الإيرادات والاحتياطي

08 أكتوبر 2021
الدوحة تخطط لزيادة الإنتاج إلى 110 ملايين طن (Getty)
+ الخط -

يتوقع أن تنعكس قفزات سعر الغاز الطبيعي إيجاباً على قطر، من حيث ارتفاع الإيرادات المالية والاحتياطي النقدي.

وارتفعت أسعار الغاز المسال في الأسواق الآسيوية، بأكثر من ثلاثة أضعاف في الأشهر الخمسة الأخيرة، وتجاوزت 20 دولارا لكل مليون وحدة حرارية، وسط توقعات بالقفز لنحو 30 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية خلال فصل الشتاء، كما واصلت أسعار الغاز ارتفاعها في أوروبا بشكل وصفه خبراء بـ"الجنوني".

وتعمل "قطر للبترول" المملوكة للدولة، على توسعة حقل الشمال، أكبر مشروع غاز مسال منفرد في العالم، ليزيد إنتاج الغاز المسال نحو 40% إلى 110 ملايين طن سنويا بحلول 2026 في المرحلة الأولى، فيما ترفع توسعة المرحلة الثانية طاقة الغاز القطري المسال إلى 126 مليون طن سنويا، بحلول عام 2027، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات الاستيراد لكل من اليابان وكوريا الجنوبية.

قطر ستعلب دوراً رئيسيا في تلبية احتياجات العالم من الغاز الطبيعي المسال وتخفيف حدة الأزمة الحالية

ويقول الخبير النفطي، محمد يعقوب السيد، لـ"العربي الجديد"، إن مشاريع التوسعات التي تجري في حقل الشمال، سوف تجعل قطر رائدة في تصدير الغاز المسال في العالم، وإن ارتفاع الأسعار والتوسعة سينعكسان على الدخل العام لدولة قطر، وعلى موقعها كالمصدر الأول للغاز المسال عالميا، وبالتالي سوف يكون لذلك مردود إيجابي اقتصادياً وسياسياً واستراتيجياً على مستوى الطاقة في العالم.

وحول مدى قدرة قطر على سد النقص في الأسواق الدولية من الغاز جراء ارتفاع الأسعار، يرى السيد، أن قطر تخطط لزيادة إنتاجها من الغاز بنحو 50% في غضون خمس سنوات، وهذه الزيادة تتواكب مع استهلاك الغاز في المستقبل واحتياجات العالم والتطورات التي تحدث في العالم.

وتمتلك قطر أكبر أسطول لناقلات الغاز المسال، قرابة 74 ناقلة غاز وتخطط لبناء 100 سفينة جديدة تواكب التطورات في إنتاج وتصدير الغاز.

وحققت ميزانية الدولة في قطر، خلال الربع الثاني من العام الجاري، فائضا بلغ 3.8 مليارات ريال (1.04 مليار دولار)، بحسب بيانات وزارة المالية القطرية، وقالت الوزارة في بيان إن قطر حققت إيرادات 50.1 مليار ريال (الدولار = 3.64 ريالات) في الفترة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران الماضييْن.
وأرجعت السبب في المقام الأول إلى ارتفاع أسعار النفط عن تلك المعتمدة في الميزانية والمقدرة بـ 40 دولارا للبرميل.
ويقول المحلل الاقتصادي، محمد حمدان، لـ"العربي الجديد"، إن قطر استفادت من الصعود المتواصل لأسعار النفط والغاز الطبيعي المسال منذ بداية العام الحالي، مؤكدا انعكاس ذلك على المركز المالي، ومستويات دخل الدولة، والاحتياطي الأجنبي لدى مصرف قطر المركزي.
وسجل فائض الميزان التجاري نمواً بأكثر من 28 مليار ريال، مقابل عجز بقيمة 4.97 مليارات ريال قياسا بذات الفترة من العام الماضي.

قطر استفادت من الصعود المتواصل لأسعار النفط والغاز المسال منذ بداية العام، وانعكس ذلك على المركز المالي، ومستويات دخل الدولة، والاحتياطي الأجنبي

وفي ذات السياق، سجلت الاحتياطات الدولية بالعملة الأجنبية خلال شهر أغسطس / آب الماضي ارتفاعا بنسبة 2.75% على أساس سنوي الى ما يوازي نحو 209.3 مليارات ريال، ما يعادل 57.2 مليار دولار، وفق بيانات مصرف قطر المركزي.
وتعكس هذه المؤشرات، بحسب حمدان، استفادة قطر من أسعار الطاقة، ما ساهم في حدوث استقرار إيجابي، لافتا إلى أن قطر ستعلب دوراً رئيسيا في تلبية احتياجات العالم من الغاز الطبيعي المسال خاصة.
وأضاف أن هناك عوامل تدعم زيادة الطلب مثل ارتفاع أسعار الغاز لمستويات أكثر من 30 دولارا، وزيادة الطلب مع دخول فصل الشتاء، والاحتياجات المتزايدة لاستخدامه، وقلة المخزون، فضلاً عن بدء الانتعاش الاقتصادي العالمي بفعل تسارع وتيرة التطعيمات وفتح العديد من الدول لاقتصاداتها، بعد التعافي من جائحة كورونا.

وحول منافسة قطر بسوق الغاز العالمي في ظل ارتفاع الأسعار، يرى مهندس البترول، نصر أبو نبوت، في حديث لـ"العربي الجديد" أنه للإجابة عن هذا السؤال يجب النظر للمنافسين الآخرين، مضيفا أنه في الوقت الذي يعاني فيه منافسو قطر من الشركات الكبرى، أعلنت "قطر للبترول" المضي في خطط التوسعة، مستندة إلى عدة مزايا علي رأسها التكلفة المرنة للإنتاج في قطر، واقتصاد قوي يمكن "قطر للبترول" من تمويل هذه المشاريع ذاتيا.
وفي المقابل نجد العديد من الشركات الكبرى التي قامت بتعليق العمل في مشاريعها أو تأجيل قرار الاستثمار النهائي في مشاريع الإنتاج وفق أبو نبوت.

يقدر سعر التعادل لشحنة متجهة من قطر إلى شمال شرق آسيا، بنحو 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، مقارنة مع ما بين 5 و8 دولارات للوحدة من روسيا وموزمبيق والولايات المتحدة

ويقدر سعر التعادل لشحنة متجهة من قطر إلى شمال شرق آسيا، بنحو 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، مقارنة مع ما بين 5 و8 دولارات للوحدة من روسيا وموزمبيق والولايات المتحدة.
ومن العوامل الإيجابية لارتفاع أسعار الغاز، أن الميزان التجاري السلعي في قطر، حقق خلال شهر أغسطس/ آب الماضي فائضا مقداره 19.2 مليار ريال قطري (5.27 مليارات دولار) وفقا لبيانات جهاز التخطيط والإحصاء القطري.

وارتفعت خلال نفس الشهر قيمة صادرات "غازات النفط والهيدروكربونات الغازية الأخرى" والتي تمثل (الغاز الطبيعي المسال والمكثفات والبروبان والبيوتان، إلخ..) لتصل إلى نحو 16.7 مليار ريال، بنسبة 118.2 بالمئة.

المساهمون