مع اشتداد المنافسة في قطاع السيارات الكهربائية، قررت شركة السيارات الأميركية "فورد موتور" Ford، اليوم الثلاثاء، إلغاء 3800 وظيفة في أوروبا، معظمها في المملكة المتحدة وألمانيا، وذلك بعد يوم واحد من إعلان عزمها بناء مصنع بطاريات بقيمة 3.5 مليارات دولار على بعد نحو 160 كيلومتراً غرب ديترويت، سيوظف نحو 2500 شخص.
وقالت الشركة إن 2300 وظيفة في تطوير المنتجات والوظائف الإدارية سيجري إلغاؤها في ألمانيا، و1300 في بريطانيا، و200 وظيفة أخرى في أماكن متفرقة في أوروبا خلال السنوات الثلاث المقبلة، حسبما أوردت "فرانس برس".
المدير العام لشركة "فورد موديل إي" (Ford Model e) في أوروبا مارتن ساندر قال: "هذه قرارات صعبة ولم تُتخذ باستخفاف"، مضيفاً: "نحن ندرك حالة عدم اليقين السائدة في أوساط فريقنا، وأؤكد لهم أننا سنقدم لهم دعمنا الكامل في الأشهر المقبلة"، فيما لفتت الشركة إلى أن القرار يهدف إلى تنشيط أعمالها في أوروبا، والمنافسة بشكل مربح مع مجموعة جديدة من سيارات الركاب.
يُشار إلى أن تقليص الوظائف المعلن في ألمانيا هو أقل من 3200، كان قد توقعها اتحاد "أي جي ميتال" IG Metall في يناير/كانون الثاني.
"فورد" قالت إنها "تتخذ إجراءات لإعادة هيكلة أعمالها في أوروبا، وإنشاء هيكل تكلفة أكثر رشاقة وتنافسية"، مضيفة أنها "تستجيب لظروف السوق المتغيرة بسرعة ومجال متنام من منافسي السيارات الكهربائية يدخلون السوق".
وقالت "فورد" إن التخفيضات في الوظائف ستكون من خلال المغادرة الطوعية، وأنها ستحافظ على منظمة هندسية تضم حوالي 3400 وظيفة في أوروبا تركز على تصميم المركبات وتطويرها.
كما أعلنت شركة صناعة السيارات الأميركية العملاقة عن تخفيض آلاف الوظائف في الولايات المتحدة والهند العام الماضي، وذلك بعدما سقطت في المنطقة الحمراء العام الماضي بخسارتها ملياري دولار.
ومثل منافسيها، استثمرت "فورد" بكثافة في السيارات الكهربائية، حيث كشفت عن طرازات خالية من الانبعاثات من السيارات الأكثر مبيعاً، مثل شاحنة "البيك أب" من الفئة أو السلسلة "إف" F. وقالت إن خطتها لتقديم أسطول يعمل بالكهرباء بالكامل في أوروبا بحلول عام 2035 "لم تتغير".
وأوضح ساندر قائلاً: "نحن نعيد ابتكار علامة فورد التجارية بالكامل في أوروبا، بتصميم أميركي متميز وخدمات متصلة ستميز فورد وتسعد عملاءنا في أوروبا"، مضيفاً: "نحن مستعدون للمنافسة والفوز في أوروبا. وسيجري تقديم أول سيارة ركاب كهربائية أوروبية الصنع هذا الربيع، وستلفت الأنظار بالتأكيد".
وقد وافق الاتحاد الأوروبي على حظر مبيعات السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل، اعتباراً من عام 2035 كجزء من جهود الكتلة المكونة من 27 دولة لبناء اقتصاد خال من الكربون بحلول عام 2050.
وسجلت مبيعات السيارات الكهربائية رقماً قياسياً جديداً لحصة السوق في الاتحاد الأوروبي في عام 2022، حيث شكلت 12.1% من المبيعات الجديدة، مقارنة بنسبة 9.1% عام 2021، وفقاً لأرقام القطاع الرسمية.
على صعيد آخر، كانت وكالة "أسوشييتد برس" أوردت، أمس الاثنين، أن الشركة تعتزم بناء مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية بقيمة 3.5 مليارات دولار على بعد نحو 160 كيلومتراً غرب ديترويت، والذي سيوظف حوالي 2500 شخص.
وجرى الكشف عن خطط بناء المصنع، أمس، خلال اجتماع لصندوق ميشيغان الاستراتيجي، الذي وافق على حزمة حوافز ضريبية كبيرة للمشروع الذي سيقام قرب مدينة مارشال، على أن يقام المصنع على موقع جاهز للتطوير الصناعي، بالقرب من تقاطع طريقي الولايات 94 و69.
مديرة التنمية الاقتصادية في شركة "فورد" غابي برونو، قالت إنه "مشروع عظيم"، مشيرة إلى أن ميشيغان خاضت "منافسة مع ولايات ودول عدة" لتأمين الاستثمار.