فقراء ليبيا يدفعون ثمن الاشتباكات

30 اغسطس 2022
سيارات محترقة وسط طرابلس (محمود تركية/ فرانس برس)
+ الخط -

خسر عبد الباسط عامر، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، سيارته التي حصل عليها بعد معاناة قبل سنوات، بعدما أصابتها قذيفة خلال الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس، خلال الأيام الماضية، بين قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دولياً برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومسلحين موالين لحكومة فتحي باشاغا، المكلفة من مجلس النواب.

يقول عامر، الذي وقف حزيناً بجانب حطام سياراته وسط طرابلس، لـ"العربي الجديد": "خسرت مصدر الرزق الوحيد، كنت أعمل على هذه السيارة لمواجهة الحياة الصعبة وقلة الحيلة ولا أدري ماذا سأفعل"، مضيفا أن تلك السيارة كانت ملاذه لتدبير احتياجات أسرته، خاصة في ظل تأخر الإعانات الحكومية.

وعلى عتبة أحد المنازل في شارع الجمهورية بالعاصمة، وقفت السبعينية مسعودة الطاهر تشكو حالها بعدما أجبرتها الاشتباكات على ترك منزلها الكائن بإحدى الضواحي التي شهدت تطايرا لشظايا القتال، واستئجار شقة مقابل 1350 دينارا شهرياً، مشيرة إلى أن سيارة أسرتها تعرضت للاحتراق بالكامل.

صراعات متكررة

وفي عمارات باب بن غشير، يقول المواطن حسين الرابطي إن منزله تعرض للتدمير الجزئي وتضررت سيارته مثل سائر المواطنين في المنطقة التي شهدت اقتتالاً خلال الأيام الماضية، مضيفا "الصراعات المسلحة تتكرر بين الحين والآخر بينما يدفع المواطنون الثمن باهظاً من جيوبهم نتيجة الخسائر الفادحة التي يتكبدونها".

ويقول خالد بن عثمان، الذي يعمل مدرساً، بينما كان يزيل الزجاج المتطاير وبقايا الحطام المنتشر في أرجاء منزله: "تعبنا.. نحتاج إلى استقرار أمني في البلاد حتى نعيش في أمان وتدور عجلة الاقتصاد، وليس إلى حرب وراء حرب".

واندلعت المعارك بالأسلحة الثقيلة في وسط طرابلس المكتظ بالسكان، وحوصرت مئات الأسر بين طرفي الاقتتال، وتعرضت مبان سكنية وحكومية كثيرة لأضرار كبيرة، وشوهدت سيارات محترقة متناثرة في مناطق الاشتباكات.

وفشلت القوات المتحالفة مع إدارة فتحي باشاغا المدعومة من مجلس النواب في السيطرة على العاصمة والإطاحة بحكومة الدبيبة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها.

ويقول الخبير الاقتصادي محمد الشيباني، لـ"العربي الجديد"، إن جميع الحروب التي مرت على ليبيا منذ عام 2011 يدفع ثمنها الفقراء خسارة في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة.

قائمة طويلة من الأضرار

يضيف الشيباني، أن الدولة لم تقم حتى الآن بصرف أي تعويضات لأصحاب 130 ألف مسكن تضرروا في منطقة جنوب طرابلس من عدوان اللواء المتقاعد خليفة حفتر بسبب نقص الأموال، والآن هناك مساكن وسيارات تنضم إلى قائمة الأضرار مع الاشتباكات الأخيرة في وسط العاصمة.

كانت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، قد توقعت في تقرير لها في ديسمبر/ كانون الأول 2020، تجاوز خسائر ليبيا بسبب الصراع الدائر تريليون دولار في حال تواصل الحرب والاضطرابات، مشيرة إلى تعرض الاقتصاد لانكماش حاد في ظل التدمير الذي تعرضت له الأصول في الكثير من القطاعات الاقتصادية، فضلا عن تهاوي احتياطيات النقد الأجنبي.

المساهمون