فرقاء صناعة السيارات يتحالفون...توسيع شبكات الشحن الكهربائي لزيادة المبيعات

14 مارس 2021
تسلا تنافس في اليابان من خلال طراز فاخر أرخص سعراً (Getty)
+ الخط -

رغم السباق المحموم بين شركات السيارات على إنتاج مركبات كهربائية متطورة للاستحواذ على أكبر حصة ممكنة من السوق، التي تنمو بشكل متسارع، فإن بعضها دخلت في تحالف لبناء شبكات واسعة للشحن في أوروبا، بما يدعم زيادة مبيعات هذه النوعية من المركبات في الفترة المقبلة.

وتجري "فولكسفاغن" و"بي إم دبليو" الألمانيتان وشركات أخرى لصناعة السيارات، محادثات لتوسيع نطاق شبكة الشحن في أوروبا بشكل كبير، بالتعاون مع شركة" أيونتي"، التي تعمل على بناء نقاط الشحن السريع للسيارات الكهربائية على الطرق السريعة في أوروبا منذ عام 2017، لتحاكي شبكة الشحن السريع التابعة لشركة "تسلا" الأميركية، أكبر مصنع للسيارات الكهربائية في العالم.

ويأتي التحالف بين شركات السيارات الرامي لنشر المزيد من نقاط الشحن في أوروبا، بغرض مواكبة ارتفاع مبيعات السيارات التي تعمل بالبطاريات. فبعد أن تضاعفت مبيعات السيارات الكهربائية ثلاث مرات في أوروبا خلال العام الماضي 2020، تخشى الشركات من أن الطوابير الطويلة عند نقاط الشحن قد تقلل أعداد المشترين المحتملين.

وتُجري "أيونتي" والشركات المساهمة بها، مناقشات لوضع خطة نمو للمستقبل، بما في ذلك التوسع السريع في البنية التحتية للشحن عالي السرعة.

وقال الرئيس التنفيذي مايكل هاجيش لـ"أيونتي" في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ الأميركية "يجري البحث عن فرص استثمار إضافية". وتستثمر العديد من الشركات ما يقرب من 200 مليون يورو في مشروع "أيونتي" من بينها "دايملر" الألمانية و"فورد موتور" وهي شركة دولية ذات أصل أميركي، و"هيونداي" الكورية الجنوبية.

ومن شأن الحصول على تمويل إضافي دعم "أيونتي" لبدء استهداف المناطق الحضرية، بالإضافة إلى الطرق السريعة الأقل ارتياداً، حيث لا يتواجد شبكات شحن حالياً.

وتفوقت أوروبا على الصين كأكبر منطقة في العالم لمبيعات السيارات الكهربائية في 2020، إذ ساهمت الحوافز السخية مع التهديد بدفع غرامات بسبب الانبعاثات في تعزيز التوجه نحو السيارات النظيفة.

ومع نمو المبيعات، تخطط شركة فولكسفاغن وحدها لمضاعفة مبيعات السيارات الكهربائية خلال العام الجاري، وتضغط الشركات المصنعة الأخرى أيضاً على الاتحاد الأوروبي والحكومات لدعم إنشاء مليون نقطة شحن عامة بحلول عام 2024، ارتفاعاً من 224.5 ألف نقطة شحن بنهاية العام الماضي.

وقال ماركوس كلاينفيلد، الشريك في مؤسسة "أليكس بارتنرز" للاستشارات: "تشارك شركات صناعة السيارات والحكومات في نوع من معركة الظل، حول من يتحمل فاتورة الإنفاق على البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية". وحث أوليفر زيبس، الرئيس التنفيذي لشركة "بي إم دبليو" قبل أيام، الحكومات والبلديات على زيادة الجهود لتركيب نقاط الشحن للحفاظ على استمرار مبيعات السيارات الكهربائية وتلبية الأهداف المناخية.

وتدرس الشركات المصنعة الأخرى للسيارات تولي زمام الأمور، حيث تتطلع شركة "أودي" للسيارات الفاخرة التابعة لـمجموعة فولكسفاغن إلى بناء شبكة شحن خاصة بها في المناطق الحضرية، حسبما صرح الرئيس التنفيذي للشركة ماركوس ديسمان لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية الشهر الماضي، مشيراً إلى خطر حدوث تباطؤ في مبيعات السيارات الكهربائية بسبب عدم توافر بنية تحتية مناسبة.

ويمثل توسيع شبكة "أيونتي" أحد الخيارات التي يجري تقييمها، وقال المؤسس المشارك هنريك ثيل في مقابلة، إن شركة "كويللو" ومقرها ميونيخ (ثالث أكبر مدن ألمانيا)، وتقوم بتشغيل محطات شحن للسيارات الكهربائية في مدينتين بالدولة، تجري محادثات مع شركة كبرى لصناعة السيارات من أجل شراكة لطرح نقاط شحن عامة.

وأضاف ثيل: "سنرى ندرة كبيرة في نقاط الشحن، والكثير من الضجيج سيثار حول هذا الأمر في الأشهر المقبلة"، مشيرا إلى أن عدد المركبات الكهربائية لكل محطة شحن في ألمانيا قد تضاعف منذ عام 2017.

وبصرف النظر عن التحالفات التي تجريها الشركات لنباء شبكات الشحن بحثا عن مصلحة مشتركة، فإنها تخوض مضمار السباق على التواجد في أكبر الأسواق من خلال منافسة سعرية كبيرة.

وتشعل شركة تسلا حرب أسعار في اليابان، ليتزايد الطلب على سياراتها بعد أن خفضت الشركة أسعار بيع سيارة "السيدان" الكهربائية متوسطة المدى في فبراير/ شباط الماضي. وزادت مدة تسليم السيارة إلى ما بين 12 و16 أسبوعاً، مقارنة ما بين 6 و8 أسابيع قبل تخفيض السعر، وفقاً لما نقلت وكالة بلومبيرغ عن مطلع على الأمر.

وخفضت تسلا سعر السيارة طويلة المدى من "الطراز 3" بنسبة 24% الشهر الماضي إلى 4.99 ملايين ين ياباني (46.7 ألف دولار)، مما جعلها في متناول المستهلكين الذين يسعون إلى شراء سيارات فاخرة منخفضة التكلفة.

ومع سعي الحكومة اليابانية لحظر مبيعات السيارات ذات المحركات التي تعمل بالبنزين فقط بحلول منتصف العقد الجاري، فإن خفض تسلا للأسعار يضع الشركات اليابانية المُصنعة للسيارات أمام حرب أسعار محتملة في ثالث أكبر سوق للسيارات في العالم.

وقال تاكيشي مياو، المحلل في شركة "كارنوراما" لخدمات الاستشارات في طوكيو إن "خفض تسلا أسعار سياراتها، يثبت أن المركبات الكهربائية ستُباع عندما تكون أسعارها أكثر رخصاً.. إنه وضع مروع بالنسبة لشركات صناعة السيارات اليابانية".

وبدأت شركتا "هوندا موتور" و"مازدا موتور" في بيع سيارات كهربائية خلال 2020، ويبلغ سعر الواحدة 4.5 ملايين ين، ولكن مع نطاق قيادة أصغر بكثير مقارنة بـ "الطراز 3" من تسلا.

وتخطط شركة "نيسان موتورز" لبدء بيع "آريا"، وهي سيارة كروس أوفر كهربائية رياضية متعددة الاستخدامات، في وقت لاحق من 2021. ومع تضمين الدعم والتخفيضات، من المحتمل أن يظل "الطراز 3" أحد أكثر خيارات السيارات الكهربائية بأسعار معقولة في اليابان.

المساهمون