غلق الحدود مع الجزائر يقوّض انتعاش سياحة تونس

08 يناير 2022
تعكف السلطات على إعداد خطة لما بعد كورونا هدفها تشجيع السياحة الداخلية (الأناضول)
+ الخط -

يُبقي غلق الحدود البرية الجزائرية تعافي السياحة التونسية منقوصا، نظرا لأهمية تدفق السياح الجزائريين إلى البلاد، وهي حركة استفاد منها الاقتصاد الوطني كثيرا، لا سيما وقت الأزمات.

وبالتالي، يمثل فتح الحدود رافدا مهما لدعم السياحة التي تكابد من أجل التخلص من آثار كورونا.

وتمثل السوق الجزائرية واحدة من أهم الأسواق السياحية لتونس، إذ توافد إليها عام 2019 نحو 2.5 مليون سائح شكلوا 25% تقريبا من إجمالي عدد السياح الوافدين، علما أن تونس من الوجهات السياحية الثلاث المفضلة لدى الجزائريين القادرين على السفر إليها برا، بما يخفض تكاليف سياحة الأسر قياسا بأعباء الرحلات الجوية.

لكن الحدود البرية مغلقة منذ 16 مارس/ آذار 2020 بسبب كورونا، فيما كانت تفتح معابر برية محددة في مواعيد محددة لإجلاء الطلبة والرعايا الجزائريين أو التونسيين العالقين، مع تطبيق التدابير الصحية الضرورية.

ويقر مهنيو السياحة بأهمية السوق الجزائرية، فيقول كاتب عام "جامعة وكالات الأسفار"، ظافر لطيّف، إن صناعة السياحة بدأت خطواتها الأولى للتعافي من آثار الجائحة مستفيدة من تخفيف تدابير السفر في بعض البلدان الأوروبية والحراك الداخلي للسياح المحليين بمناسبة الإجازة الشتوية وإجازات نهاية السنة.

موقف
التحديثات الحية

وأضاف لـ"العربي الجديد" أن هذه الحركة سمحت للفنادق والمنتجعات السياحية بإعادة فتح أبوابها واستغلال 50% من طاقتها وفقا للبروتوكولات الصحية، غير أن ذلك غير كاف بحسب قوله، معتبرا أن إعادة فتح الحدود ستخلق دينامية جديدة في القطاع، مؤكدا أن التعافي يحتاج إلى استعادة كل الوجهات بما يستقطب سنويا ما لا يقل عن 3 ملايين سائح.

ويواجه المسافرون صعوبات في إيجاد مقاعد على الرحلات الجوية التي تؤمنها شركات الطيران التونسية والجزائرية بسبب كثافة حركة التنقل بين تونس والجزائر لأغراض عدة، علما أن عائدات القطاع السياحي التونسي سجلت عام 2021 ارتفاعا بنسبة 7.7% مقارنة بعام 2020، وفقا لبيانات البنك المركزي التونسي.

كما بلغت عائدات صناعة السياحة لغاية 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي 2.1 مليار دينار أي حوالي 724 مليون دولار، وارتفع عدد الوافدين إلى تونس 14.5% إلى أكثر من مليونين و100 ألف سائح، صعودا من نحو 1.84 مليون عام 2020، بزيادة 23% للوافدين و30% لليالي الفندقية.

وتعمل وزارة السياحة على إعداد خطة لما بعد كورونا لتشجيع السياحة الداخلية وتنويع المنتوج السياحي، وقد أطلق الديوان الوطني للسياحة أخيرا، حملة دعائية واتصالية جديدة بهدف الترويج للسياحة الداخلية تحت شعار "تونس ليك"، فيما تسعى التمثيليات الخارجية للديوان إلى عقد اتفاقات مع كبار وكلاء السياحة ومتعهدي الرحلات العالميين من أجل ضمان حصة تونس من الأسواق الأوروبية والروسية للموسم الجديد.

المساهمون