ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أمس الاثنين، أن شركة "روس نفط" تتطلع إلى توريد الغاز من حقولها في إقليم كراسنويارسك ومقاطعة إركوتسك، عبر خط أنابيب الغاز "قوة سيبيريا-2" المزمع إنشاؤه والتابع لعملاق الغاز الروسي "غازبروم".
وتملك شركة "روس نفط" احتياطات من الغاز تقدر بـ1.5 تريليون متر مكعب بالحقول الواقعة على امتداد خط أنابيب الغاز المستقبلي، وقد تقدمت إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بطلب وضعها في الحسبان عند تصميم خط "قوة سيبيريا-2"، الذي من المقرر أن يربط بين روسيا والصين عبر أراضي منغوليا.
وأشارت "كوميرسانت" إلى أن رئيس "روس نفط"، إيغور سيتشين، طلب ذلك من بوتين الذي كلف بدوره في 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، نائب رئيس الوزراء المشرف على ملف الطاقة بالحكومة الروسية، ألكسندر نوفاك، و"غازبروم"، النظر في الأمر.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول 2019، تورد شركة "غازبروم" الغاز إلى الصين عبر خط "قوة سيبيريا-1" الذي من المنتظر أن تصل طاقته إلى 38 مليار متر مكعب سنوياً بحلول عام 2025. ونظرا لخسارة القسم الأكبر من السوق الأوروبية في عام 2022، يبدو بناء "قوة سيبيريا-2" هو الفرصة الواقعية الوحيدة لـ"غازبروم" لاستعادة حجم تصدير الغاز في المستقبل المنظور.
وكان رئيس "غازبروم"، أليكسي ميلر، قد أعلن خلال الأسبوع الروسي للطاقة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن الشركة باتت في مرحلة إعداد أوراق ميزانية المشروع. ومع ذلك، لم يتم إبرام عقد أو تحديد مواعيد البناء بين "غازبروم" والصين حتى الآن.
ومن المحتمل أن تشهد سوق الغاز تبايناً في اتجاهات الاستهلاك بين المناطق، إذ تقود آسيا والمحيط الهادئ إلى جانب الشرق الأوسط وأفريقيا نمو الطلب العالمي، في حين أن من المرجح تراجعه في أميركا الشمالية وأوروبا الغربية وأوراسيا بسبب الركود الاقتصادي المتوقع والتأثر بتداعيات الحرب الروسية والعقوبات المفروضة على موسكو.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية ارتفاع استهلاك الغاز الطبيعي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى 923 مليار متر مكعب خلال 2023، بعد تقديرات بنحو 895 مليار متر مكعب في 2022، بقيادة الصين، التي من المرجح أن تشهد زيادة 20 مليار متر مكعب في الطلب، ليسجل 390 مليار متر مكعب. وتأتي توقعات تعافي الطلب على الغاز في الصين على خلفية الانفتاح التدريجي للاقتصاد وإلغاء قيود كورونا.