عودوا لثكناتكم

12 فبراير 2015
لماذا يظل جيش مصر في الجبهة الداخلية يطارد المتظاهرين؟(أرشيف/Getty)
+ الخط -
ليس مستغرباً قيام دول الخليج باستيراد أسلحة ومقاتلات وصواريخ بمليارات الدولارات سنوياً، ذلك لأن هذه الدول تمتلك احتياطيات ضخمة من النقد الأجنبي تتجاوز ألف مليار دولار (تريليون دولار)، صحيح أن هذه الأسلحة قد يكون مصيرها المخازن والصدأ ولا تتم الاستفادة منها بالشكل الكافي، وخاصة أنه يوجد تجانس بين دول الخليج، كما لا توجد توترات قوية بينها وبين جيرانها، ورغم ذلك لا أستغرب هذا الإنفاق.
ويمكن استيعاب قيام السعودية بشراء أسلحة بقيمة 80.8 مليار دولار في العام الماضي لتتصدّر دول الشرق الأوسط الأكثر إنفاقاً على الدفاع والسلاح، حسب تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، الصادر أمس الأول، ذلك لأن السعودية تمتلك قدرات مالية لشراء أحدث الأسلحة والطائرات، حيث إن لديها احتياطيات في الخارج تتجاوز 700 مليار دولار، وهذه الأموال كافية لسداد احتياجات البلاد لمدة 3 سنوات كاملة.
وليس مستغرباً احتلال إسرائيل المرتبة الـ13 بين أكثر الدول الأعلى من حيث الإنفاق العسكري العالمي لعام 2014، حيث قامت بشراء أسلحة بـ23.2 مليار دولار في هذا العام، ذلك لأن الكيان الصهيوني دولة حرب لا تتوقف عن الاحتكاك بجيرانها سواء في غزة أو لبنان أو سورية، كما تصور للعالم كله أن كل دول الشرق الأوسط تناصبها العداء وترغب في إزالتها من على وجه البسيطة.
لكن ما لا يمكن فهمه أن تقوم دول لا تمتلك سوى الحد الأدنى من النقد الأجنبي اللازم لتمويل وارداتها الخارجية بالتعاقد علي صفقات أسلحة ضخمة وبمليارات الدولارات.
خذوا على سبيل المثال مصر، حيث قال مصدر فرنسي، أمس، إن اتفاقاً أبرم بين مصر وفرنسا على بيع 24 مقاتلة رافال وفرقاطة وصواريخ بقيمة 5 مليارات يورو (40 مليار جنيه)، وهناك كلام عن صفقات أخرى مع روسيا وغيرها.
السؤال هل تواجه مصر مخاطر شديدة تبرر هذا الإنفاق الضخم على الأسلحة والدفاع؟
قد يقول البعض: نعم.. مصر تواجه مخاطر جمة في سيناء وعلى حدود ليبيا.
وهذا الكلام صحيح إلى حد كبير، ويبقي السؤال: إذا كانت مصر تعاني كل هذه المخاطر فلماذا يظل جيشها في الجبهة الداخلية يطارد المتظاهرين السلميين ولا يعود لثكناته وعلى الحدود؟
المساهمون