عودة الكهرباء تدريجياً في فنزويلا والحكومة تتحدث عن عملية "تخريب"

31 اغسطس 2024
انقطاع الكهرباء في كاراكاس، 30 أغسطس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

عادت الكهرباء تدريجياً إلى فنزويلا بعد انقطاع واسع النطاق للتيار عزته الحكومة إلى "تخريب" ومحاولة انقلاب، بعد شهر على إعادة انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو المتنازع عليها. وعادت التغذية بالتيار أمس الجمعة، في بعض مناطق كراكاس مجدداً، وفق وكالة فرانس برس، التي أفادت أيضاً بعودة الكهرباء جزئياً إلى ولايتي تاتشيرا (جنوب غرب) وميريدا (غرب). وأفادت شهادات على شبكات التواصل الاجتماعي بعودة الكهرباء في مناطق أخرى من البلاد. 

وذكر شهود من وكالة رويترز أنّ الكهرباء عادت إلى بعض أجزاء مدينة ماراكايبو في غرب البلاد ومدينة بلنسية وسط البلاد ومدينة بويرتو أورداث في شرق البلاد والعاصمة كراكاس بحلول الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت غرينتش) أمس الجمعة.

وقال مادورو على شبكات التواصل الاجتماعي: "أقف مع الشعب في الخطوط الأمامية في المعركة ضد هذا الهجوم الإجرامي على النظام الكهربائي في البلاد. الفاشية اليائسة تهاجم الشعب، لكننا معاً سننتصر". وكان وزير الاتصالات الفنزويلي فريدي نانيز قد صرّح للتلفزيون الرسمي بأنه "عند الساعة 4.50 أمس الجمعة 30 أغسطس/ آب، حصل تخريب لشبكة الكهرباء في فنزويلا، تخريب للنظام الكهربائي الوطني أثّر في كل أراضي البلاد، حيث أبلغت الولايات الـ24 بانقطاع كامل أو جزئي لإمدادات الكهرباء".

ولطالما عزا المعارضون مسؤولية انقطاع التيار الكهربائي إلى البنية التحتية المتدهورة في ظل مشاكل مالية تعاني منها البلاد. وسخر المعارض البارز خوان بابلو جوانيبا من اتهامات التخريب، أمس الجمعة. وذكرت مصادر ووثيقة شحن اطلعت عليها "رويترز" أن انقطاع الكهرباء أثر في بعض العمليات الرئيسية لشركة النفط الوطنية الفنزويلية، بما في ذلك في أكبر ميناء لنقل النفط في البلاد، وهو ميناء خوسيه، حيث تعطل تحميل السفن وإنزال حمولتها بسبب انقطاع الكهرباء. 

ويجري التعامل مع 70% تقريباً من صادرات النفط الفنزويلية في ميناء خوسيه الذي لا يملك منظومة كهرباء خاصة به. وقالت المصادر إنّ مقرّ شركة النفط الوطنية في كراكاس انقطعت عنه الكهرباء، لكن أكبر مجمّع مصافٍ تابع للشركة، وهو مجمع باراجوانا، لم يتأثر، لأن محطة الطاقة الخاصة به كانت تعمل. 

ويأتي انقطاع الكهرباء في وقت دخلت فيه البلاد في أزمة بعد الانتخابات الرئاسية في 28 يوليو/ تموز، التي شهدت إعادة انتخاب مادورو فيما أعلنت المعارضة الفوز فيها. وتشهد البلاد بانتظام انقطاعاً محدوداً للكهرباء، لكن نادراً ما يحدث انقطاع واسع النطاق. وتشهد المناطق الغربية مثل تاتشيرا وزوليا، عاصمة النفط السابقة، انقطاعاً يومياً في التيار. وأحدثَ انقطاع التيار على نطاق واسع لمدة خمسة أيام في مارس/ آذار 2019 صدمة في فنزويلا، واستمر فترة أطول في بعض المناطق.

تحت السيطرة

تعزو الحكومة بانتظام انقطاع الكهرباء إلى "هجمات" تدبرها الولايات المتحدة والمعارضة لإطاحتها. لكن قادة المعارضة والعديد من المتخصصين يرون أن ذلك نتيجة قلة الاستثمار وسوء إدارة القطاع الصناعي الذي تدهور مع الأزمة الاقتصادية. وخلال العقد الماضي شهدت البلاد أزمة اقتصادية غير مسبوقة مع انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة 80%، وهو ما لم يعوضه التعافي الهزيل في العامين الماضيين. وفرّ نحو سبعة ملايين فنزويلي من البلاد.

وطمأن وزير الداخلية ديوسدادو كابيلو الفنزويليين إلى أن "الشبكة بدأت الآن بالعمل". وأضاف: "إنهم (أنصار المعارضة) لم يحققوا أهدافهم بإشعال البلاد بعد شهر من الانتخابات، بل على العكس، البلاد في (حالة) هدوء تام". بدوره، أكد وزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز أن "كل شيء تحت السيطرة"، مضيفاً أن "القوات المسلحة منتشرة على كامل التراب الوطني".

سياسياً، استدعى مكتب المدعي العام مرشح المعارضة لانتخابات الرئاسة إدموندو غونزاليس أوروتيا الجمعة، مهدداً بإصدار مذكرة توقيف بحقه إذا لم يمثل بعد هذا الاستدعاء الثالث. ويعيش هذا السفير السابق البالغ 75 عاماً متوارياً ولم يظهر علناً منذ 30 يوليو. ولم يحترم الاستدعاءين السابقين ولم يحضر أي جلسة أمام المحكمة العليا التي أرادت الاستماع إلى جميع المرشحين للانتخابات.

وأكد غونزاليس أوروتيا الأحد الماضي، على منصة إكس أنه يخشى قضاءً "من دون استقلالية". وهو متهم بـ"التحريض على عصيان القوانين" و"الانتماء إلى شبكة إجرامية" و"التآمر". بعد إعلان إعادة انتخاب الرئيس مادورو، أدت تظاهرات عفوية إلى سقوط 27 قتيلاً و192 جريحاً، فيما اعتُقل نحو 2400 شخص بحسب مصادر رسمية.

وأُعلِن فوز مادورو الذي صدّقت عليه المحكمة العليا في 22 أغسطس بنسبة 52% من الأصوات من جانب المجلس الوطني للانتخابات الذي لم يكشف عن محاضر مراكز الاقتراع، بحجة أنه تعرض لقرصنة معلوماتية. لكن المعارضة لا تعترف بذلك، ويرى مراقبون أنها مناورة لتجنب الكشف عن الفرز الدقيق للأصوات. وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الجمعة إنه "لا يقبل انتصار مادورو ولا انتصار المعارضة. المعارضة تقول إنها فازت. هو (مادورو) يقول إنه فاز لكن لا يوجد دليل. نحن نطالب بالدليل".

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون