عملتا روسيا والمكسيك ضحايا انهيار النفط

21 ابريل 2020
عجز الموازنة الروسية يرتفع (Getty)
+ الخط -

قاد الروبل الروسي والبيزو المكسيكي الانخفاضات في عملات الأسواق الناشئة، لتصبح أبرز مؤشرات تداعيات انهيار أسعار النفط إلى أدنى مستوى في هذا القرن.

وجاء الانخفاض، ظهر الإثنين، في العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 13.27 دولاراً للبرميل، من أهم مبررات قرار وكالة موديز تخفيض تصنيف المكسيك وشركة الطاقة الحكومية بيميكس، يوم الجمعة، بعد إغلاق أسواق العملات.

وفي روسيا، استشهدت صحيفة إزفستيا اليومية بمسودة ميزانية منقحة تتوخى عجزاً يعادل حوالي 76 مليار دولار، بناءً على افتراض سعر النفط البالغ 20 دولاراً للبرميل.

ولم يوقف مسار هبوط العملتين اتفاق قطع الإنتاج المبرم قبل أسبوع بين أوبك وروسيا والمكسيك ومنتجين آخرين، بعدما فُرضت عمليات الإغلاق العالمية لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد. وقالت موديز إن آفاق النمو في الاقتصاد المكسيكي، الذي انكمش العام الماضي، "أصبحت أضعف"، وفق "بلومبيرغ".

وغرق الروبل بنسبة تصل إلى 1.5%، مما أدى إلى توقف مسار ارتفاعه لمدة ثلاثة أسابيع، في حين تراجع البيزو 2.1% مقابل الدولار.

وكتب غيوم تريسكا، كبير المحللين الاستراتيجيين في كريدي أغريكول، في تقرير: "أسعار النفط المنخفضة في الولايات المتحدة وتراجع برنت سيواصلان إعاقة انتعاش نمو الأسواق الناشئة". وسجل برنت، حتى ظهر الإثنين، تراجعاً بنسبة تعدت 2.1% إلى 29.31 دولاراً.
وفي مقابل هذا الهبوط، ارتفع الدولار على نطاق واسع أمام منافسيه، الاثنين، مع تعزيز المخاوف بشأن نمو الاقتصاد العالمي، لجاذبية الملاذات الآمنة، مقابل انحسار العملات عالية المخاطر مثل الدولار الأسترالي.

وارتفع مؤشر الدولار الأميركي 0.2% مقابل سلة من العملات إلى 99.90، مقتربا من أعلى مستوى في ثلاث سنوات الذي بلغه الشهر الماضي عند 103.

وقال راي أتريل، رئيس قسم استراتيجية أسعار الصرف في بنك أستراليا الوطني في سيدني "مازالت هناك درجة من درجات الدعم من وضع الملاذ الآمن ومستوى من الطلب على الدولار الأميركي سيسود، سواء كنا في وضع إقبال على المخاطرة أم لا".

وارتفع الدولار نحو 0.1% أمام الجنيه الإسترليني واليورو و0.2% مقابل الين الياباني. وأظهرت أحدث التداولات، حتى ظهر الإثنين، أن الدولار سجل 107.80 ين و1.2478 للإسترليني و1.0870 لليورو.

وكان الدولار النيوزيلندي هو الوحيد الذي ارتفع أمام العملة الأميركية وبنسبة 0.3% مسجلا 0.6044 دولار أميركي، بعد أن قالت نيوزيلندا إنها ستخفض مستوى تأهبها بحلول الاثنين المقبل، بما يسمح باستئناف بعض الأعمال، وإنها ستعود لمراجعة الموقف مرة أخرى في أول مايو/أيار.

وتراجعت شهية المخاطرة بشكل ملحوظ في جلسة التداولات الآسيوية مع إظهار بيانات أن صادرات اليابان سجلت أكبر نسبة هبوط في نحو أربع سنوات، ومع تراجع أسعار النفط لأقل مستوى في 21 عاما، تمشيا مع الهبوط الحاد في الطلب العالمي على الخام.
وسجلت صادرات اليابان تراجعا حادا في مارس/آذار مع انخفاض الشحنات المتجهة للولايات المتحدة، شاملة السيارات، بأسرع معدل منذ 2011، مما يسلط الضوء على الضرر الذي ألحقه تفشي فيروس كورونا المستجد بالتجارة العالمية.

وتظهر البيانات القاتمة الصادرة الاثنين حجم التحدي الذي تواجهه حكومة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في التعامل مع انهيار في الأنشطة الاقتصادية من المتوقع أن يدفع الاقتصاد العالمي إلى أكبر تراجع منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي.

وتدعمت المخاوف من انزلاق ثالث أكبر اقتصاد في العالم إلى الركود بفعل بيانات وزارة المالية التي أظهرت انخفاض صادرات اليابان 11.7% في مارس عن مستواها قبل عام.

وأظهرت مسودة أن حكومة اليابان ستعزز برنامج التحفيز الاقتصادي الجديد بنسبة 8% إلى 1.1 تريليون دولار لتمويل مدفوعات نقدية من أجل تخفيف المعاناة جراء تفشي فيروس كورونا، مما يزيد الضغط على الوضع الصعب بالفعل لمالية الدولة.

وسيبلغ إجمالي حجم الحزمة بعد الزيادة 117.1 تريليون ين (1.086 تريليون دولار)، بإجراءات مالية تبلغ 48.4 تريليون ين، وأظهرت المسودة أن نحو 25.6 تريليون ين ستمول من ميزانية إضافية للسنة المالية التي بدأت في أول إبريل/نيسان.
المساهمون