شظايا الحرب تصيب السياحة الوافدة إلى إسرائيل

04 مارس 2024
ألغت غالبية شركات السياحة العالمية رحلاتها إلى إسرائيل مع تصاعد الحرب على غزة (الأناضول)
+ الخط -

منذ 5 شهور تعيش صناعة السياحة في إسرائيل إحدى أسوأ فتراتها خلال الألفية الحالية، بتراجع عدد سياحها الأجانب، بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

واعتبارا من الأسبوع الأول للحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت غالبية شركات الطيران العالمية تعليق رحلاتها من إسرائيل وإليها، قبل أن يعيد بعضها الرحلات تدريجيا.

بينما ما زالت شركات الطيران الرئيسة تنفذ قرار تعليق الرحلات حتى إشعار آخر، في وقت تقترب فيه الحرب من دخول شهرها السادس دون وجود أفق لحل نهائي.

ويظهر مسح أعدته وكالة "الأناضول" استناداً إلى بيانات مكتب الإحصاء الإسرائيلي أن السياحة الوافدة إلى إسرائيل خلال الربع الأخير من 2023 تعتبر الأسوأ منذ انتفاضة الأقصى في مطلع الألفية الحالية، مع استثناء عام كورونا 2020.

وفي الربع الأخير من 2023، زار إسرائيل قرابة 180 ألف سائح، نزولا من 930 ألف سائح في الفترة المقابلة من العام الماضي، بنسبة هبوط بلغت 81.5%. 

ويشمل مصطلح السياحة الوافدة الزوار الأجانب إلى إسرائيل، إلى جانب الزوار الإسرائيليين المغتربين، وهو ما يفسر وجود أرقام -ولو كانت متدنية- للسياح خلال شهور الحرب الثلاثة الأولى.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بلغ عدد السياحة الوافدة إلى إسرائيل 89.7 ألف سائح، مقارنة مع 333.5 ألف سائح على أساس سنوي، بنسبة تراجع 73%.

بينما بلغ عدد السياح في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 38.3 ألف سائح، نزولا من 333.7 ألف سائح على أساس سنوي، بنسبة تراجع 78.5%.

فيما بلغ عدد السياحة الوافدة 52.8 ألف سائح في ديسمبر/كانون الأول الماضي، نزولا من 266.2 ألف سائح على أساس سنوي، بنسبة تراجع بلغت 80%.

بينما بلغ إجمالي عدد السياحة الوافدة إلى إسرائيل في كامل عام 2023 نحو 3 ملايين سائح، وهو رقم ما زال بعيدا عن مستويات ما قبل جائحة كورونا البالغة 4.5 ملايين سائح في 2019.

وبعدما طاولت صواريخ الفصائل الفلسطينية مدن السياحة في إسرائيل، ألغت غالبية شركات السياحة العالمية رحلاتها إلى البلاد.

وأبرز مدن السياحة الإسرائيلية تل أبيب على البحر المتوسط، وإيلات على البحر الأحمر، ومدن أخرى كالقدس وحيفا ومستوطنات غلاف غزة والمدن الواقعة إلى الشمال مع لبنان.

وبسبب الحرب على قطاع غزة، تواجه إسرائيل توترات متصاعدة في الشمال مع حزب الله اللبناني، دفعت عشرات آلاف الإسرائيليين إلى اللجوء بعيدا عن أماكن سكنهم.

كما تواجه مدينة إيلات، جنوب إسرائيل، هجمات متقطعة تقودها جماعة الحوثي في اليمن بطائرات مسيرة، بينما عانت القدس من أحد أسوأ مواسم السياحة الدينية اليهودية والمسيحية.

والشهر الماضي، قال مدير غرفة منظمي السياحة الوافدة إلى إسرائيل يوسي فتال إن بلاده أصبحت دولة معزولة مثل كوريا الشمالية، مع إحجام عشرات الشركات عن الطيران إليها بعد اندلاع الحرب على قطاع غزة.

وغرفة منظمي السياحة الوافدة إلى إسرائيل تعتبر الهيئة التمثيلية في مجال السياحة الوافدة وتجمع معظم وكلاء السفر العاملين في هذا المجال.

وفي مقابلة مع صحيفة "معاريف" العبرية بتاريخ 21 فبراير/شباط الماضي، قال فتال: "قبل الأزمة كانت هناك 250 شركة طيران تعمل في إسرائيل، والآن تعمل 45 شركة فقط".

وأضاف: "إسرائيل حاليًا معزولة تمامًا عن العالم، 80% من الرحلات الجوية اليوم تشغلها طائرات من إسرائيل تابعة لشركة إلعال (الإسرائيلية)".

ومع وقف جميع شركات الطيران الأجنبية تقريبا رحلاتها من إسرائيل وإليها في الربع الأخير من 2023، احتكرت شركة إلعال العديد من طرق الملاحة الجوية من تل أبيب وإليها.

ففي بداية الحرب، أصدرت شركة "العال" مرتين إخطارا بأنها تتوقع تلقي ضربة مالية من القتال في الربع الرابع من عام 2023 والربع الأول من عام 2024، لكن أصبح من الواضح الآن أن الصورة معاكسة تمامًا. 

وقالت الشركة، الأسبوع الماضي، في بيان: "في أعقاب وقف الرحلات الجوية من قبل الشركات الأجنبية وقدرة الشركة على تنفيذ التعديلات المطلوبة، أصبح الطلب على رحلاتنا أقوى مما كان متوقعا في السابق".

وفي عام 2023، أعلنت "العال" عن صافي أرباح قدره 117 مليون دولار، ارتفاعا من 109 ملايين دولار في عام 2022.

بينما في الربع الرابع من 2023، بلغ صافي الربح 39.7 مليون دولار، بزيادة 370 بالمئة عن الربع المقابل من عام 2022.

وخلَّفت الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة عشرات آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودمارا هائلا في البنى التحتية والممتلكات، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، وهو ما استدعى مثول إسرائيل، للمرة الأولى منذ عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية"​​​​. 

(الأناضول)

المساهمون