شركة الطيران الرخيص الأوروبية ويز إير تتوغل في أجواء الشرق الأوسط: هل تنجح؟

17 سبتمبر 2024
طائرة تابعة لشركة ويز إير في مطار أبوظبي الدولي، 2 ديسمبر 2023 (بياتا زاورزل/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **توسع ويز إير في الشرق الأوسط**: تستعد ويز إير، المعروفة بأسعارها المنخفضة وسوء انضباطها، لتسيير رحلات من لندن إلى جدة وميلانو إلى أبوظبي في 2025، مع استمرار نقص الامتيازات في الرحلات الطويلة.

- **أسطول جديد ونمو متوقع**: ستحصل ويز إير على طائرات إيرباص A321 XLR، مما يزيد من مدة الرحلات إلى 8 ساعات، وتتوقع نمواً في عدد الركاب بنسبة 15-20%، رغم التحديات التنظيمية ومشاكل السعة.

- **استدامة وتحديات مالية**: رغم تصنيفها كأكثر شركة طيران منخفضة التكلفة استدامة، تواجه ويز إير انخفاضاً في الأسهم بنسبة 42% بسبب عوامل جغرافية وسياسية ومشاكل محركات برات آند ويتني.

ويز إير (Wizz Air) التي سبق وصنفتتها منظمة "?Which" البريطانية كأسوأ شركة طيران في أوروبا، والرائدة بين الشركات الأرخص في أسعار التذاكر حول العالم، تستعد للتوغل في أجواء الشرق الأوسط، فهل تنجح بوجود عمالقة المنطقة؟

وما دفع بالمنظمة البريطانية إلى خفض مستوى الشركة في تصنيفاتها هو تسجيل ويز إير أسوأ انضباط في المواعيد على مدى ثلاث سنوات متتالية، وفقاً لتحليل بيانات هيئة الطيران المدني البريطانية (CAA)، فضلاً عن كونها لا تقدم أي خدمات لركابها، ومقابل ذلك تكون أسعار التذاكر منخفضة للغاية مقارنة بأسعار تذاكر الطيران العالمية، فيما من غير المتوقع أن تقدم الشركة أي امتيازات للمسافرين على متنها في الرحلات الطويلة التي أعلنت الاثنين أنها ستطلقها.

وWhich؟ هي علامة تجارية مسجلة في المملكة المتحدة تعمل على تعزيز الاختيار المستنير للمستهلك في شراء السلع والخدمات من خلال اختبار المنتجات، وتسليط الضوء على المنتجات أو الخدمات الرديئة، وزيادة الوعي بحقوق المستهلك، وتقديم المشورة المستقلة.

سبق أن صنفت منظمة "?Which" البريطانية ويز إير كأسوأ شركة طيران في أوروبا

كما أن اسم الشركة الكامل يشير إلى القابضة ويز إير هولدينغز (Wizz Air Holdings plc) القابضة هي عبارة عن مجموعة شركات طيران منخفضة التكلفة مجرية مسجلة في جيرسي، وتضم شركات تابعة هي ويز إير هنغاريا (Wizz Air Hungary) وويز إير مالطا (Wizz Air Malta) وويز إير أبوظبي (Wizz Air Abu Dhabi) وويز إير يو كيه (Wizz Air UK).

والجديد بخصوصها ما نقلته "يورونيوز" عن الشركة التي تتخذ من المجر مقراً، قولها إنها ستبدأ في إطلاق رحلات من لندن إلى جدة في السعودية في مارس/ آذار 2025، وستتبعها في يونيو/ حزيران بخط من ميلانو إلى أبوظبي، حيث قال مديرها التنفيذي جوزف فارادي إنه يأمل أن يكون العملاء من ذوي الميزانية المحدودة على استعداد "لتحمل معاناة" الرحلات الطويلة المرهقة.

كما أكد أن رحلات ويز إير إلى الشرق الأوسط على غرار خدماتها للرحلات قصيرة المدى في أوروبا، ستحتوي على مقاعد اقتصادية فقط على متنها، على أن تكون المقاعد بنفس تصميم المقاعد على رحلات المسافات القصيرة، ولن تكون قابلة للإمالة أو مزودة بأي مزايا إضافية.

ويتزامن الإعلان عن مسارات الرحلات الطويلة مع حصول الشركة على أسطول جديد من طائرات إيرباص تسمح بزيادة الحد الأقصى لرحلاتها من 6 ساعات إلى 8 ساعات، فيما من المقرر أن تبدأ أسعار التذاكر من 160 يورو لركاب المملكة المتحدة مقابل رحلة ذهاب فقط إلى جدة. وفي طريق العودة، ستكون الرحلات أرخص قليلاً بسبب الرسوم التي تفرضها بريطانيا على المسافرين جواً. ويعادل هذا الرقم نصف تكلفة الرحلة العادية إلى المدينة السعودية.

ونقلت رويترز عن فارادي يوم الاثنين قوله إن الشركة تتوقع نمواً في عدد الركاب يتراوح بين 15 و20% العام المقبل، مضيفاً أن عملياتها في الإمارات ربما تساعدها على النمو بشكل أكبر، بعدما نقلت ويز إير 62 مليون مسافر خلال العام المنتهي في مارس/ آذار 2024.

يتزامن الإعلان عن مسارات الرحلات الطويلة مع حصول الشركة على أسطول جديد من طائرات إيرباص تسمح بزيادة الحد الأقصى لرحلاتها من 6 ساعات إلى 8 ساعات

وفي حين يبدو أن هذه الرحلات طويلة المدى هي مجرد بداية لخطط فارادي، فقد أكد مديرها أن الشركة لا تنوي عبور المحيط الأطلسي إلى الولايات المتحدة بطائراتها الجديدة.

وقد وجدت "?Which" أن 44% من ركاب شملهم الاستطلاع أبلغوا عن نوع من المشاكل في رحلتهم، بما في ذلك التفريق بينهم وبين زملائهم المسافرين الذين لم يدفعوا مقابل اختيار المقعد. ومن المرجح أن يؤثر ذلك أكثر على رحلة طيران مدتها 8 ساعات، مقارنة برحلة مدتها ساعتان.

لكن رغم ذلك، حصلت ويز إير على لقب شركة الطيران منخفضة التكلفة الأكثر استدامة للعام الرابع على التوالي في حفل توزيع جوائز الاستدامة المالية العالمية لعام 2024، إلا أن خططها الجديدة قد تهددها بخسارة هذا اللقب.

وأوردت "ذي ناشونال" الإماراتية أن ويز إير أبوظبي بدأت عملياتها من عاصمة الإمارات بتاريخ 15 يناير/ كانون الثاني الماضي، وتشغل حالياً أسطولاً من 12 طائرة إيرباص ضيقة البدن.

ونقلت عن الشركة قولها إنها ستطلق رحلات بين أوروبا والشرق الأوسط عام 2025 باستخدام طائرات إيرباص A321 XLR. كما ستبدأ مساراً جديداً بين لندن غاتويك وجدة اعتباراً من مارس/ آذار المقبل، بتكلفة 134.99 جنيهاً إسترلينياً (177 دولاراً) في اتجاه واحد، وستقدم رحلات من مطار ميلانو مالبينسا إلى أبوظبي تبدأ من 100 يورو (110 دولارات) في اتجاه واحد في يونيو/ حزيران، باستخدام أحدث طراز من طائرات إيرباص ذات الممر الواحد.

القيود المفروضة على السعة بسبب المشاكل مع شركة برات آند ويتني (RTX.N)، كانت قد أجبرت ويز إير على إيقاف جزء من أسطولها

وتتوقع شركة الطيران، التي تدير أسطولاً من طائرات إيرباص بالكامل، استلام ثماني طائرات A321 XLR في عام 2025، من إجمالي 47 طائرة قيد الطلب، علماً أن مدى طائرة A321 XLR وكفاءة استهلاك الوقود ستساعد شركات الطيران منخفضة التكلفة على الاستفادة من الأسواق البعيدة التي تخدمها تقليديًا طائرات عريضة البدن كبيرة وأقل كفاءة في استهلاك الوقود.

ونقلت "ذي ناشونال" عن فارادي قوله: "نحن متحمسون فيما يتعلق بالهند والإمارات والسعودية ومنطقة الخليج الأوسع، لكن علينا أن نضع في اعتبارنا أن هذه المنطقة تخضع لتعيينات ثنائية، لذا فهي ليست مجرد عملية اتخاذ قرار تجاري بحت، علينا الحصول على تصاريح لتشغيل الطرق إلى الهند وهذا يستغرق وقتاً لفرزه".

وبحسب رويترز، قال فارادي إن جميع الطرق الجديدة كانت خاضعة للموافقات التنظيمية والقيود المفروضة على السعة بسبب المشاكل مع شركة برات آند ويتني (RTX.N)، والتي أجبرت ويز إير على إيقاف جزء من أسطولها، مما ساهم في انخفاض بنسبة 44% في أرباح التشغيل في الربع الأول.

وانخفضت أسهم ويز إير المدرجة في لندن بنحو 42% على مدار الأشهر الـ12 الماضية، فيما قال فارادي: "لا أعتقد أن سعر السهم يعكس الأداء الفعلي للشركة"، مشيراً إلى أن السوق كانت مبالغة في رد فعلها، وأن ويز إير "تأثرت بشكل غير متناسب" بعوامل مثل الجغرافيا السياسية والمشاكل المتعلقة بمحركات برات آند ويتني.