شركات صناعة السيارات الألمانية أكبر المتضررين من انهيار جسر بالتيمور

28 مارس 2024
تداعيات انهيار جسر بالتيمور تصل إلى بلدان عدة (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- انهيار جسر فرنسيس سكوت كي في بالتيمور بسبب سفينة "دالي" أثر على التجارة العالمية وسلاسل التوريد، خصوصًا في صناعة السيارات الألمانية، معزلًا مرسيدس بنز عن حركة الشحن.
- شركات السيارات الألمانية مثل مرسيدس بنز تسعى لخيارات شحن بديلة، بينما فولكس فاغن وبي أم دبليو تأثرتا بشكل هامشي نظرًا لموقع مراكزهما البحري.
- الحادث يسبب تكدس السيارات في الموانئ الألمانية ويفرض تحديات على التجارة عبر الساحل الشرقي الأمريكي، مما قد يرفع تكاليف الشحن والتأمين، مع جاري التحقيقات لتحديد المسؤوليات.

أحدث انهيار "جسر فرنسيس سكوت كي" في بالتيمور بولاية ماريلاند الأميركية، بفعل اصطدام سفينة الحاويات "دالي" بأحد الأعمدة الرئيسية للجسر الضخم، اضطرابات كبيرة في التجارة العالمية، ووضع سلاسل التوريد الدولية تحت الضغط، وكان من أبرز المتضررين قطاع صناعة السيارات الألمانية، حيث منعت السفن من الوصول إلى ميناء المدينة، أحد أهم الموانئ على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وكان المصنعون الألمان يستخدمونه كنقطة مهمة لاستيراد السيارات والمركبات التجارية والآلات الزراعية والرافعات الشوكية والمقطورات.

وفي هذا الصدد، بيّنت تقارير اقتصادية لصحيفة "هاندلسبلات"، مساء أمس، أن شركة مرسيدس بنز أكثر المتأثرين بانهيار الجسر، ولا سيما أنها تدير محطة تحميل خاصة داخل الميناء، وتقع خلف الجسر المنهار، ما جعلها معزولة حالياً عن حركة الشحن باتجاه البحر.

وأعلنت الشركة، في بيان، أنها تبحث عن خيارات بديلة، وهي على "اتصال وثيق" بشركائها اللوجستيين لتكييف طرق التسليم الخاصة، من دون تقديم أي تفاصيل أخرى عن خططها الطارئة، علماً بأن الشركة تستخدم أيضاً موانئ أخرى، مثل برونزويك وتشارلستون.

أما شركتا فولكس فاغن وبي أم دبليو، فتأثرتا بشكل هامشي نسبياً، لأن مراكز التوزيع والاستيراد الخاصة بهما تقع على الجانب البحري من الجسر المنهار، وبالتالي لا يزال من الممكن الوصول إليها، وليس هناك من انعكاسات فورية على أعمالها وعمليات الشحن الخاصة بها، لكن قد يكون هناك تأخير في حركة الشحن.

وتجري حالياً عمليات إعادة التوجيه لحركة النقل، مع الأخذ بالاعتبار أيضاً أنّ من غير الواضح إلى متى ستظل حركة الشحن مغلقة أمام أحد أكبر عشرة موانئ للحاويات في الولايات المتحدة، رغم الحديث عن وجود احتياطات كافية من القدرة في الموانئ المتنافسة على الساحل الشرقي.

من جهة ثانية، أفاد موقع "فريتشفاتسفوخه" بأن عواقب انهيار الجسر في بالتيمور بدأت تطل برأسها على الأرض في ألمانيا، حيث بدأت السيارات تتكدس في الموانئ الألمانية، وأهمها في بريمرهافن، حيث يوجد حاليا 2800 سيارة معدة للشحن الى بالتيمور.

وأكدت متحدثة باسم مجموعة "بي أل جي" للخدمات اللوجستية هناك، أنه يتعين إعادة توجيه جزء كبير من تلك السيارات إلى ميناء برونزيك، لكن مركبات فولكسفاغن وبي أم دبليو يمكن نقلها بالإجمال إلى بالتيمور، فضلاً عن 280 مركبة ثقيلة يجري البحث عن خيارات بديلة لشحنها.

وتشير البيانات الحالية لخدمة المراقبة البحرية "مارين ترافيك" إلى أن هناك 9 سفن شحن للسيارات في طريقها حالياً الى المدينة الساحلية، وهي تفرمل الآن تحركها لتجنّب الازدحام المروري أمام الجسر، رغم أن 6 منها في وسط المحيط الأطلسي.

وتأتي معظم السفن التي ترسو في بالتيمور من المكسيك واليابان وألمانيا.

وفي خضمّ ذلك، اعتبر خبراء أنّ من المرجح أن يشكل الميناء المغلق الذي يمر عبره ما يقارب 850 ألف مركبة  كل عام، بينها 100 ألف لشركة فولكس فاغن الألمانية، تحديات أمام التعامل مع البضائع على طول الساحل الشرقي بأكمله، مع اضطرار السفن إلى الانتظار والتسبب في تأخير وصولها.

ويمكن أن يؤدي الازدحام أيضاً إلى فرض بعض الضغوط على أسعار الشحن وتكاليف التأمين للحوادث الكبرى، وبالأخص بين آسيا والساحل الشرقي للولايات المتحدة، فضلاً عن حركة المرور عبر المحيط الأطلسي، وبالتالي إن تكاليف النقل بالسفن يمكن أن ترتفع.

من جهة ثانية، من المرجح أن تشارك العديد من البلدان المعنية والشركات في التحقيقات للوقوف على الأسباب وتقييم الأضرار، وستلعب أيضاً مسألة المسؤولية القانونية والتعويض المحتمل دوراً مركزياً في تلك التحقيقات.

المساهمون