شركات روسية تفر من دبي إلى مسقط لهذا السبب

16 يونيو 2024
كورنيش مطرح المطل على الميناء في مسقط القديمة، 28 أغسطس 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شركات روسية تتجه من دبي إلى مسقط بحثًا عن بيئة مستقرة ومحايدة بعيدًا عن العقوبات الغربية، في إطار استراتيجية للتوسع في الأسواق الآسيوية والاستفادة من المناخ الاقتصادي في عمان.
- سلطنة عمان تعزز جاذبيتها لاستقطاب استثمارات روسية، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي المطل على المحيط الهندي ومضيق هرمز، وتوفر بيئة مثالية لإعادة تصدير المنتجات الآسيوية.
- العلاقات الروسية-العمانية تتعزز في ظل العقوبات الغربية على روسيا، حيث توفر عمان ملاذًا آمنًا للشركات الروسية، مستفيدة من الاستقرار السياسي والخصوصية الكبيرة التي تمتلكها لدى الروس.

تقدم أحدث البيانات الخاصة بنشاط شركات روسية مؤشراً على تحوّل نوعي في وجهتها الإقليمية من دبي إلى مسقط خلال الشهور القليلة الماضية، في إطار استراتيجية روسية للتوسع في الأسواق الآسيوية والاستفادة من المناخ الاقتصادي المستقر في سلطنة عمان. وتوفر الخصوصية الكبيرة التي تمتلكها السلطنة لدى الروس بيئة مستقرة ومحايدة تتيح لها ممارسة أنشطتها التجارية بحرية بعيداً عن العقوبات الغربية، ولذا تعمل حكومة السلطنة على تعزيز جاذبيتها لتلقي استثمارات شركات روسية وفقاً لما قال خبراء لـ"العربي الجديد".

في هذا الصدد، يقول أستاذ الفكر السياسي والعلاقات الاقتصادية الدولية، رائد المصري، إن الأهداف الرئيسية التي تريد شركات روسية تحقيقها تشمل التوجه نحو سلطنة عمان التي تمتلك خصوصية كبيرة لدى الروس والرئيس فلاديمير بوتين، الذي وصفها في منتدى سانت بطرسبورغ بأنها "الدولة الخليجية الهادئة والكتومة والرصينة". وينوه بأن عمان حصلت على صفة ضيفة شرف للمنتدى في عام 2022، ما يؤكد المكانة الفخرية التي توطد العلاقة الاقتصادية بين مسقط وموسكو.

ويوضح أن واشنطن فرضت عقوبات على روسيا بعد الحرب، لكن دولاً منها عُمان لم تفرض أي عقوبات عليها.
ولذا عملت موسكو بجهد على توطيد علاقاتها مع سلطنة عُمان منذ غزو أوكرانيا، نظراً لحاجتها إلى مزيد من الشراكات العالمية، وهو ما يتماشى مع العلاقات المتنامية بين الدولتين ومع الموقف المحايد الذي تلتزمه مسقط، إضافة إلى تراجع جاذبية دبي، التي كانت واحدة من أولى الجهات الجاذبة للروس بعد غزو أوكرانيا، بحسب المصري. وفي هذا الإطار، يلفت إلى أن شركات روسية عديدة تدرس الانتقال إلى دول جديدة ذات كلفة معيشية بسيطة مقارنة مع ارتفاع تكلفة المعيشة في دبي.

يشير الخبير الاقتصادي العماني، خلفان الطوقي، إلى أن سلطنة عمان تتميز بموقعها الاستراتيجي المطل على المحيط الهندي ومضيق هرمز، الذي أهّلها لتكون نقطة مهمة للتبادل التجاري البحري، بعيداً عن التجاذبات السياسية والعسكرية والأمنية في حال تعرّض مضيق هرمز لأي تهديدات أو مخاطر جيوسياسية، ما جعلها محط أنظار الشركات الروسية، التي تبحث عن ملاذ آمن.

ويضيف الطوقي أن موقع السلطنة كنقطة اتصال بين آسيا وأفريقيا يجعلها مؤهلة لتكون محطة لإعادة تصدير المنتجات، خاصة تلك المصنّعة في دول آسيا المتقدمة، مثل الصين وكوريا واليابان، وهو ما تدعمه حالة الاستقرار السياسي في السلطنة، التي "لا تربطها أي علاقات عدائية مع أي دولة في العالم"، حسب تعبيره.

المساهمون