طالب عدد من شركات المحاماة في الولايات المتحدة جامعات النخبة الأميركية بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد ما وصفوه بـ"معاداة السامية" في الحرم الجامعي، في إشارة إلى المتضامنين مع القضية الفلسطينية، وحذروا تلك الجامعات وطلابها من عواقب حقيقية، تشمل رفض التوظيف وإيقاف التبرعات، في حال لم يتوقفوا عما يقومون به من أنشطة داعمة للحقوق الفلسطينية، ومنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة.
وقالت عشرون شركة، في بيان، إنها على مدى الأسابيع القليلة الماضية، شعرت بالقلق إزاء تقارير عن المضايقات والتخريب والاعتداءات "المعادية للسامية" في حرم الجامعات، بما في ذلك المسيرات المطالبة بقتل اليهود والقضاء على دولة إسرائيل. وزعمت تلك الشركات في بيانها أنها لن تتسامح مع مثل هذه الأنشطة، التي أعتبرتها معادية للسامية، في أي من شركاتها.
وأضاف الموقعون أنهم لن يتسامحوا مع المجموعات المتورطة في أعمال المضايقات والتهديدات بالعنف، كما يحدث في العديد من الجامعات. وحذروا الجامعات من تأثير ذلك على توظيف خريجيها في المستقبل، واستمرار حصول الجامعات على تبرعاتهم.
وكتبت شركات المحاماة مؤكدة أنها كصاحبة أعمال تقوم بالتوظيف من كل كلية من كليات الحقوق الخاصة بتلك الجامعات، مطالبة إياها بالتأكد من أن "الطلاب الذين يأملون في الانضمام إلى شركاتها بعد التخرج مستعدون ليكونوا جزءًا نشطًا في مجتمعات الأعمال التي تتسم بالتسامح، ولا تقبل أي شكل من أشكال التمييز أو المضايقة، خصوصًا ذلك النوع الذي حدث في بعض كليات الحقوق في الفترات الماضية"، في إشارة إلى حملات وتظاهرات التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وتعد شركات المحاماة التي تقف وراء هذه الرسالة من بين أكثر الأماكن المرغوبة للطلاب الذين يتخرجون من كليات الحقوق نفسها، بما في ذلك مكاتب كرافاث، سوان آند مور؛ ديبيفواز وبليمبتون؛ كيركلاند وإيليس، بول، فايس، ريفكيند، وارتون وجاريسون؛ سكادن، آربس، سليت، ميغر وفلوم؛ وواتشتيل وليبتون وروزن وكاتز.
ويذكر أن تلك الحملة كانت تحت قيادة جو شينكر، الرئيس الأول لشركة سوليفان وكرومويل، وفقًا لما أفصحت عنه شركته التي تتخذ من نيويورك مقراً لها.
وتم إرسال الرسالة قبل يومين إلى عمداء كليات الحقوق، بما في ذلك جامعات ييل وهارفارد وكولومبيا وفيرجينيا وجورج تاون وبنسلفانيا وكورنيل وميشيغن ونيويورك وستانفورد، حسبما قال شخص مطلع على الأمر لشبكة "سي أن أن" الإخبارية.
وارتفعت الحوادث التي توصف في الغرب بـ"المعادية للسامية"، والتي تشمل الاعتداءات والمضايقات والتخريب، بنسبة 400% في جميع أنحاء الولايات المتحدة منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، التي شنت فيها قوات المقاومة الفلسطينية هجمات على المستوطنين في منطقة غلاف غزة، وما أعقبها من هجمات إسرائيلية انتقامية على المدنيين في غزة، حيث تم الإبلاغ عن 54 حادثة في الجامعات، وفقًا لرابطة مكافحة التشهير.
وقالت وكالة "بلومبيرغ" إن الرابطة أحصت 110 تظاهرات مناهضة لإسرائيل في الجامعات في تلك الفترة، منها 27 تضمنت تعبيرات عما وصفته بـ"دعم الإرهاب"، في إشارة إلى تأييدهم لما قامت به المقاومة الفلسطينية.
وحمّل أكثر من ثلاثين مجموعة طلابية في جامعة هارفارد المسؤولية عن أعمال العنف في الشرق الأوسط لإسرائيل، ولكن رئيس جامعة هارفارد السابق، لاري سامرز، تبرأ من البيانات الصادرة، قبل أن تدين إدارة الجامعة المقاومة الفلسطينية، وتقول إن الطلاب لم يتحدثوا باسم الجامعة.
وفي جامعة نيويورك، ألقت رئيسة نقابة المحامين الطلابية رينا وركمان باللوم أيضًا على إسرائيل في منشور وقع عليه طلاب كليات القانون. وعلى الفور، ألغت شركة المحاماة "وينستون آند سترون" عرض التوظيف لهذه الطالبة، التي كانت في السابق متدربة بالشركة، واصفة تعليقاتها بـ"التحريضية". كما ألغى مكتب "ديفيس بولك آند واردويل" عروض العمل لثلاثة طلاب قانون في جامعتي هارفارد وكولومبيا، بعد أن أدلت الجمعيات التي انتموا إليها بتصريحات اعتبروها مثيرة للجدل، حول المواجهات في غزة.
وعلى نحو متصل، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأسبوع عن إجراءات "لمواجهة الارتفاع المثير للقلق" في ما قال إنه "معاداة السامية في المدارس والحرم الجامعي"، مطالباً وزارة التعليم بتسريع تحديث عملية تلقي الشكاوى، بموجب الباب السادس من قانون الحقوق المدنية، للنص على أن بعض أشكال معاداة السامية، والتمييز ضد اليهود، مخالف للقانون.