توقعات شراكة سعودية قطرية متنامية، خلال الشهور القادمة، صعدت أسهمها بعد إعلان شركة الخطوط الجوية القطرية، عرضا نوعيا، على لسان رئيسها التنفيذي، أكبر الباكر، مطلع الشهر الجاري، بتقديم عمليات مشتركة ومساعدة فنية متبادلة مع شركة "طيران الرياض"، التي أسستها المملكة العربية السعودية أخيرا كناقل وطني جديد.
وسلط العرض القطري الضوء على تأثير الشراكة المتوقعة على سوق الطيران الإقليمي، ومستقبل المنافسة مع طيران الإمارات، خاصة أن إعلان الباكر كان من قلب مؤتمر صحافي بمعرض سوق السفر العربي في إمارة دبي.
ويعزز من أهمية هذه الشراكة أنها تجمع بين الشركة المصنفة بالمركز الأول إقليميا (القطرية)، حسب "سكاي تراكس"، وبين الشركة التي أسستها السعودية للمنافسة الإقليمية والدولية في سوق الطيران المدني، وتوليها اهتماما كبيرا إلى حد إعلان ولي العهد السعودي، الأمير، محمد بن سلمان، تأسيسها بنفسه، في مارس/آذار الماضي.
وبين ما يمكن أن يمثله هكذا تعاون من مردود اقتصادي على كل من قطر والسعودية، عبر زيادة حركة المسافرين والشحن بين البلدين، وفتح آفاق جديدة لتعاون أعمق في مجالات أخرى مثل السياحة والتجارة والثقافة، ومردود ذلك على شركات طيران بدول خليجية أخرى، أشار مراقبون إلى تحديات قد تواجه "طيران الإمارات" في المنافسة مع شركتين (القطرية وطيران الرياض) تستفيدان من سوق سعودية كبيرة ومتنامية.
تحالف قوي
في السياق، يرى الخبير الاقتصادي القطري، عبد الله الخاطر، أن الشراكة بين الخطوط الجوية القطرية وطيران الرياض ستمثل أحد أهم التحالفات الاقتصادية في المنطقة وسيستفيد منها الطرفان، خاصة أن "طيران الرياض" مؤسسة بأفق واسع وتوقعات ضخمة لأعداد المسافرين، حسب ما صرح به لـ"العربي الجديد".
ويشير الخاطر إلى أن "طيران الرياض" تحظى بدعم كبير من المملكة وتأسيس قوي، وهو ما كشفت عنه أعداد الطائرات التي أعلنت السعودية طلبها من شركة بوينغ الأميركية، والتي بلغت 72 طائرة، ما يعني أن شراكتها مع الخطوط القطرية ستكون ذات أفق قوي، خاصة أن الشركة القطرية لديها تحالفات كبيرة على المستوى الدولي، واستثمارات كبيرة في خطوط الطيران والمطارات.
لذا، فإن شراكة من هذا النوع ستكون داعمة لكلا البلدين بشكل كبير، بحسب الخاطر، مشيرا إلى أن طيران الرياض يمكنها الاستفادة من "القطرية" في أعداد الرحلات وخدمة المسافرين ووضع استراتيجية تمكنها من استثمار التنامي المهم للعلاقات الاقتصادية بين الدوحة والرياض.
كما يمكن لـ "طيران الرياض" الاستفادة من "القطرية" بتطوير علاقات عالمية بأفضل خطوط الطيران، بما يمكن أن يؤثر بشكل كبير في إعادة هيكلة مسارات الطيران حول العالم، وليس في المنطقة فقط، حسبما يرى الخاطر.
وحسب الخبير الاقتصادي القطري، فإنه كلما كان هناك حراك في الاقتصاد السعودي وقدرة لـ"طيران الرياض" على جذب المسافرين زادت أهمية شركة النقل الجوي السعودي بالنسبة لباقي خطوط الطيران الإقليمية والعالمية.
يمكن لـ "طيران الرياض" الاستفادة من "القطرية" بتطوير علاقات عالمية بأفضل خطوط الطيران، بما يمكن أن يؤثر بشكل كبير في إعادة هيكلة مسارات الطيران حول العالم
وكون الخطوط القطرية هي الحليف في هكذا مستقبل، فهذا يعطي الشركة المكانة المستقبلية والقدرة على الاستمرار في تقديم أفضل الخدمات بأفضل الأسعار، تضاف إلى خبرتها وقدرتها الحالية، حسب الخاطر.
توسع المنافسة
كان رئيس شركة "طيران الإمارات"، تيم كلارك، قد علق على منافسة شركة "طيران الرياض" وتوسع المنافسين الإقليميين، خاصة الخطوط القطرية، قائلا إن ذلك لن يؤثر على شركته التي تتخذ من دبي مقرًا لها، مضيفًا أنه يتوقع طلبًا قويًا، خاصة على السفر بغرض الترفيه.
تصريحات كلارك أطلقها خلال معرض سوق السفر العربي أيضا، مضيفا: "هل يؤثر ذلك علينا؟ لا أعتقد ذلك. إذا استمرت طيران الإمارات في تقديم ما تقدمه دائما بشكل جيد... وطالما بقيت جيدة، سيتعامل معها الناس".
وأضاف: "بالنسبة لشركات الطيران السعودية، سيكون هذا الأمر مثيرًا جدًا للاهتمام، إذا أنفقوا تريليونات الدولارات فهذا رائع للمنطقة ولقطاع الطيران. ونتمنى لهم التوفيق".
يأتي ذلك فيما أورد تقرير شبكة الخدمات المهنية (برايس ووتر هاوس كوبرز) "PwC" توقعات بأن تحقق السعودية وقطر فائضًا ماليًا في عام 2023، ضمن معدل للنمو الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي يبلغ 3.2% في العام ذاته.
وأشار التقرير إلى مركزية تمويل البلدين الخليجيين لتنويع اقتصاديهما بعيدًا عن الهيدروكربونات، عبر الاستثمار المشترك في قطاعات عدة محتملة، بينها الطيران المدني.