سوق الكتاب المدرسي في المغرب لم يسلم من الريع

07 أكتوبر 2023
ارتفاع في أسعار الكتب (عبد الخالق سينا/فرانس برس)
+ الخط -

خلص تقرير لمجلس المنافسة في المغرب إلى أن مستوى التركّز في سوق الكتاب المدرسي بقي عاليا، رغم التعدد الظاهر للفاعلين في القطاع، مسجلا هيمنة عدد قليل من الناشرين على أكثر من نصف السوق.

وتأتي أهمية تناول سوق الكتاب المدرسي، من كون نصف رقم المعاملات لسوق النشر المقدر بـ80 مليون دولار، يأتي من سوق الكتاب المدرسي. ويلاحظ تقرير مجلس المنافسة الصادر الجمعة، أن معظم دور النشر والمطابع والمكتبات يتم تسييرها من نفس الأشخاص أو يمتلكها أشخاص تجمعهم علاقات تجارية أو أحيانا عائلية.

ويذهب التقرير إلى أن هذه الارتباطات، قد تنعكس، وإن لم تكن محظورة من قبل قانون المنافسة، سلبا على استقلالية العروض التي تقدمها دور النشر في إطار طلبات العروض المنظمة من قبل وزارة التربية الوطنية.

ويؤكد أن هذه الوضعية تؤدي إلى تضليل الوزارة حول تعددية واستقلالية دور النشر المشاركة في طلبات العروض، مشيرا إلى أن هذه الممارسة مواتية لعروض المجاملة بين المتعهدين وتقاسم السوق، خاصة عبر المناولة. ويلفت المجلس إلى أن وزارة التربية الوطنية تستمر في العمل مع نفس الناشرين تقريبا، ما خلق حالات ريع حقيقية يستفيد منها هؤلاء الناشرون.

ويوضح أنه من الناحية الفعلية تتحكم أربع مجموعات من الناشرين في أكثر من 53 في المائة من سوق الكتاب المدرسي، موكدا أن سوق الكتاب المدرسي تعد مغلقة. وشدد علي أن تلك الوضعية تفضي إلى خلق وضعيات ريع حقيقية اكتسبها نفس الناشرون المعتمدون منذ عشرين عاما، حيث ظلت حصصهم السوقية ثابثة تقريبا طيلة تلك الفترة.

ويعتبر أن النموذج الاقتصادي الذي تقوم عليه سوق الكتاب المدرسي، يأتي بنتائج عكسية، حيث يرتكز على العرض والطلب المدعومين على نحو مصطنع من الأموال العمومية وشبه العمومية.

ويلاحظ أن النموذج الاقتصادي المعتمد حاليا بخصوص الكتاب المدرسي لم يتح تطوير صناعة حقيقية لهذا النشاط في المغرب، حيث تتم طباعة 40 إلى 60 في المائة من الكتب باستمرار في الخارج، خاصة مصر وإسبانيا وإيطاليا.

ويسجل أنه في الوقت الذي تخضع سوق الكتاب الأساسي الموجه للمدارس العمومية والخاصة، لتنظيم عن طريق الأسعار ومسار المنافسة، لا يخضع كتاب المدارس الخاصة والبعثات الأجنبية لأي قيد لا سيما على مستوى الأسعار.

ويفيد بوجود إنتاج ضخم من الكتب المدرسية يتراوح ما بين 25 و30 مليون نسخة من الكراسات مبرمجة ومصممة لاستخدامها لمرة واحدة فقط، مؤكدا أن ذلك يفضي إلى إهدار هائل للموارد والمواد والطاقة.

المساهمون