- الأسعار في سورية تشهد ارتفاعات كبيرة تجاوزت 100% خلال شهرين، مما يضع ضغوطاً إضافية على المواطنين الذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة، وتأتي هذه الخطوة في وقت حرج.
- بالإضافة إلى البطاطا والثوم، تعتمد سورية على استيراد سلع أخرى من مصر مثل الأرز والسكر ودقيق القمح، وتشير المهندسة الزراعية إلى أن الأزمة تكمن في التخطيط الزراعي وعدم توجيه الدعم الكافي للفلاحين.
تتجه سورية إلى الاعتماد على استيراد العديد من السلع الغذائية من مصر من أجل كسر موجة الغلاء المتواصلة خلال الفترة الأخيرة.
وفي هذا السياق، قال الاقتصادي السوري محمود حسين: "لم يكن من بد من الاستيراد بعد ارتفاع أسعار كيلوغرام الثوم بالسوق السورية إلى 80 ألف ليرة والبطاطا إلى أكثر من 10 آلاف ليرة، ومصر هي الوجهة المرشحة لسد عجز النقص السلعي بالسوق السورية".
ويكشف حسين أن حكومة بشار الأسد وافقت على استيراد "كميات محددة من البطاطا والثوم"، على ألا تزيد الكميات عن 30 ألف طن لكل منهما بشكل إسعافي ريثما تخرج العروة الربيعية، مشيراً خلال حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن رئيس مجلس الوزراء بالنظام السوري حسين عرنوس وافق على توصية اللجنة الاقتصادية باستيراد البطاطا من مصر، والثوم بغض النظر عن بلد المنشأ.
وأضاف حسين: "مصر هي المرشحة لسد العجز بالبطاطا والثوم، كما ترفد السوق السورية بالأرز والسكر الأبيض المكرر ودقيق القمح والمنتجات الورقية".
ويضيف الاقتصادي السوري أن موافقة الاستيراد "جاءت مشروطة" سواء البلد المصدر كمصر أو كمية المستوردات 30 ألف طن بطاطا ومثلها ثوم، كما نصت الموافقة على شرط الزمن، وهو حتى 15 إبريل/ نيسان المقبل كحد أقصى.
وتشهد أسعار البطاطا والثوم والمنتجات الاستهلاكية عامة ارتفاعات كبيرة بالسوق السورية زادت عن 100% خلال شهرين، لكن أسعار البطاطا والثوم شهدت ارتفاعاً غير مسبوق في الأسواق، بعدما وصل سعر كيلوغرام الثوم إلى 80 ألف ليرة، والبطاطا إلى 10 آلاف، بحسب مصادر من العاصمة السورية دمشق.
من جهته، يكشف عضو لجنة الخضر والفواكه في سوق الهال بمدينة دمشق محمد العقاد عن الاتفاق على استيراد 30 ألف طن من البطاطا المصرية إلى سوق الهال، وأشار إلى أن الكميات الداخلة يتم استيرادها عن طريق القطاع الخاص وفقاً لتوصيات اللجنة الاقتصادية التي سمحت للتجار بالاستيراد.
وقال العقاد في تصريحات صحافية، أول من أمس، إن كامل الكميات المستوردة والبالغة نحو 30 ألف طن من البطاطا المصرية ستدخل إلى السوق خلال الـ15 يوماً القادمة، وتوقع أن يؤثر ذلك على الأسعار دون تحديد النسبة، وأرجع الموضوع إلى العرض والطلب.
وحول استمرار تصدير غذاء السوريين إلى الأسواق الخليجية رغم تراجع المعروض وارتفاع الأسعار بالسوق المحلية، يضيف العقاد: "الكميات المصدرة انخفضت إلى نحو 5 برادات يوميا، بسبب توقف تصدير الخضروات خلال الفترة الحالية، وأن أغلب ما تم تصديره حاليا هو الإجاص والتفاح والحمضيات".
تشهد أسعار البطاطا والثوم والمنتجات الاستهلاكية عامة ارتفاعات كبيرة بالسوق السورية زادت عن 100% خلال شهرين،
وترى المهندسة الزراعية بتول الأحمد أن سورية لا تفتقر للأراضي الزراعية حتى تقع بهذه الأزمات وغلاء الأسعار، إذ "من العجيب" أن يزيد سعر صفيحة زيت الزيتون (16 كلغ)، عن مليوني ليرة وكلغ لحم الخروف 250 ألف ليرة، وسورية موطن الزيتون وأهم بلد مصدر لخراف العواس على صعيد المنطقة.
وتضيف المهندسة السورية، متحدثة لـ"العربي الجديد"ـ أن العلة بالتخطيط الزراعي وترشيد ودعم الفلاحين ليتوجهوا إلى زراعات محددة، كما من الضروري النظر لكفاية السوريين أولاً وعدم التصدير لكسب الدولار ولو على حساب جوع وحاجة المستهلكين.
وحول ارتفاع أسعار البطاطا والثوم بوجه خاص أخيراً، تشير الأحمد إلى أن ارتفاع أسعار المحروقات ثلاث مرات خلال عام ومن ثم مستلزمات الإنتاج هي الأسباب الرئيسية، ولكن تأتي أسباب طارئة أخرى تزيد أسعار بعض المنتجات خلال فترة معينة، فمثلاً ارتفاع أسعار البطاطا هذا العام جاء بعد تراجع المساحات المزروعة بسبب ارتفاع سعر بذور البطاطا أربعة أضعاف مقارنة بالعام الماضي، فاقتصرت زراعة هذه المادة في منطقة القلمون بالدرجة الأولى، فنقص العرض وزاد الطلب وارتفعت الأسعار.
(الدولار = نحو 1400 ليرة)