زادت الهطولات المطرية أخيراً الآمال بموسم زراعي وفير في سورية وخاصة من القمح، بعد تراجع الإنتاج خلال السنوات الماضية.
وأعلن كل من النظام السوري والمعارضة عن أن نسبة تنفيذ خطة زراعة القمح بلغت أكثر من 90 بالمئة خلال الموسم الجاري.
وكان نظام بشار الأسد يواجه بعجوزات مستمرة طوال المواسم السابقة، ما دفعه لاستيراد القمح من روسيا.
وقال مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة بحكومة النظام السوري أحمد حيدر، أول من أمس، إنه تم الانتهاء من زراعة محصول القمح لهذا الموسم بنسبة تنفيذ 93 بالمئة من الخطة المقدر زراعتها والبالغة 1550865 هكتاراً بعد زراعة 1436767 هكتاراً، مبيناً أن زراعة محصول القمح بدأت في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي واستمرت لغاية 31 يناير/ كانون الثاني 2021، بزيادة نسبة المساحة البعلية (بالأمطار) إلى 105% من الخطة، وتراجع الزراعة المروية إلى 79% من المخطط له.
من جهته، أكد مدير مؤسسة الحبوب بحكومة المعارضة السورية حسان المحمد، لـ"العربي الجديد"، أنه "تم الانتهاء من زراعة محصول القمح بالمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، بنسبة تنفيذ كبيرة بلغت أكثر من 90 بالمائة بعد زراعة 100 ألف هكتار بالقمح، إضافة لزراعة محاصيل أخرى، كالشعير والعدس والنباتات العطرية (كمون وحبة سوداء)".
وبيّن المحمد أن "مؤسسة إكثار البذار بحكومة المعارضة، أمّنت الأسمدة والبذور للفلاحين بسعر الكلفة لزيادة تشجيعهم على زراعة القمح خاصة، حتى لا نعاني لاحقاً من تأمين الرغيف لمناطق شمال غرب سورية".
وفي حين عادت طوابير السوريين إلى أمام الأفران بمناطق سيطرة الأسد، بعد تخفيض كميات الطحين للأفران، يؤكد المحمد أن مناطق المعارضة "لا تعاني من أي نقص، بل توجد مخزونات تكفي حتى موسم حصاد 2021"، مبيناً أن "مؤسسة الحبوب تؤمن 50 بالمئة، وأن إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، تؤمن 40 بالمئة، وتأتي 10 بالمئة من منظمات دولية، وهو ما حصّننا من أزمات نقص الخبز ورفع الأسعار، فالربطة زنة 800 غرام لم يزل سعرها ليرة تركية واحدة (الدولار = 7.2 ليرات)".
وكان وزير الزراعة في حكومة النظام السوري محمد حسان قطنا قد وعد، في أواخر عام 2020، بأن يكون عام 2021 عام القمح، مبيناً أن "حاجة سورية تصل لنحو مليوني طن من القمح سنوياً لتأمين حاجتها من الخبز، حسب عدد السكان الحالي، إضافة إلى 360 ألف طن من البذار (بذور الزراعة)، ونحو 800 ألف طن للاستخدامات الأخرى من صناعة البرغل، والمعكرونة، والفريكة، والسميد، وغيرها".
وترى المهندسة الزراعية بتول الأحمد أنه "من المبكر لأوانه التوقع بإنتاج القمح للموسم الجديد، لأن ذلك يتعلق بالهطولات المطرية، وأهمها خلال شهر مارس/ آذار، فالموسم الآن بمرحلة الإشطاء لبعض المساحات وبمرحلة الإنبات والنمو الخضري لبقية المساحات المتأخرة، ويحتاج لاحقاً لهطولات عدة وسماد، لذا لا يمكن التنبؤ بكميات إنتاج الموسم.
وتلفت المهندسة السورية في حديثها لـ"العربي الجديد"، إلى أن هناك مفاجآت عدة يمكن أن تحصل، سواء ما يتعلق بإصابات حشرية، كالصدأ الأصفر الذي يتكرر، أو الحرائق خلال موسم الحصاد التي شهدتها المواسم السابقة، ومدى توفر المازوت.