سدود إيرانية جديدة على روافد نهر دجلة تهدد مخزون المياه في العراق

30 ابريل 2022
مزارعون عراقيون في مدينة خانقين بمحافظة ديالى (أحمد الربيعي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

كشف مسؤولون عراقيون إنشاء إيران سدوداً جديدة على روافد نهر دجلة، الذي يعتمد عليه العراق بالسقي، مؤكدين أن إيران ترفض تقاسم التفاوض مع الجانب العراقي بشأن حصته المائية رغم الخزين المائي الكبير لديها، محذرين من أن أزمة المياه تجاوزت حدود الزراعة لتهدد حتى مياه الشرب.

وتعد محافظة ديالى، المرتبطة حدودياً مع إيران، الأكثر ضرراً من بين المحافظات العراقية الأخرى بسبب قطع إيران لروافد نهر دجلة، ما تسبب بانخفاض مناسيب المياه في نهر ديالى إلى ما يزيد عن 90% ما دفع وزارة الزراعة العراقية إلى استثنائها من الخطة الزراعية بشكل كامل، كما تسبب ذلك بتعطل الكثير من مشاريع مياه الشرب بسبب عدم وجود مياه في الأنهر التي تعمل عليها.

ولجأت المحافظة أخيراً إلى معالجات وقتية لإيصال المياه لبعض المناطق، من خلال شق مجار جديدة لبعض الأنهر التي لم تنخفض نسبة المياه فيها بشكل كبير، وتحويلها إلى الأنهر التي جفت أو أوشكت على الجفاف.

واليوم السبت، افتتح وزير الموارد المائية العراقي، مهدي رشيد الحمداني، مشروع تعزيز نهر ديالى لمعالجة شح المياه في المحافظة، وعقد على هامش الافتتاح، مؤتمراً صحافياً أكد فيه أنّ "إيران لا تلتزم بالحصة المائية المقررة للعراق رغم امتلاء سدودها بكميات كبيرة من المياه".

وقال الحمداني، خلال المؤتمر الصحافي، إنه "لا توجد مباحثات مع الجانب الإيراني تجاه أزمة المياه، رغم إرسال العراق مخاطبات كثيرة دون أي استجابة".

وأعرب عن أمله في "استجابة قريبة من قبل الجانب الإيراني وقبول التفاوض وفق مبدأ تقاسم الضرر وفقا للأعراف والمواثيق الدولية"، مشيراً إلى "وجود كميات كبيرة من المياه في السدود الإيرانية، رغم نقص المياه في إيران".

وشدد على أنه "يجب منح الجانب العراقي حصته من مياه السدود والمخزون المائي".

من جهته، قال محافظ ديالى، مثنى التميمي، خلال المؤتمر، إنّ "الخزين المائي انخفض بشكل كبير"، وانتقد "موقف الحكومة المركزية تجاه أزمة المياه مع الجانب الإيراني، ووجود قصور في المفاوضات لاستحصال حقوق العراق المائية، إلى جانب غياب الدعم لوزارة الموارد المائية لمعالجة شح المياه في ديالى عبر مشاريع تنجز خلال سنتين"، مضيفاً أنّ "الموقف المائي غير معلوم للموسم القادم ويمكن إقناع المواطن وقبوله بالتخلي عن الزراعة، إلا أنه لا يمكن التخلي عن ماء الشرب".

وكان العراق قلّص مساحة الأراضي المشمولة بالخطة الزراعية الموسمية إلى النصف، فيما تم استبعاد محافظات معينة من الخطة بشكل كامل، بسبب موجة جفاف غير مسبوقة تعانيها البلاد، نتيجة قطع إيران روافد نهر دجلة، فيما لوحت الحكومة العراقية لمرات عدّة باللجوء إلى المؤسسات الدولية للحصول على المياه من إيران، وفقاً لاتفاقيات تقاسم المياه، إلا أنها (الحكومة) لم تخط أي خطوة نحو تدويل الملف على الرغم من رفض إيران أي حلول يطرحها العراق.

المساهمون