روسيا: حصاد المحاصيل الشتوية يواجه تحدي الجفاف

29 سبتمبر 2024
خبراء خفضوا توقعاتهم لحصاد هذا العام، ستافروبول 16 يوليو 2023 (الأناضول)
+ الخط -

بعد الصقيع الذي شهدته روسيا في شهر مايو/أيار الماضي والجفاف الذي عانته في الصيف، يواجه المزارعون في الجزء الأوروبي من البلاد ظاهرة مناخية جديدة تتمثل في خريف دافئ وجاف. ويشير الخبراء إلى أن هذا الجفاف يشكل تهديدًا خطيرًا لحصاد المحاصيل الشتوية خاصة القمح والجاودار (الشيلم) وبذور اللفت. 

وأفادت وزارة الزراعة الروسية في تقرير نشرته صحيفة "روسيسكايا غازيتا" مؤخراً، أن المزارعين يتخذون جميع التدابير اللازمة لحصاد المحاصيل الزراعية في الوقت المناسب، رغم الظروف الجوية الصعبة في بعض المناطق. وأشارت إلى حصاد 2.5 مليون طن من الخضروات، بزيادة قدرها 250 ألف طن عن العام الماضي، كما تم حصاد 11.42 مليون طن من بنجر السكر و2.84 مليون طن من البطاطس.

وبلغ إجمالي الحبوب والبقوليات التي تم درسها نحو 104 ملايين طن، منها 76 مليون طن من القمح و15.9 مليون طن من الشعير. ويظهر محصول البذور الزيتية أيضًا تحسنًا ملحوظًا، حيث تم الحصول على 3.76 ملايين طن من عباد الشمس، و3.15 ملايين طن من بذور اللفت، و2.74 مليون طن من فول الصويا. 

 وبدأت زراعة المحاصيل الشتوية تقريبًا في جميع مناطق روسيا، على مساحة 8.5 ملايين هكتار حتى الآن. وأكدت وزارة الزراعة الروسية، أن المساحة الإجمالية المزروعة من المحاصيل الشتوية هذا العام ستبلغ حوالي 20 مليون هكتار، وهو ما يتماشى مع مستوى العام الماضي. وقالت وزارة الزراعة إن البيانات تشير إلى حصاد 78 % من المساحة المزروعة بالحبوب على مستوى روسيا، بإنتاج 105.9 ملايين طن من الحبوب، منها 77.7 مليون طن من القمح. 

التغيرات المناخية تهدد المحاصيل الشتوية

من جهته، قال الصحفي الروسي المختص بالشأن الاقتصادي فاديم ميكيف، لـ"العربي الجديد"، إن:" المزارعين يواجهون أزمة حقيقية في روسيا بسبب التغيرات المناخية، والتي تشمل الجفاف في الخريف بعد صيف حار وصقيع كان غير متوقع في الربيع"، مضيفاً أن " المزارعين يعتمدون اعتماداً كبيراً على الظروف الجوية لتحقيق حصاد جيد، وعندما تتغير هذه الظروف بصورة غير متوقعة، يشعرون بأنهم يفقدون السيطرة على مصير محاصيلهم" . 

وقال ديمتري ريلكو، المدير العام لمعهد دراسات السوق الزراعية، للصحيفة ذاتها إن "الطقس الدافئ والجاف ساعد في تسهيل حصاد المحاصيل الربيعية، لكن حجم الحصاد انخفض في الأشهر الأخيرة بسبب الجفاف في الجنوب والأمطار الغزيرة في منطقة الفولغا وجزر الأورال وسيبيريا"، مشيراً إلى أن " الخبراء خفضوا توقعاتهم للحصاد إلى 125 مليون طن من الحبوب، بما في ذلك 82.2 مليون طن من القمح، بينما لا تزال وزارة الزراعة تحتفظ بتقديرها البالغ 132 مليون طن" .

وأضاف ريلكو "أمّا ما يخص المحاصيل الشتوية، فإن الظروف الجوية غير مثالية، حيث يؤثر نقص الأمطار سلبًا على بذور اللفت والقمح والجاودار. وأصبحت بذور اللفت الشتوي محصولًا رئيسيًّا في السنوات الأخيرة، لكن العديد من المزارعين لم يزرعوها في التوقيت المناسب. كما أن القمح يعاني أيضًا نقص الرطوبة، مما قد يؤدي إلى انخفاض المساحة المزروعة". وتابع "مع ذلك، لا يزال من المبكر تقييم الخسائر المحتملة، إذ يمكن أن يتحسن الوضع إذا استمر الطقس الدافئ في أكتوبر وهطلت الأمطار". 

وأوضح ميكيف، لـ"العربي الجديد"، أنه "على الرغم من أن الخبراء يعبرون عن تفاؤلهم بشأن إمكانية تحسن الوضع إذا هطلت الأمطار، لكن الاعتماد على الظروف الجوية لا يكفي"، داعيًا " الحكومة والمزارعين إلى التفكير في حلول مبتكرة مثل تحسين تقنيات الري أو زراعة محاصيل أكثر مقاومة للجفاف".

وأشار فلاديمير بيتريشينكو، المدير العام لشركة "ProZerno"، للصحيفة ذاتها، إلى أن "الحرارة والجفاف أثرا على إنتاجية محاصيل أواخر الربيع، حيث انخفضت إنتاجية الذرة انخفاضًا ملحوظًا. كما أن نقص الأمطار في الخريف سيؤثر أيضًا على إنتاجية المحاصيل الشتوية، حيث توقفت زراعة هذه المحاصيل بسبب جفاف التربة".

المساهمون