أفادت وكالة إنترفاكس للأنباء بأن السلطات الروسية عرضت على شركات الطيران القطرية والكويتية إمكانية تنفيذ رحلات داخلية (كابوتاج)، ضمن الأراضي الروسية. وأضافت الوكالة نقلا عن موقع وكالة الطيران الروسية "روسافيا"، أنه جرت مناقشة هذا الموضوع خلال اجتماع وفود من الدولتين في كوالالمبور في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأشار البروتوكول الموقع بعد المفاوضات مع السلطات القطرية إلى أن الجانب الروسي سيرسل خطاباً رسمياً بشأن رحلات الكابوتاج لشركة الطيران القطرية. من جهتها، وعدت الكويت بدراسة آلية تنفيذ رحلات الكابوتاج، وأكدت أنها ستنتظر الرسالة الرسمية من السلطات الروسية. بالإضافة إلى ذلك، اقترحت السلطات الروسية النظر في إمكانية شراء طائرات من شركات الطيران القطرية والكويتية. وأوضح ممثلو هذه الدول أنهم سيبلغون شركاتهم الوطنية بهذا الأمر، بينما أشار الجانب القطري إلى أن ناقلته الوطنية تواجه حالياً نقصاً في الطائرات.
وتعرف رحلات الكابوتاج بأنها إمكانية قيام شركة الطيران بتشغيل رحلات بين نقاط داخل دولة لا تعتبر مقيمة فيها. وفي العديد من الدول، بما في ذلك روسيا، يُعتبر هذا الحق مقتصراً على الناقلات المحلية فقط في الوقت الراهن.
من جهتها، تقول الصحافية الروسية أولغا بولياكوفا، لـ"العربي الجديد"، إن "عرض السلطات الروسية على شركات الطيران القطرية والكويتية تشغيل رحلات داخلية "يعد خطوة هامة لتعزيز التعاون بين روسيا والدول العربية وزيادة خيارات السفر للمسافرين". وأضافت أن "هذا النوع من التبادل سيساهم في تحسين جودة خدمات الطيران في روسيا، ويعزز المنافسة، وبالطبع من الممكن أن يعود بالنفع على الركاب من خلال توفير أسعار أفضل وتجارب سفر محسنة".
وأوضحت بولياكوفا أن "فتح الأجواء أمام شركات الطيران الأجنبية قد يساعد في سد الفجوة الناتجة عن نقص الطائرات المحلية". وأضافت أن "عرض تشغيل رحلات الكابوتاج لشركات الطيران القطرية والكويتية يشير من جهة أخرى إلى ضعف البنية التحتية للطيران المحلي للبلاد في الوقت الحالي"، مشيرة إلى أن "هذا الاعتماد يعكس أزمة في القطاع حالياً، خاصة مع نقص الطائرات والتأخير في تسليم الطائرات الجديدة. كما أن هذا قد يزيد تحديات النقل الجوي المحلي".
وكان وزير النقل الروسي رومان ستاروفويت قد أشار، في أكتوبر الماضي، إلى المفاوضات مع "الدول الصديقة" بشأن تنظيم رحلات الكابوتاج في روسيا، بما في ذلك مع كازاخستان. ويأتي ذلك في ظل نقص الطائرات على مستوى العالم، بسبب مشكلات تتعلق بمحركات شركة "برات آند ويتني" لطائرات إيرباص، وكذلك مشكلات جودة الطائرات الجديدة من شركة بوينغ. كما جرى الإبلاغ عن تأخير إضافي في تسليم الطائرات المنتجة محلياً.
وفي تصريح سابق لوكالة إنترفاكس، أفادت وزارة النقل الكازاخستانية بأنها لم تتلق طلباً رسمياً من روسيا بشأن تنظيم رحلات كابوتاج على أراضيها، مشيرة إلى أن سياسة الوزارة تركز على تلبية الاحتياجات المتزايدة للسوق الداخلي للنقل الجوي. وأكدت كبرى شركات الطيران في كازاخستان "إير أستانا" و"SCAT" أنه ليست لديها خطط لإطلاق رحلات كابوتاج في روسيا.
ووفقاً لتوقعات المعهد العلمي والبحثي للطيران المدني" (غوسنيي غا) التابعة لروسافيا، من المتوقع أن تنقل شركات الطيران الروسية 112 مليون مسافر في عام 2024، منهم نحو 84 مليوناً داخل روسيا و28 مليوناً إلى الخارج، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 6.3% مقارنةً بعام 2023. ومع ذلك، قد تنخفض هذه الأرقام إلى 95.1 مليون مسافر بحلول عام 2025 و91.2 مليوناً بحلول عام 2026، بسبب نقص الطائرات الناتج عن العقوبات الغربية على إمدادات الطائرات إلى روسيا. ومن المتوقع أن تبدأ الصناعة بالتعافي بعد ذلك، ولكنها قد تصل إلى 126.8 مليون مسافر بحلول عام 2030، وهو أقل من الرقم المسجل في عام 2019 والذي بلغ 128.1 مليون مسافر.