روسيا: بوتين يؤكد خفض سعر الفائدة بمرور الوقت والبنك المركزي يتجه إلى تثبيته الجمعة

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن سعر الفائدة الرئيسي سينخفض بمرور الوقت لدى البنك المركزي الذي يحافظ عليه حالياً، بسبب خطر التضخم، وذلك خلال خطاب ألقاه في افتتاح مؤتمر "اتحاد الصناعيين ورجال الأعمال الروس"، اليوم الخميس، فيما تذهب التوقعات إلى أن المركزي سيقرر تثبيت الفائدة في اجتماع يعقده غداً الجمعة.

وقال بوتين: "نحن نرى ويرى البنك المركزي بالتأكيد أن هذه الاتجاهات تهدف إلى انخفاض التضخم، رغم أن المخاطر لا تزال قائمة، ولهذا السبب يبقي سعر الفائدة الرئيسي على حاله. وربما، إذا سلكنا مساراً مختلفاً، قد يحدث الوضع كما هو الحال في بعض البلدان"، مشيراً إلى "الدول المجاورة حيث التضخم لديه قيم مكونة من رقمين".

وغداً الجمعة، من المقرر أن يعقد البنك المركزي الروسي اجتماعاً جديداً لمجلس إدارته، وسط إجماع المحللين الماليين على الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي البالغ حالياً 16% من دون تغيير. وما يعزز هذا التوجه هو استقرار معدل التضخم في روسيا على أساس سنوي عند مستوى 7.7% في مارس/ آذار الماضي وتباطؤه على أساس شهري إلى نحو 0.4% مقارنة مع 0.7% في فبراير/ شباط، وفق أرقام هيئة الإحصاء الروسية "روس ستات"، مما يغني المصرف المركزي عن ضرورة رفع الفائدة.

وتجزم كبيرة المحللين بشركة "فريدوم فاينانس غلوبال" للتداول، ناتاليا ميلتشاكوفا، بأن المصرف المركزي سيبقي اليوم الفائدة عند مستواها الحالي، في ظل تكيف الاقتصاد الروسي مع الفوائد المرتفعة، وانعدام ما يستدعي خفضها أو رفعها. وتقول ميلتشاكوفا في حديث لـ"العربي الجديد": "نعتبر أن احتمال سيناريو الإبقاء على الفائدة من دون تغيير يقارب 100%. هناك توجه نحو تباطؤ زيادة أسعار السلع الاستهلاكية، ولكن معدل التضخم يبقى عالياً ويفوق كثيراً المستوى المستهدف بواقع 4% سنوياً. لذلك ليس هناك ما يستدعى لا خفض الفائدة ولا رفعها".

وتقلل من أهمية المزاعم أن الفوائد المرتفعة تؤثر سلباً في أداء الاقتصاد الروسي، مضيفة: "نظرياً، تعرقل الفوائد المرتفعة النمو الاقتصادي، لكن الناتج المحلي الإجمالي الروسي سجل في العام الماضي نمواً بنسبة 3.6%. وقد حصلت شركات روسية كثيرة على مصادر تمويل بديلة، مثل طرح أسهم أو الدعم الحكومي لقطاع تكنولوجيا المعلومات والمنشآت المنتجة لبدائل للواردات".

اقتصاد دولي

التحديثات الحية

الحبوب الروسية ترتفع إلى 35% من واردات الإمارات

إلى ذلك، أجمع 30 محللاً مالياً في شركات استثمار ومصارف كبرى استطلعت صحيفة "إر بي كا" الروسية آراءهم مطلع الأسبوع الجاري، على استبعاد احتمال إقدام المصرف المركزي الروسي على بدء خفض سعر الفائدة الرئيسي قبل حلول فصل الصيف. كما جزم المحللون المستطلعة آراؤهم بأن المصرف المركزي سيبقي في اجتماع اليوم على سعر الفائدة الرئيسي عند مستواها الحالي.

وعلى عكس التوقعات لاجتماع اليوم، ليس هناك إجماع بين الخبراء بشأن مسألة موعد بدء دورة تخفيف السياسات النقدية - الائتمانية، والسيناريوهان الرئيسيان هما إما في الصيف أو الخريف من العام الحالي. ونقلت "إر بي كا" عن الخبير الاقتصادي المعني بروسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة بشركة الاستثمار "رونيسانس كابيتال"، أندريه ميلاشينكو، قوله إن استقرار المكونات الراسخة للتضخم إضافة إلى نوع من التهدئة للنشاط الاستهلاكي في إبريل الجاري ومايو/ أيار المقبل، قد يشكل قاعدة لبدء تخفيف السياسات النقدية - الائتمانية في يونيو/ حزيران أو يوليو/ تموز المقبلين.

من جهتها، رأت مديرة قسم تحليل الاقتصاد الكلي بشركة "فينام"، أولغا بيلينكايا، أن المصرف المركزي قد يبقي على السياسات المتشددة لفترة أطول في حال ورود توقعات بزيادة مهمة للطلب الداخلي. وفي هذه الحالة، قد تبدأ دورة خفض الفائدة في سبتمبر/أيلول المقبل، وإن كان احتمال هذا السيناريو أقل، وفق الخبيرة. وكذلك ليس من المستبعد بشكل كامل خيار الإبقاء على الفائدة عند 16% حتى نهاية العام أو حتى رفعها، إذ رأى مسؤول تحليل أعمال الشركات بمصرف "دوم.إر إف"، فيكتور تونيف، أن سيناريو الـ16% وارد في حال لم يجر تحقيق تقدم في كبح جماح التضخم.

وفي حال تحقق السيناريو الخطر، لم يستبعد كبير محللي مصرف "سوفكومبنك"، ميخائيل فاسيلييف، احتمال رفع الفائدة إلى 17%. يذكر أن المصرف المركزي الروسي قد رفع سعر الفائدة الرئيسي على مراحل عدة من 7.5% منتصف العام الماضي، إلى 16% بحلول نهايته، وسط تساؤلات حول موعد بدئه تخفيف سعر الفائدة لتسهيل الإقراض ودعم عجلة الاقتصاد.