روسيا: إمدادات الطاقة لأوروبا وصلت إلى حدودها القصوى ودعوات دولية للتوسع بالطاقة المتجددة

13 أكتوبر 2021
روسيا أكدت أن أي زيادة في إمدادات الغاز لأوروبا تستوجب عقودا جديدة (Getty)
+ الخط -

قال الكرملين اليوم الأربعاء إن شركة الغاز الروسية العملاقة (غازبروم) تزود أوروبا بالحدود القصوى من الغاز بموجب العقود الحالية وإن أي زيادة سيتعين التفاوض عليها مع الشركة، في الوقت الذي دعت فيه وكالة الطاقة الدولية للتوسع في استثمارات الطاقة المتجددة للتغلب على أزمة ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين وفقا لوكالة "رويترز" إنه "لا يمكن تسليم أي شيء زيادة على المنصوص عليه في العقود.. كيف يكون هذا؟ بالمجان؟ إنها مسألة تفاوض مع شركة غازبروم".
من جهة أخرى، قال نائب وزير الطاقة بافيل سوروكين إن موسكو لم تغير الجدول الزمني لضخ الغاز في منشآت التخزين حتى الأول من نوفمبر /تشرين الثاني، في إشارة إلى أنها ليست في عجلة من أمرها لتزويد أوروبا بكميات إضافية من الغاز في السوق الفورية.

وارتفعت أسعار الغاز الأوروبية إلى مستويات قياسية هذا الشهر، لكن الكرملين نفى مرارا تعمد روسيا حجب الإمدادات بهدف الضغط للحصول على موافقة الجهات التنظيمية بسرعة على خط أنابيب الغاز الجديد (نورد ستريم 2) عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا.

استقرار السوق

من جانبه، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء على أنه "من المهم للغاية" إعادة الاستقرار إلى سوق الغاز، في وقت تواجه أوروبا أزمة في هذا الصدد قبيل الشتاء نظرا لارتفاع الأسعار وانخفاض المخزونات.
وقال بوتين أثناء منتدى للطاقة في موسكو وفقا لوكالة "فرانس برس" إنه "من المهم للغاية.. اقتراح آلية بعيدة الأمد لإعادة الاستقرار لسوق الطاقة" في ظل ما وصفه بأنه "وضع صعب".
ولفت إلى وجود "عيوب بنيوية" في سوق الطاقة الأوروبي.
وقال الرئيس الروسي إن " البعض يحاول تحميل الآخرين أخطاءهم"، في إشارة على ما يبدو إلى إلقاء البعض في أوروبا باللوم على موسكو في ارتفاع أسعار الطاقة.
وصرّح بوتين بأن "هناك رأيا قائلا بأن الحصص المرتفعة تصب في مصلحة منتجي المواد الخام، لكن هؤلاء لا يفهمون ما يقولون".


حلول الطاقة المتجددة
من جانبها، قالت وكالة الطاقة الدولية اليوم الأربعاء، إنه يتعين مضاعفة الاستثمارات في الطاقة المتجددة لثلاثة أمثالها بحلول نهاية العقد الحالي إذا كان العالم يأمل في كبح جماح تغير المناخ على نحو فعال وإبقاء تقلبات أسواق الطاقة تحت السيطرة.
وفي الأسابيع الأخيرة، قفزت أسعار الكهرباء إلى مستويات قياسية مع ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي لأعلى مستوياتها منذ سنوات، وعانت مناطق في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة من أزمات نقص الطاقة. كما يتعافى الطلب على الوقود الأحفوري مع تخفيف الحكومات لقيود جائحة كوفيد-19.
ونبهت الوكالة إلى ضرورة أن تنال مصادر الطاقة المتجددة، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية والطاقة الحيوية، نصيبا أوفر من الاستثمارات عندما ينتعش الاستثمار في مجال الطاقة بعد الوباء.
وأشارت إلى أن مصادر الطاقة المتجددة ستشكل أكثر من ثلثي الاستثمار في الطاقة الجديدة هذا العام، إلا أن زيادة كبيرة في استخدام الفحم والنفط تسببت في ثاني أكبر زيادة سنوية في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسبب لتغير المناخ.

وقال مدير الوكالة فاتح بيرول، إن "أسواق الطاقة العالمية مهددة باضطرابات متزايدة"، مؤكدا وفقا لـ"فرانس برس" أن "طريقة التصدي لذلك واضحة وهي الاستثمار بشكل كببر وسريع في الطاقات النظيفة" لتأمين الاحتياجات في الأمدين القصير والطويل.
وتابع أنه إذا لم يتحقق ذلك فإن "مخاطر أن نشهد تقلبات تسبب زعزعة في الاستقرار ستزداد بمرور الوقت"، مشددا على أهمية أن يكون الانتقال "ممكنا لجميع المواطنين".
وقال بيرول إن "اقتصادا جديدًا للطاقة ينشأ مع إمكانية استحداث ملايين الوظائف"، داعيا قادة "كوب26" إلى "القيام بدورهم من خلال جعل سنوات 2020 عقد نشر الطاقات الخالية من الكربون على نحو كثيف".


(العربي الجديد، وكالات)

المساهمون