رهان على خفض الفائدة الأميركية لاحتواء كارثة الركود الاقتصادي

19 أكتوبر 2022
رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول (Getty)
+ الخط -

وسط معدل التضخم الأميركي المرتفع رغم الزيادات السريعة في أسعار الفائدة على الدولار يرى اقتصاديون أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي" البنك المركزي الأميركي" ربما سيضطر إلى تغيير سياسته ويخفض سعر الفائدة وسط التداعيات الضارة على الاقتصاد الأميركي خلال نهاية العام المقبل 2023 أو في العام 2024.

ويوم 21 سبتمبر الماضي قرر البنك الفيدرالي رفع سعر الفائدة بنسبة 0.75%، للمرة الخامسة منذ بداية العام الجاري.

ويتوقع معظم الاقتصاديين في مسح نشرته أمس صحيفة " وول ستريت جورنال" أن يضطر الفيدرالي في النهاية إلى عكس مساره والبدء في خفض أسعار الفائدة في أواخر العام المقبل أو أوائل عام 2024. ويتوقع نحو 30% من الاقتصاديين أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة في الربع الأخير من عام 2023.

وحسب المسح، من المتوقع أن تدخل الولايات المتحدة مرحلة الركود في الأشهر الـ 12 المقبلة وسط خفض أرباب العمل للوظائف.

ووفقًا لآخر استطلاع أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" للاقتصاديين، قدر الاقتصاديون الذين شملهم الاستطلاع أن احتمال حدوث ركود في أميركا خلال الأشهر الـ12 المقبلة بلغ نسبة 63%، ارتفاعًا من نسبة 49% في استطلاع يوليو/ تموز الماضي.

وحسب التقرير الصادر يوم الإثنين، فإن هذه هي المرة الأولى التي يرفع فيها المسح احتمالية الركود فوق 50% منذ يوليو/تموز العام 2020، في أعقاب جائحة كورونا.

ويتوقع الاقتصاديون في المسح أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي في الربعين الأولين من العام، وهو ما يمثل انخفاضًا عن المسح الفصلي الأخير.

ويتوقع الاقتصاديون الآن انكماش الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بمعدل سنوي 0.2% في الربع الأول من عام 2023 وانكماشه بنسبة 0.1% في الربع الثاني.

كما توقعوا تحقيق معدل نمو ضعيف للاقتصاد بنسبة 0.8% في الربع الأول ونسبة نمو 1% في الربع الثاني. وهو ما يعني أن الاقتصاد الأميركي سيفقد قوة دفع الوظائف التي تدعمه في الوقت الراهن.

وبحسب هؤلاء فإن أرباب العمل في أميركا سيستجيبون لانخفاض النمو وضعف الأرباح من خلال تقليص الوظائف في الربعين الثاني والثالث. ويعتقد الاقتصاديون أن الوظائف غير الزراعية ستنخفض بمقدار 34 ألف شهريًا في المتوسط في الربع الثاني و38 ألفا في الربع الثالث. كما توقع الاقتصاديون أن يضيف أرباب العمل حوالي 65 ألف وظيفة شهريًا في هذين الربعين.

ورفع الاقتصاديون من توقعاتهم بشأن الركود الاقتصادي لأنهم باتوا يشكون في قدرة بنك الاحتياط الفيدرالي على الاستمرار في رفع أسعار الفائدة لتهدئة التضخم دون أن يتسبب ذلك في ارتفاع معدلات البطالة، وأن يؤدي ذلك إلى حدوث الانكماش الاقتصادي.

وقال حوالي 58.9% من الاقتصاديين الذين شملهم المسح إنهم يعتقدون أن الاحتياط الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة كثيراً ويسبب ضعفًا اقتصاديًا غير ضروري.

موقف
التحديثات الحية

في هذا الشأن قال الخبير الاقتصادي بجامعة ميشيغان، دانييل ماناينكوف لـ " وول ستريت جورنال": "من المرجح أن يظل" الهبوط الناعم " قصة أسطورية ربما لن تتحقق أبدًا في الواقع".

والهبوط الناعم مصطلح اقتصادي يستخدم لوصف النجاح في تشديد السياسة النقدية بما يكفي لتقليل التضخم، ولكن دون التسبب في ركود اقتصادي.

من جانبها قالت كبيرة الاقتصاديين في مصرف جيفرز الأميركي، أنيتا ماركوسكا: "إن الدولار الأقوى سيخفض النمو الاقتصادي بنسبة 2.5 نقطة مئوية وفي ضوء هذا، من الصعب تفادي الولايات المتحدة دورة الركود.

المساهمون