اتفق قادة مجموعة السبع اليوم السبت على عمل مبادرة جديدة لمواجهة الإكراه الاقتصادي، وتعهدوا باتخاذ خطوات لضمان فشل محاولة أي طرف تحويل التبعية الاقتصادية إلى سلاح ومواجهة العواقب.
وقال القادة في بيان وفقاً لوكالة "رويترز" إن المبادرة، التي أطلق عليها اسم "برنامج التنسيق بشأن الإكراه الاقتصادي"، ستستخدم الإنذار المبكر وتبادل المعلومات فائق السرعة حول الإكراه الاقتصادي مع الأعضاء الذين يجتمعون بانتظام للتشاور.
وأعلن قادة المجموعة عن عزمها تشكيل "مجموعة عمل" للذكاء الاصطناعي قريباً لقيادة المناقشات حول "الاستخدام المسؤول" لهذه الأدوات والمخاطر التي تمثلها بما في ذلك "المعلومات المضللة".
كذلك أكّدت مجموعة السبع أن "الدعم العلني للاستثمار في قطاع الغاز يمكن أن يكون مناسباً بشكل مؤقت مع تسريع الدول التخلي التدريجي عن الاعتماد على روسيا".
وقال البيان: "نشدد على الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه زيادة شحنات الغاز الطبيعي المسال، ونقر بأن الاستثمار في القطاع يمكن أن يكون ملائماً في مواجهة الأزمة الحالية وللتصدي لحالات عجز محتملة في سوق الغاز بفعل الأزمة".
نهج مشترك
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، قبيل إصدار البيان اليوم السبت، إن مجموعة الدول السبع الصناعية ستصدر بياناً يتعلق بنهج مشترك تجاه الصين، مشيراً إلى أن أعضاء المجموعة يتطلعون إلى "إزالة المخاطر وليس الانفصال" عن الصين.
وأضاف سوليفان أن قادة مجموعة السبع يعتزمون تحديد خطوات في بيانهم المشترك لحماية التكنولوجيا الحساسة بما يشمل تدابير الاستثمار الخارجي.
وأضاف سوليفان للصحافيين، في القمة المنعقدة في هيروشيما باليابان، أن "البيان سيوضح أن لكل دولة علاقتها ونهجها المستقل، لكننا متحدون وملتفون حول مجموعة من العناصر المشتركة" في إشارة إلى خطط المجموعة للتعاون مع الصين، مع معالجة المخاوف الكبيرة في مجموعة من المجالات.
وقال سوليفان إن البيان المشترك لمجموعة السبع يجب ألا يكون مفاجئاً للصين، نظراً لأن مخاوف المجموعة "معروفة جيداً" لبكين، مضيفاً أن الولايات المتحدة تتوقع استمرار المشاركة الاقتصادية مع الصين.
وأكد سوليفان أن زعماء المجموعة سيضعون الخطوط العريضة لمجموعة مشتركة من الأدوات لمعالجة الإكراه الاقتصادي بما يشمل اتخاذ خطوات لبناء سلاسل توريد أكثر مرونة وبذل جهود لحماية التقنيات الحساسة من خلال ضوابط التصدير وإجراءات الاستثمار الخارجي، مشيراً إلى أن كل دولة ستقرر نهجها الخاص.
عقوبات على روسيا
في السياق، أعلن قادة الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وكندا في إعلان مشترك صدر بعد اجتماع مخصّص لأوكرانيا الجمعة، وضع تدابير من أجل "حرمان روسيا التكنولوجيّات والمعدّات الصناعيّة وخدمات مجموعة السبع التي تساند حملتها الحربيّة" في أوكرانيا.
وتشمل هذه التدابير قيوداً على صادرات منتجات "أساسية لروسيا في ساحة المعركة"، وتستهدف كيانات متّهمة بنقل معدّات إلى الجبهة لحساب موسكو.
وكانت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي قد أعلنا قبل ذلك فرض قيود صارمة على واردات الألماس الروسي، وهو قطاع يدرّ مليارات الدولارات سنوياً على روسيا.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ساخراً إن "الألماس الروسي ليس أبدياً".
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أن هذه العقوبات تظهر أن "مجموعة السبع تبقى موحدة بوجه تهديد روسيا وحازمة في دعمها أوكرانيا".
من جانب آخر، أعلن البيت الأبيض أنّ قادة الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند سيجرون محادثات على هامش قمة مجموعة السبع السبت، بعدما أُلغيت محادثات في سيدني.
كان يُفترض أن يُعقد هذا الاجتماع الرباعي الأسبوع المقبل بعد قمة مجموعة السبع، لكن جرى التخلي عن ذلك بعدما اختصر بايدن رحلته الآسيوية بسبب مفاوضات حول الدين العام في واشنطن.
وقال البيت الأبيض في بيان الجمعة: "غداً، إلى جانب مجموعة السبع، سيشارك الرئيس بايدن في اجتماع قادة كواد الثالث".
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)