خطر الركود يحوم فوق بريطانيا مجدداً: تراجع اقتصادي واضطرابات قطاعية

13 سبتمبر 2023
مخاوف من المزيد من التباطؤ (Getty)
+ الخط -

تشير أرقام رسمية إلى أن اقتصاد المملكة المتحدة انكمش في يوليو/ بنسبة 0.5% وسط إضرابات صناعية وطقس رطب للغاية، مما يزيد المخاوف من الركود في النصف الثاني من العام.

وقال مكتب الإحصاءات الوطنية، إن القطاعات الرئيسية الثلاثة، التصنيع والخدمات والبناء، تقلصت للمرة الأولى منذ صيف العام الماضي.

وتوقع المحللون، وفقاً لصحيفة "ذا غارديان" أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2%، لكن مكتب الإحصاءات الوطني قال إن إضرابات الأطباء قللت من نشاط الخدمات الصحية، فيما تضرر تجار التجزئة من أكثر الفصول رطوبة على الإطلاق.

وتشير التقديرات إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.5% في يونيو/ حزيران، بعد انخفاض بنسبة 0.1% في مايو/ أيار 2023 ونمو بنسبة 0.2% في إبريل/ نيسان 2023.

وقالت وكالة "بلومبيرغ" إن الاقتصاد البريطاني، الذي يتوقع بنك إنكلترا أن يعاني من الركود في أفضل تقدير خلال القسم الأعظم من العامين المقبلين، بدأ الآن يفقد قوته في مواجهة الزيادة الحادة في تكاليف الاقتراض. وقد يمنح ذلك صانعي السياسة وقفة للتفكير عندما يقررون الأسبوع المقبل ما إذا كانوا سيرفعون أسعار الفائدة مرة أخرى في معركتهم لترويض التضخم.

وقال بول ديلز من كابيتال إيكونوميكس للوكالة: "لقد فقد النمو الأساسي زخمه منذ وقت سابق من العام"، مشيراً إلى أن الركود المعتدل ربما يكون قد بدأ بالفعل. "تشير هذه البيانات إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث ككل من المرجح أن يكون أقل بكثير من توقعات بنك إنكلترا البالغة 0.4% على أساس ربع سنوي".

وهذه أخبار سيئة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، الذي يواجه احتمال إجراء انتخابات عامة العام المقبل مع تأخر حزب المحافظين كثيرا عن حزب العمال المعارض في استطلاعات الرأي.

قال وزير الخزانة جيريمي هانت في بيان، إن أداء المملكة المتحدة جيد مقارنة بالدول الأخرى: "هناك أسباب كثيرة للثقة بالمستقبل. كنا من بين أسرع الدول في مجموعة السبع التي تعافت من الوباء، وقال صندوق النقد الدولي إننا سننمو بشكل أسرع من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا على المدى الطويل".

وفي حين توقع معظم الاقتصاديين أن تحقق المملكة المتحدة نمواً متواضعاً في الربع الثالث، فإن حجم الانخفاض في يوليو يجعل الانكماش أكثر احتمالاً. لا بل تعتقد "بلومبيرغ" أن المملكة المتحدة قد تكون الآن في حالة ركود سيستمر خلال معظم عام 2024.

ويشير تحليل للوكالة إلى أن "الاقتصاد يفقد قوته، على الرغم من أن ذلك مدفوع جزئيًا بالحركة الصناعية والطقس الرطب على نحو غير عادي. البيانات الآن في طريقها لأن تأتي أقل بكثير من توقعات بنك إنكلترا للنمو للربع الثالث، ولكننا لا نعتقد أن ذلك سيقف في طريق رفع معدل الفائدة في اجتماع سبتمبر/ أيلول. إن ضغط التكلفة في المملكة المتحدة مرتفع للغاية بحيث لا يمكن للبنك المركزي أن يكون مقيدًا بمخاوف النمو حتى الآن".

وقالت كيتي أوشر، كبيرة الاقتصاديين في معهد المديرين: "تدعم بيانات اليوم دعوتنا لبنك إنكلترا للحفاظ على أسعار الفائدة ثابتة الأسبوع المقبل لإعطاء الوقت لدوائه للعمل بدلاً من المخاطرة بجرعة زائدة". وحثت بنك إنكلترا على التخلي عن رفع سعر الفائدة الخامس عشر على التوالي الأسبوع المقبل.

المساهمون