حلم السيارة الطائرة يهوي مع إغلاق مفاجئ لـ"كيتي هوك"

02 أكتوبر 2022
محاكاة لعمل السيارات الطائرة (فرانس برس)
+ الخط -

جاء قرار إغلاق شركة "كيتي هوك" الناشئة صادماً لعالم صناعة السيارات الطائرة، التي ظلت لسنوات طويلة حلماً يراود الكثيرين، ما يلقي بعلامات استفهام كثيرة حول مستقبل هذه الصناعة، لا سيما بعد أن أمضت الشركة نحو 12 عاماً في عمليات تطوير سيارتها وحظيت بدعم كبير من عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة.

ظل مسؤولون في عالم صناعة السيارات يروجون على مدار السنوات الأخيرة لقرب تحقيق حلم السيارة الطائرة، وأنها لم تعد جزءاً من عالم الخيال العلمي في هوليوود، أو في أحد إصدارات أفلام "الأنيميشن".

في منشور مقتضب على صفحة الشركة على موقع "لينكد إن" LinkedIn نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، قالت "كيتي هوك": "لقد اتخذنا قراراً بالإغلاق، وما زلنا نعمل على تفاصيل الخطوة التالية".

هكذا أسدلت إحدى أبرز الشركات التي عملت على تطوير سيارة طائرة الستار على حلمها، كما لم يُعلن بعد عن تفاصيل الخطأ الذي حدث في "كيتي هوك".

وقد فوجئت الشركات المنافسة بهذا الخبر، لا سيما أن "كيتي هوك"، التي تأسست في عام 2010، ساعدت في تطوير نوع جديد من طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية المعروفة باسم "إيفتول"، وهو مشروع يتقاطع بشكل أساسي بين الطائرة من دون طيار والطائرة الخفيفة، كما ارتفعت الآمال عندما انضم الشريك المؤسّس الثري لشركة غوغل، لاري بيغ، إلى مشروع السيارة الطائرة من الشركة.

ويبدو أن "كيتي هوك" أدركت بعد هذه المدة أنها بحاجة إلى صنع طائرة رشيقة وليس مجرد تثبيت بعض الأجنحة على سيارة. إذ سلط المستثمر التكنولوجي الملياردير بيتر ثيل الضوء على هذه الفكرة عندما قال في وقت مبكر قبل نحو تسع سنوات "أردنا سيارات طائرة، وحصلنا على 140 حرفاً بدلاً من ذلك"، في إشارة إلى عدد الأحرف المسموح به للتغريدات آنذاك.

وفي القرن العشرين، نظر الناس إلى المستقبل من خلال العدسة المثيرة للخيال العلمي، مثل مدبرات المنزل الروبوتية من مسلسل الرسوم المتحركة "ذا جيتسونز"؛ أو المنازل ذات القباب الزجاجية، أو "حبوب الوجبات" من الرسوم الهزلية في الخمسينيات، أو السيارات الطائرة من فيلم "باك تو ذا فيوتشر".

لكن التنبؤ بمسار التكنولوجيا يكون صعباً عندما تكون النقطة المرجعية الوحيدة هي الحاضر، وفق مقال للكاتبة المتخصصة في شؤون التكنولوجيا بارمي أولسون، نشر نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي في وكالة بلومبيرغ الأميركية.

على الرغم من أنَّه من غير الواضح ما الخطأ الذي حدث بالضبط في شركة "كيتي هوك"، فمن المحتمل ألا تتمكن الشركة من حل بعض الألغاز الهندسية الأساسية. فقد عانى أحد نماذجها، على سبيل المثال، من سلسلة من الحرائق، نظراً لأن المهندسين قطعوا الحماية الواقية المستخدمة في خلايا بطارية "الليثيوم أيون" للسيارات، وحزموا الخلايا معاً بشريط، وفقاً لتقرير استقصائي صدر عام 2019 في مجلة "فوربس"، مما أدى إلى زيادة خطر اشتعال البطارية.

وفقاً لـ"فوربس"؛ فإن المهندسين الذين أثاروا مخاوف تتعلق بالسلامة جرى تجاهلهم أيضاً من قبل الإدارة التي كانت حريصة على طرح طائرات الشركة في السوق. في حين رفضت شركة "كيتي هوك" التعليق في تقرير "فوربس".

وكانت شركة "كيتي هوك" قد جمعت 75 مليون دولار من مستثمرين من بينهم الشريك المؤسس لغوغل لاري بيغ، وفقاً لشركة "بيتش بوك"، وهي شركة لاستخبارات السوق. لكن ثروة "بيغ" وعلاقات "غوغل" لم تكن كافية لإبقاء الشركة على قيد الحياة، وكذلك لم تساعدها حقيقة تسميتها على اسم بلدة نورث كارولاينا التي أجرى فيها الأخوان "رايت" تجارب الطيران الأولى.

لكن شركات مثل بوينغ الأميركية وإيرباص الأوروبية لصناعة الطائرة، وشركة أوبر ومجموعة من الشركات الأصغر، تقوم ببناء مثل هذه السيارات الطائرة، ولديها نفس احتمالات حل اللغز الذي تسبب في إغلاق "كيتي هوك".

المساهمون