حقل بساط يقفز بإيرادات النفط العماني

08 فبراير 2023
زيادة مرتقبة في صادرات النفط العماني (Getty)
+ الخط -

قفزة إنتاجية كبيرة لقطاع النفط العماني دفعها الإطلاق الرسمي لحقل بساط، في أبوالطبول بولاية هيما التابعة لمحافظة الوسطى، بطاقة تصل إلى 60 ألف برميل يوميًا، ما يمثل إضافة مهمة لإيرادات السلطنة النفطية.

والحقل هو الأكبر في السلطنة، ويعد أحد مشروعات قطاع الاستكشاف والإنتاج بمجموعة الطاقة العمانية "أوكيو"، الهادفة إلى تعزيز القيمة المضافة للموارد الطبيعية بالسلطنة ودعم خطط النمو الاقتصادي.

ويأتي افتتاح أوكيو لإنتاج الحقل رسميا في منطقة الامتياز بالمربع 60 ليرفع إجمالي إنتاج سلطنة عُمان من النفط إلى 220 ألف برميل نفط مكافئ يوميًّا، والتي تمثل حوالي 13% من مساهمة الشق العلوي في الناتج المحلي الإجمالي.

ويتميز حقل بساط بتطبيق تقنيات متطورة وحلول حديثة، كتقنية التصاميم المصُنعة لمحطات الإنتاج، ما يعمل على تسريع الإنتاج، ولذا بدأ الإنتاج من الحقل بعد عامين من إعلان استكشافه، ما يعظم العائد على الاستثمار خلال فترة قياسية، حسبما أوردت وكالة الأنباء العمانية.

ومن هذه التقنيات تلك المبتكرة لمراقبة الانبعاثات الكربونية ومستويات الغازات ووهج الشعلة، والتي يتم استخدامها لأول مرة في سلطنة عُمان.

قيمة مضافة
الأنابيب المستخدمة في الحقل غير معدنية، وذات عمر افتراضي أطول من الأنابيب التقليدية، ولذا بلغت القيمة المحلية المضافة لهذا المشروع حوالي 157 مليون ريال عُماني (408.2 ملايين دولار).

ويبلغ المبلغ الإجمالي لإنفاق أوكيو على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية والمقاولين المحليين 34 مليون ريال عُماني (88.4 مليون دولار) من التكلفة الإجمالية للمشروع.

واستحوذت المنتجات المصنوعة في سلطنة عُمان على حصة تقدر بنحو 60 مليون ريال عُماني من إجمالي مشتريات أوكيو للمشروع، بحسب تصريحات صحافية للرئيس التنفيذي لمجموعة الطاقة العمانية طلال بن حامد العوفي.

وبذلك ساهم المشروع اقتصاديا بتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب العُماني، أدت إلى ارتفاع النسبة الإجمالية للتعمين بين موظفي أوكيو العاملين في منطقة الامتياز مربع رقم 60، لتبلغ 85%.  

الإنتاج النفطي

أما على مستوى الإنتاج النفطي، فيمثل افتتاح حقل بساط نقلةً نوعيةً في عمليات الاستكشاف والإنتاج لأوكيو، حيث سجل معدلات نمو وصلت من 5 آلاف برميل يوميًّا في عام 2019، إلى 55 ألف برميل يوميًّا في عام 2022، بحسب العوفي.

وبحساب تشغيل حقل بساط على 80 دولارا للبرميل، فإن الإضافة المالية المنتظرة من إطلاق الإنتاج تبلغ 4.8 ملايين دولار يوميا، ما يوازي 144 مليون دولار شهريا (مليار و728 مليون دولار سنويا).

ولذا يؤكد الرئيس التنفيذي لقطاع الشريحة العليا في أوكيو، أحمد بن سعيد العزاوي، أن بناء محطات المعالجة بحقل بساط سيساعد مجموعة الطاقة العمانية على زيادة استثماراتها في مجال التنقيب عن النفط وإنتاجه.

واعتبر "العزاوي أن مرحلة التشغيل الأولي لإنتاج الحقل خطوة حاسمة في تمهيد الطريق للتشغيل التجاري الكامل، مشيرا إلى أن أوكيو تفكر في توسيع استثماراتها والقيام بمزيد من الأعمال الاستكشافية في المنطقة، مع مراعاة الأثر البيئي، استنادا إلى العائد الكبير من حقل بساط في وقت قصير.

وفي هذا الإطار، تخطط "أوكيو" لإدراج وحدة الحفر التابعة لها، وهي "أبراج لخدمات الطاقة"، في سوق مسقط بالربع الأول من العام القادم.

واختارت "أبراج" المجموعة المالية "هيرميس" القابضة والبنك الوطني العماني والبنك الأهلي العماني لتقديم المشورة بشأن الطرح العام الأولي، والمتوقع أن يجمع 500 مليون دولار.

انتعاش الطاقة
ويُعزى الفضل في انتعاش الاقتصاد العماني عام 2022 بالدرجة الأولى إلى ارتفاع أسعار الطاقة لمستويات قياسية والتوسع في إنتاج النفط والغاز، والتعافي المستمر في القطاعات الاقتصادية غير النفطية، إضافة إلى احتفاظ حكومة السلطنة بمستويات آمنة ومستدامة من الإنفاق العام، وتنفيذها لتدابير وإصلاحات اقتصادية واسعة النطاق.

وشهد إنتاج سلطنة عمان من النفط في 2022 تعافيًا ملحوظًا بعد تخفيضات الإنتاج القياسية التي نفّذها تكتل منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها "أوبك+" منذ منتصف 2020 في أعقاب أزمة كورونا التي ضربت أسواق الطاقة العالمية.

وسجل إنتاج عمان من النفط الخام والمكثفات النفطية ارتفاعا بنسبة 10% حتى نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022 لتبلغ كميته 355 مليونا و473 ألفا و100 برميل مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2021 حيث بلغت نحو 323 مليونا و174 ألفا و600 برميل.

المساهمون