يفتتح المستشار الألماني أولاف شولتز رسمياً، اليوم الثلاثاء، المعرض الدولي للسيارات في مركز المعارض وسط مدينة ميونخ، والذي سيقدم فيه المصنعون وموردو السيارات العروض الأولى من ابتكاراتهم من الطرز الحديثة، خاصة الكهربائية منها.
ويشهد المعرض، الذي يعد أحد أكبر الأحداث من نوعه في العالم بتوقع حضور 700 ألف زائر، هذا العام حضوراً فاعلاً للشركات الصينية التي دخلت بقوة إلى الأسواق الأوروبية بطرازاتها ذات الأسعار التنافسية، والمتوقع أن تجذب المشترين بعيداً عن السيارات الأوروبية باهظة الثمن.
ووفقاً لوكالة "فرانس برس"، فإن "41% من الشركات المشاركة في المعرض تتخذ مقراً لها في الصين، وهي تهدد الوضع المهيمن للمصنعين الأوروبيين في السوق الاستراتيجية للطرازات الكهربائية، في وقت أصبحت فيه التوقعات الاقتصادية قاتمة مع استمرار ازدياد نسب التضخم في القارة العجوز".
من جانبه، اعتبر خبير السيارات يورغن بيبر أن السوق الألمانية والأوروبية ستشهد خلال العامين المقبلين حضوراً قوياً وانتشاراً للسيارات الصينية وسط نمو متزايد لمبيعات السيارات الكهربائية الصينية في السوق الأوروبي.
وأضاف بيبر، في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الألماني "زد دي إف"، مساء الاثنين، أن الشركات الألمانية على دراية بهذا التحدي الذي تفرضه شركات السيارات الكهربائية الصينية الكبرى مثل "بي واي دي BYD"، فضلاً عن الأميركية "تسلا".
من جهتها، انتقدت رئيسة اتحاد صناعات السيارات الألمانية هيلديغارد مولر، الأوضاع العامة في ألمانيا، التي جعلت البلاد غير قادرة على المنافسة بسبب هيكل التكلفة، بعد ارتفاع تكاليف الطاقة والضرائب والبيروقراطية والقرارات السياسية البطيئة.
وأشارت مولر، في مقابلة مع مجموعة "دويتشلاند فونك"، الاثنين، إلى عدم وجود إطار قانوني لموضوعات مستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي، مما يعوق تطور البلاد في هذا المضمار في الجانب المتعلق منه بقطاع السيارات.
في المقابل، أعرب رئيس شركة بوش ستيفان هارتونغ لصحيفة "شبيغل"، عن اعتقاده بأن المصنعين الألمان ما زال لديهم الفرصة للمنافسة في قطاع السيارات الكهربائية، مؤكداً أن الألمان لديهم فرصة للعودة إلى القمة، حيث إن مجال المنافسة ما زال مفتوحاً".
وقال رئيس شركة فولكسفاغن، أوليفر بلوم، الاثنين: "سنواصل العمل الجاد على تكاليفنا"، وستستمر هوامش الطرازات الكهربائية في التحسن لتقارب تلك الخاصة بسيارات الوقود "في الجزء الثاني من العقد الحالي".
تماشياً مع ذلك، قال وزير الاقتصاد روبرت هابيك، اليوم الثلاثاء، إنه "من المهم بالنسبة لألمانيا، كموقع صناعي، أن تكون في طليعة المنافسة العالمية، وهي البلد الأكثر ابتكاراً والأفضل جودة والصديقة للبيئة في صناعاتها".
وشدد في مقابلة مع مجموعة "فونكه" الإعلامية على أن "ذلك يتطلب قرارات استراتيجية مهمة، واستثمارات كبيرة في التقنيات المستقبلية، بدءاً من إنتاج خلايا البطاريات وحتى تطوير البرمجيات".