من أمام تمثال مانديلا.. حركة مقاطعة إسرائيل تحث على إجراءات فعالة لوقف إبادة غزة
أطلقت حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، اليوم الثلاثاء، نداء إلى الجنوب العالمي لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وجاء ذلك خلال وقفة ومؤتمر صحافي أمام ميدان وتمثال نيلسون مانديلا في رام الله وسط الضفة الغربية، من أجل الضغط على دول العالم الجنوبي (أميركا اللاتينية وإفريقيا وآسيا) لاتخاذ إجراءات فعالة وإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة وفرض وقف إطلاق النار الفوري وحظر عسكري، ومحاسبة إسرائيل على الجرائم التي ترتكبها بموجب القانون الدولي.
وقال عضو سكرتاريا اللجنة الوطنية لحركة مقاطعة إسرائيل جمال جمعة، لـ"العربي الجديد" على هامش الوقفة والمؤتمر، إن بلدان العالم الجنوبي، تشكل ما يقارب 85% من عدد سكان العالم، وتمتلك القوة الاقتصادية، فضلاً عن أن معظم تجارة إسرائيل في الأسلحة والتدريب والتكنولوجيا مع دول الجنوب.
وتابع جمعة أن دول الجنوب مطالبة بخطوات فعالة أكثر من مجرد المظاهرات في الشوارع وقطع العلاقات، مؤكداً أن ما يؤثر في اقتصاد الاحتلال هو المقاطعة وفرض العقوبات، إضافة إلى سحب السفراء، وإنهاء كل الاتفاقيات العسكرية مع كيان الاحتلال، خصوصا أن أن الترسانة العسكرية التي تستوردها تلك الدول تستخدم في الإبادة الجماعية في قطاع غزة، في حين أن نظام كيان الاحتلال يجب أن يؤخذ إلى محاكم جرائم الحرب الدولية، ولا يجب أن يكون هناك علاقات تجارية وطبيعية معه.
وأكد جمعة أن النداء الذي تطلقه حركة المقاطعة يأتي بالتنسيق مع اللجان التضامنية الموجودة في مختلف دول الجنوب، مشيراً إلى أن كل النظام الدولي ونظام حقوق الإنسان أمام مفترق طرق، والمطلوب بحسب رأي جمعة من دول الجنوب أخذ دور فاعل في وضع القانون الدولي في نصابه، وإعادة الهيبة للنظام الدولي وتخليصه من مخالب الدول الإمبريالية الاستعمارية التي تستخدمه في تبرير جرائمها، وتضعه خلف الظهر عندما يكون هناك جرائم حرب.
وقد نظمت الوقفة والمؤتمر الصحافي أمام تمثال نيلسون مانديلا في رام الله، بمشاركة طلاب ومنظمات المجتمع المدني، ونشطاء مجتمعيين، ورفع المشاركون، شعارات تنادي بفرض وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة، ومحاسبة إسرائيل على الجرائم التي ترتكبها بموجب القانون الدولي.
وأكدت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، خلال المؤتمر الصحافي، أن الوقفة والنداء يأتيان من أجل العمل على وقف الإبادة الجماعية، وتكثيف الكفاح لتفكيك نظام الاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي، كما تمّ تفكيك نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وللمطالبة بإنهاء التواطؤ والدعوة لتضامن فعال ومؤثّر، وليس فقط تضامن خطابي وبلاغي.
ودعت منسقة الحملات المحلية في حركة المقاطعة تالا غنام خلال كلمة قرأتها باللغة الإنكليزية موجهة إلى تلك الدول وشعوب العالم الجنوبي وكافة الشعوب حول العالم للمشاركة والانضمام في يوم الفعل العالمي في التاسع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري الذي يصادف اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لإنهاء التعامل مع نظام الأبارتهايد والإبادة الإسرائيلي، وتصعيد التظاهرات والتعبئة السلمية والتعبير عن تضامنها الهادف لوقف جرائم الإبادة الجماعية.
وقدمت حركة المقاطعة عدة نقاط عملية دعت الشعوب لاتخاذها، وهي تنظيم الإضرابات والاعتصامات المهنية التي تستهدف صناع القرار السياسي، والشركات التي تمكّن نظام الأبارتهايد، وتساعد في الإبادة الجماعية، بالذات من مصنّعي الأسلحة وشركات الاستثمار، والمؤسسات كوسائل الإعلام والجامعات والمؤسسات الثقافية المتواطئة.
كما دعت إلى تعطيل وعرقلة نقل الأسلحة أو قطع الأسلحة التي تصل إلى كيان الاحتلال، بما في ذلك دول العبور التي تشكّل ممرات لها، من خلال دعم نقابات العمال التي ترفض التعامل مع هذه الشحنات كما حدث فعلاً في بلجيكا والولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا، وعبرت عن دعمه نقابات العمال في الهند وتركيا وإيطاليا واليونان.
وطالب البيان تكثيف الضغط على البرلمانات والحكومات لإلغاء الاتفاقيات العسكرية الأمنية التي لا تزال قائمة مع إسرائيل، كما أعلنها رئيس كولومبيا، وتكثيف جميع حملات المقاطعة الاقتصادية الإستراتيجية وسحب الاستثمارات من الشركات المتواطئة، وتصعيد الحملات من أجل قطع جميع العلاقات مع الاحتلال، ومؤسساته الأكاديمية والثقافية والرياضية المتواطئة.
وكذلك التشجيع لإعلان المجتمعات والجامعات والكنائس والاتحادات العمالية واتحادات الطلبة والمراكز الثقافية والمؤسسات، أو شبكات العلاقات الاجتماعية والحكومات لإعلان نفسها مناطق خالية من الأبارتهايد في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، إضافة إلى تكثيف الضغط على المسؤولين المنتخبين في كل فرصة ومناسبة، للمطالبة بتشكيل ضغط حقيقي على المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة ومحاسبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وجميع المسؤولين الإسرائيليين المسؤولين عن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والأبارتهايد بأسرع وقت ممكن.
وقالت عضو سكرتاريا اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل ماجدة المصري، في كلمة للحملة النسائية للمقاطعة، إن الجهود المبذولة من حركة التضامن العالمي لم تصل بعد إلى مستوى الضغط الذي يؤدي إلى إجبار المحور الأمريكي الإسرائيلي على وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وأكدت على الحاجة لتصاعد حملات المقاطعة الشعبية والدعوات إلى الحظر العسكري وكذلك الإعلانات القوية والفعالة الصادرة عن الحركات العرقية والأصلانية والمناخية والجندرية، وحركات العدالة الاجتماعية التي تتضامن مع النضال التحرري الفلسطيني.
وأضافت المصري: "نحن الآن بحاجة إلى دول العالم الجنوبي لفرض العقوبات بشكل فوري وقطع جميع العلاقات مع نظام الأبارتهايد والإبادة الإسرائيلي، وفرض الحظر العسكري الشامل عليها، معتبرة أن تلك هي الإجراءات الحقيقية والفعّالة اللازمة لفرض ثمن عالٍ على جرائم إسرائيل في الإبادة الجماعية، بالإضافة إلى عزلها ومعاقبتها واعتبارها نظاماً منبوذاً عالمياً".