جانيت يلين ستكون أول امراة تتولى وزارة الخزانة الأميركية، بعدما أصبحت أول امرأة ترأس مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وعلى الرغم من كل الاهتمام الذي أحاط بترشيحات الرئيس المنتخب جو بايدن لفريقه الوزاري، فإن اختيار يلين ضرب وتراً حساساً خاصاً في ما يتعلق بدور النساء في الاقتصاد والمالية، خاصة أن يلين تعتبر ملهمة للنساء اللواتي يصفنها بأنها "لم تكتفِ بتحطيم القيود، ولكن أيضاً أعطت النساء حولها مطارقهم الخاصة"، وفقاً لتقرير "واشنطن بوست".
ويختار بايدن مستشاريه في السياسة الاقتصادية خلال فترة بالغة الأهمية للبلاد. لا يزال الاقتصاد يتعافى من الركود، وسط ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، إذ يستعد الاقتصاديون لفصل شتاء مؤلم.
ومع ذلك، قال معجبو يلين إن الإعلان التاريخي منحهم لحظة للارتياح قبل التركيز على التحدي الصعب الذي ينتظرهم.
لطالما تميزت مسيرة يلين بوصولها إلى المراكز الأولى بفرادة. في عام 1971، كانت المرأة الوحيدة في فصلها التي حصلت على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ييل. كانت يلين أستاذة الاقتصاد الوحيدة التي درّست في جامعة هارفارد.
في واشنطن، شغلت يلين منصب رئيسة مجلس المستشارين الاقتصاديين للرئيس بيل كلينتون، وشغلت عدة مناصب رفيعة المستوى في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وفي النهاية عينها الرئيس باراك أوباما كأول رئيسة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. قادت يلين البنك المركزي من 2014 إلى 2018. يرجع الفضل أيضاً إلى يلين في التأثير ببعض أقوى المفكرين الاقتصاديين وصانعي السياسات في البلاد.
"لدي هذا القول: كن فضولياً وواثقاً ومتواضعاً" قالت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، وهو منصب شغلته يلين ذات مرة: "لقد وصلت إلى المنصب بنفسي، لكنني تعلمت من جانيت". فيما قالت المحاضرة في الاقتصاد ليزا كوك إنها تعرفت إلى يلين في بحثها لعام 1984 بعنوان "نماذج الأجور الفعالة للبطالة". كانت يلين وزوجها، الاقتصادي الحائز جائزة نوبل جورج أكيرلوف، يدرسان في جامعة كاليفورنيا في بيركلي عندما بدأت كوك بدراستها العليا هناك في عام 1991، وفقاً لتقرير "واشنطن بوست".
قالت كوك إن يلين وأكيرلوف أصبحا مرشدين لها، حيث ينقلان دروساً عن كيف يمكن الاقتصاد تشكيل السياسة العامة وكيفية الغوص في سلسلة بيانات ضخمة لتجاوز النتائج الرئيسية. شرحت كوك أنها حملت هذه الأدوات معها خلال مسيرتها البحثية وفي أثناء الركود العظيم، "عندما كان الاقتصاد يتغير، وكانت الطريقة الأساسية التي يعمل بها تتغير".
توطدت علاقة كوك ويلين في واشنطن بعد ذلك بسنوات، بما في ذلك عاما 2011 و 2012 عندما عملت كوك خبيرةً اقتصادية أولى في مجلس المستشارين الاقتصاديين بإدارة أوباما، وكانت يلين نائبة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي. بينما أنهت كوك عملها في المجلس للعودة إلى الأوساط الأكاديمية، قالت إنها ذهبت إلى يلين للحصول على المشورة حول كيفية تحديد أولويات البحث للإجابة عن الأسئلة العالقة حول الأزمة المالية العالمية.
في عام 2013، عادت كوك إلى البيت الأبيض لحضور حفل ترشيح يلين لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي. فقط عندما كانت كوك تخرج من البوابات، أدركت أنها لم تلتقط أي صور مع يلين. بالتأكيد، كانت الاثنتان تواجهان دائماً مشكلة في التقاط صور سيلفي،كوك أطول من يلين بمقدار قدم تقريباً.
اعتبرت كوك، وهي الآن مستشارة اقتصادية لبايدن: "لقد كانت ترشدني في كل مرحلة من مراحل حياتي المهنية"، وفقاً لتقرير "واشنطن بوست".
غالباً ما ركزت يلين على التباينات بين الجنسين والتفرقة العرقية في الاقتصاد، والفجوات داخل مهنة الاقتصاد نفسها. في المؤتمر السنوي لجمعية الاقتصاد الأميركية في العام الماضي، دعت يلين إلى "تغيير الثقافة" في هذا المجال، سواء من خلال "عقوبات مهنية جادة" ضد سوء السلوك أو ببساطة إقناع الاقتصاديين الذكور بالتوقف عن مقاطعة النساء وتشويه سمعتهن عندما يتحدثن. ساعدت يلين أيضاً في الإشراف على دراسة استقصائية للاقتصاديين وجدت أن النساء يتعرضن للتمييز والتحرش على نطاق واسع.