ثورة السيارات الذاتية القيادة.. 400 مليار دولار إيرادات بحلول 2035

12 مارس 2023
IONIQ 5 AV تجوب شوارع مدينة سانتا مونيكا في ولاية كاليفورنيا الأميركية (Getty)
+ الخط -

استحوذ حلم مشاهدة أساطيل السيارات ذاتية القيادة AD وهي تنقل البشر بكفاءة إلى وجهاتهم، على خيال المستهلكين وغذى استثمارات بمليارات الدولارات خلال السنوات الأخيرة. لكن حتى بعد النكسات التي أخرت مواعيد إطلاق المركبات الذاتية AV ومباعث القلق التي تعتري نفوس الزبائن، لا يزال المستثمرون على قناعتهم بأن القيادة الذاتية (AD) قادرة على تحويل مفاهيم النقل وسلوك المستهلك والمجتمع ككل.

ولهذا السبب، يمكن أن تخلق القيادة الذاتية قيمة هائلة لصناعة السيارات، وتولد مئات مليارات الدولارات قبل نهاية هذا العقد، كما تظهر أبحاث أجرتها شركة "ماكنزي"، وأحدثها مطلع عام 2023، حول تحقيق الفوائد الاستهلاكية والتجارية للقيادة الذاتية، ومع ذلك، ستحتاج الشركات المنتجة إلى تطوير استراتيجيات مبيعات وأعمال جديدة، واكتساب قدرات تكنولوجية ثورية، ومعالجة المخاوف المرتبطة بالسلامة.

ويُستفاد من تقرير الشركة أنه يمكن للمركبات الذاتية القيادة أن تُحدث ثورة في طريقة تجربة المستهلكين للتنقل، وقد تجعل أنظمتها القيادة أكثر أمانا وراحة ومتعة. ويمكن استخدام الساعات التي قضاها السائق على الطريق سابقا في القيادة فقط لإجراء مكالمة فيديو مع صديق أو مشاهدة فيلم مضحك أو حتى العمل.

أنظمة القيادة المستقلة ستقلل الحوادث 15% بحلول 2030

وبالنسبة للموظفين الذين يتنقلون لمسافات طويلة، قد تؤدي قيادة المركبات الآلية إلى زيادة إنتاجية العمال وحتى تقصير يوم العمل. نظرا لأن العمال يمكنهم أداء وظائفهم من سيارة مستقلة، فيمكنهم، مثلا، الانتقال بسهولة أكبر بعيدا من المكتب، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى جذب المزيد من الأشخاص إلى المناطق الريفية والضواحي.

وقد تحسّن هذه المركبات أيضا مستوى التنقل بالنسبة للسائقين المسنّين، ما يوفر لهم خيارات تتجاوز وسائل النقل العام أو خدمات مشاركة السيارات. كما قد يزداد مستوى السلامة أيضا، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن الاعتماد المتزايد لـ"أنظمة مساعدة السائق المتقدمة" (أداس) ADAS في أوروبا يمكن أن يقلل عدد الحوادث بنسبة 15% بحلول عام 2030.

وإلى جانب هذه الفوائد الاستهلاكية، قد تولّد المركبات الذاتية قيمة مضافة لصناعة السيارات. اليوم، تشتمل معظم السيارات فقط على ميزات "أداس" الأساسية، لكن التطويرات الرئيسية في قدرات المركبات المستقلة تلوح في الأفق، إذ من المنتظر أن تصل في نهاية المطاف إلى "المستوى الرابع L4 لدى "جمعية مهندسي السيارات" SAE، بما يعني التحكم بدون سائق في ظل ظروف معينة.

ويرغب المستهلكون في الحصول على ميزات المركبات الذاتية وهم على استعداد لدفع ثمنها، وفقا لاستطلاع استهلاكي كانت قد أجرته "ماكنزي" عام 2021. وتشمل المركبات ذات "المستوى الثاني+" L2+ المستندة إلى "ليدار" Lidar تكاليف مكوّنات تراوح بين 1500 و2000 دولار، ويرتفع الرقم أكثر مع سيارات "المستويين الثالث" L3 و"الرابع" L4.

مركبات قادرة على شحن البيوت وبقية السيارات الكهربائية

وبلغ الذكاء الاصطناعي مستويات رفيعة في عالم المركبات الذاتية القيادة وغيرها من السيارات الكهربائية الأكثر تطورا. فشركة "فورد"، على سبيل المثال لا الحصر، لديها أفكار مثيرة للاهتمام، ومنها سيارة يمكنها الرجوع ذاتيا إلى الشركة أو المالك السابق في حال عدم دفع الشاري الجديد المستحقات المطلوبة منه، وفقا لوثيقة منشورة حديثا على موقع "مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية" في الولايات المتحدة، لكن الفكرة لا تزال تنتظر الموافقة، علما أن الشركة حصلت على 1342 براءة اختراع في العام الماضي، بمتوسط 3.7 براءات اختراع يوميا.

ومن سيارات "فورد" الكهربائية ما سوف يتنبأ بانقطاع التيار الكهربائي ويشحن منزلك، مع أن استخدام الطاقة المخزنة في بطارية السيارة الكهربائية لتوفير طاقة الطوارئ للمنزل ليس أمرا جديدا، لكن الشركة تنوي إضافة بعض المعلومات والقدرات الأوسع إلى هذا النظام عبر استحداث تفاعل بين الشبكة الكهربائية ومركباتها الكهربائية، بما يساعد سيارة مثل فورد Mustang Mach-E على توقع انقطاع محتمل وشيك للتيار، وهو ما يؤدي إلى زيادة شحن البطارية استباقيا، لتستخدم السيارة بعد ذلك طاقة البطارية الإضافية هذه لتزويد المنزل بالكهرباء عبر محطة الشحن الخاصة بها.

ولهذه الغاية، ستتم برمجة السيارة لمشاركة موقعها ومستوى البطارية وحالة الشحن مع خادم مركزي لإنشاء خريطة تشير إلى توفر الطاقة الحالية أو انقطاع التيار على خريطة الشارع. وبناءً على هذه المعلومات، يمكن للخادم التنبؤ بالمكان الذي من المحتمل أن يحدث فيه انقطاع التيار، ليوجّه وحدة التحكم في شحن السيارة بزيادة مستوى الشحن على سبيل الاحتياط.

وهذا لا يضمن فقط أن تحتوي السيارة على شحنة قابلة للاستخدام إذا احتاجت إلى السفر، لكنها ستوفر أيضا طاقة إضافية لتشغيل قاعدتها الرئيسية حتى ينخفض مستوى شحن البطارية إلى الحد الأدنى المسموح به. وإضافة إلى ذلك، ستكون المركبة المشحونة قادرة على مشاركة بعض طاقتها مع مركبة كهربائية أُخرى شرط أن تتميز بقدرات نقل طاقة ثنائية الاتجاه.

ويتم تحديد ذلك بواسطة الخادم المركزي استنادا إلى توفر محطات الشحن القريبة وقابليتها للتشغيل، على أن تنقل السيارة حالة الشحن الخاصة بها دوريا إلى النظام ليجمّع الخادم المركزي هذه المعلومات ومشاركة حالة مصدر الطاقة الخاص بها مع بقية المركبات الكهربائية في المنطقة.

المساهمون