توقعات بطبع فئات نقدية كبيرة لليرة السورية رغم نفي المصرف المركزي

31 أكتوبر 2021
سجل سعر الصرف اليوم 3550 ليرة مقابل الدولار (فرانس برس)
+ الخط -

واصل سعر صرف الليرة السورية التراجع اليوم الأحد مقابل العملات الأجنبية، وسط توقعات بطرح النظام ورقة نقدية جديدة بقيمة 10 ألاف ليرة رغم النفي الرسمي من البنك المركزي.
ورجّح المحلل المالي علي الشامي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن يلجأ المصرف المركزي إلى طرح أوراق نقدية كبيرة من فئة 10آلاف ليرة أو، على الأقل، مضاعفة طرح ورقة الخمسة آلاف التي طبعها في روسيا، وذلك لتسديد عجز الموازنة العامة للدولة.
واعتبر الشامي أن نفي المصرف المركزي، أمس، طباعة ورقة نقدية جديدة يستهدف تهدئة السوق النقدية، حيث سبق أن نفى العام الماضي طرح فئة الخمسة آلاف، لكننا وجدناها في السوق والتداول بعد شهرين من نفيه.

وكان حاكم مصرف سورية المركزي عصام هزيمة قد نفى صحة ما يجرى تداوله حول طباعة المصرف عملة ورقية من فئة عشرة آلاف ليرة سورية، مؤكداً خلال بيان نشره المصرف على صفحته في "فيس بوك" أنه " لا صحة مطلقاً لما يتم تداوله حول طباعة المصرف عملة ورقية من فئة عشرة آلاف ليرة سورية".
وبرر هزيمة، خلال البيان، عدم وجود ضرورة لطباعة فئات نقدية جديدة، لا سيما أن منظومة الدفع الإلكتروني الجاري العمل على تطبيقها ستخفف بشكل كبير من تداول النقود الورقية، مشيراً إلى استمرار العمل للمحافظة على استقرار أسعار الصرف وكبح التضخم.
كما نفي مصدر في مصرف سورية المركزي، الأول من أمس، صحة الصورة المتداولة على صفحات التواصل الاجتماعي لورقة نقدية من فئة 10 آلاف ليرة سورية.
ويتساءل الشامي من أين سيأتي النظام بمبلغ الموازنة العامة وكيف سيسدد العجز الذي أعلنته الحكومة فور إصدار مشروع الموازنة والمقدر بنحو 4118 مليار ليرة، والجميع يعلم ويلمس أن النظام عاجز عن مجاراة تكاليف المعيشة ورفع الرواتب، ففي الوقت الذي زادت فيه مصاريف الأسرة السورية عن 1.2 مليون ليرة شهرياً، لا يزال الراتب نحو 77 ألف ليرة.
ولم يستبعد المحلل السوري أن يلجأ نظام الأسد إلى "التعويم الموجه لليرة"، لأن الضائقة التي يعيشها والإفلاس والعجز حتى عن استيراد القمح والمحروقات، الأرجح أن تدفعه للقفز إلى الأمام، كأن يعوّم العملة أو يزيد طرح أوراق نقدية من فئات كبيرة، من دون أي معادل أو رصيد، سواء إنتاج وتصدير أو عملات أجنبية. الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة التضخم وارتفاع الأسعار، وبالتالي تفقير السوريين.

تراجع الليرة

وتشهد الليرة السورية، التي لم يزد سعر صرف الدولار عن 50 ليرة عام 2011، تراجعات مستمرة، إذ سجلت اليوم الأحد 3550 ليرة مقابل الدولار في دمشق، ونحو 3650 ليرة بالمناطق المحررة شمال غربي سورية، بحسب صاحب شركة الصرافة عبدو درويش، الذي أكد تراجع الطلب "إلى أقصى حد" على الليرة السورية، بل وزيادة التعامل بالدولار خلال الشهر الأخير، بعد تراجع سعر الليرة التركية التي تعتبر الرئيسية الأولى بالتداول، بحسب درويش.

وكانت حكومة النظام السوري قد أعلنت أخيراً عن مشروع موازنة العام 2022 بقيمة 13.325 تريليون ليرة سورية، بزيادة نحو 5 تريليونات عن موازنة العام السابق البالغة 8.5 تريليونات ليرة.
وأشار وزير المالية بحكومة الأسد كنان ياغي إلى أن العجز في مشروع الموازنة للعام القادم يقدر بنحو 4118 مليار ليرة، وأن حجم الدعم فيها يصل إلى 5530 مليار ليرة سورية، مدعياً أن تغطية العجز ستتم عبر اقتراض مبلغ 600 مليار ليرة عن طريق سندات خزينة، بالإضافة إلى موارد خارجية، والباقي سيتم تغطيته عن طريق مصرف سورية المركزي كاعتمادات مأخوذة من الاحتياطي في المصرف.

المساهمون