تنامي مخزون النفط يعزز توجه "أوبك+" مواصلة تخفيضات الإنتاج الطوعية

29 مايو 2024
منشأة لتخزين النفط الخام في كاشينغ، أوكلاهوما، 4 مايو 2020 (يوهانس إيزيل/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ارتفاع مخزونات النفط العالمية حتى إبريل بسبب ضعف الطلب وتغيير مسارات الناقلات، مما يدعم تخفيضات الإمدادات من "أوبك+" لدعم استقرار الأسعار.
- "أوبك+" تناقش تمديد التخفيضات الطوعية في اجتماع يونيو، وسط توقعات باستمرار الإنتاج محدودًا، رغم مؤشرات على استمرار ارتفاع المخزونات.
- أسعار النفط ترتفع بفضل توقعات باستمرار تخفيضات "أوبك+" وزيادة الطلب في موسم الصيف، مع ترقب لبيانات التضخم الأميركية التي قد تؤثر على أسعار الفائدة وأسعار النفط.

نقلت "رويترز" عن مندوبين ومحللين في "أوبك+"، قولهم إنّ ارتفاع مخزونات النفط العالمية حتى إبريل/نيسان الماضي، نتيجة ضعف الطلب على الوقود، من شأنه تعزيز المبررات لدى أعضاء التحالف للإبقاء على تخفيضات الإمدادات في اجتماع الثاني من يونيو/حزيران المقبل، علماً أن المجموعة التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء منهم روسيا، ستجتمع يوم الأحد القادم، لمناقشة سياسة الإمدادات، وقرار تمديد التخفيضات الطوعية.

وقالت مصادر في "أوبك+" في وقت سابق من الشهر الجاري إن المنتجين قد يبقون على تخفيضات الإنتاج. ويتباين مخزون النفط لدى الدول المستهلكة الكبرى وفقاً للعرض والطلب، وهو مؤشر أساسي في قطاع النفط إلى جانب مؤشرات أخرى، منها قوة أسواق النفط الخام الفعلية. وأظهرت بيانات أولية وردت في تقرير سوق النفط لمايو/أيار الصادر عن "أوبك" أن مخزونات النفط لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بلغت 2.79 مليار برميل في مارس/آذار، بزيادة 20 مليون برميل، على أساس شهري، ونحو 34 مليون برميل على أساس سنوي، رغم تخفيضات "أوبك+".

وقال مندوب في "أوبك+" طلب عدم نشر اسمه إن "الأمر مقلق". وفي الوقت نفسه، ذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقرير مايو أن إجمالي المخزونات العالمية ارتفع في مارس بما يعادل 34.6 مليون برميل، مقارنة بفبراير/شباط، مشيرة إلى ارتفاع حاد في مخزونات النفط العائم. وتقوم العديد من الناقلات برحلات أطول لتجنب البحر الأحمر، حيث تشن جماعة الحوثي اليمنية هجمات على السفن.

وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى وجود مؤشرات على ارتفاع المخزونات مجدداً في إبريل، مع تفريغ النفط الخام والوقود من الناقلات، وانخفاض الصادرات من روسيا وأميركا الشمالية والجنوبية. وقال مندوب ثان في "أوبك+": "السوق الفعلية تتلقى إمدادات جيدة، بينما يتباطأ الطلب". وذكرت وكالة الطاقة أن مخزونات الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ارتفعت في مارس للمرة الأولى منذ نوفمبر/تشرين الثاني، كما أشارت، على عكس "أوبك"، إلى أن مخزونات دول المنظمة عند أدنى مستوياتها في 20 عاماً.

وتعلن كل من وكالة الطاقة الدولية ومنظمة أوبك تقديراتها الخاصة إلا أن كلتيهما تميل إلى مراجعة تلك التقديرات مع توفر مزيد من البيانات، وهو ما يقلص الفجوة بين التقديرات لاحقاً. وذكرت وكالة الطاقة الدولية، نقلاً عن بيانات من شركة كايروس الاستشارية لتحليل بيانات الطاقة، أن مخزونات الخام خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية زادت مليوني برميل في مارس، ونحو 48.5 مليون برميل في إبريل، مضيفة أن معظم الزيادة حدثت في الصين.

وفي هذا الصدد، قال توماس فارجا من شركة "بي في إم" للوساطة النفطية: "أرى أن من غير المرجح أن تزيد أوبك+ من المعروض النفطي حتى ظهور مؤشرات واضحة على سحب المخزونات". إلى ذلك، ارتفعت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، بفضل توقعات بأن المنتجين الرئيسيين سيواصلون تخفيضات الإنتاج في اجتماع تحالف "أوبك+" المقرر يوم الأحد، وكذلك التوقعات بزيادة استهلاك الوقود، مع انطلاق موسم ذروة الطلب في الصيف. وزادت العقود الآجلة لبرميل خام برنت تسليم يوليو/تموز 15 سنتاً 0.2% إلى 84.37 دولاراً بحلول الساعة 03:04 بتوقيت غرينتش. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر يوليو 0.3% إلى 80.08 دولاراً. وارتفع كلا الخامين القياسيين 1% أمس الثلاثاء.

وينتظر المستثمرون أيضاً بيانات التضخم الأميركية هذا الأسبوع التي قد تؤثر بالتوقعات بشأن تخفيضات مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة التي قد تكون إيجابية لأسعار النفط. ومن المقرر صدور تقرير مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة لشهر إبريل في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وهو مقياس التضخم المفضل لدى البنك المركزي. ومن المتوقع أن يظل التضخم دون تغيير على أساس شهري. وقد تأرجحت التوقعات بشأن توقيت تخفيض أسعار الفائدة، في ظل قلق صناع السياسات، إذ لا تزال البيانات تشير إلى استمرار التضخم.

(رويترز)

المساهمون