تمر عملة بيتكوين المشفرة في مرحلة من التخبط الكبير، ومعه يرتبك المستثمرون في السوق الرقمية ما بين شراء وبيع. فقد خاض هؤلاء رحلة أخرى من الانخفاضات المفاجئة في سعر بيتكوين نهاية الأسبوع الماضي، بعدما تراجع إلى 32 ألف دولار قبل أن يتعافى قليلاً يوم الإثنين، ليدور حول سعر 37 ألف دولار ظهر الثلاثاء.
هذه التقلبات، قادت المستثمرين إلى خسائر كبيرة، ودفعت الكثيرين إلى الخروج من سوق العملات المشفرة، بعد هبوط سعر عملتهم الشهيرة عن أعلى مستوى بلغته في إبريل/ نيسان الماضي عند 65 ألف دولار.
وتراجعت القيمة الإجمالية لجميع العملات المشفرة بأكثر من 400 مليار دولار في الأيام السبعة الماضية، وفقًا لـ"كورين ماركت كاب"، وهو موقع يتتبع أسعار العملات المشفرة.
تراجعت القيمة الإجمالية لجميع العملات المشفرة بأكثر من 400 مليار دولار في الأيام السبعة الماضية لأسباب عدة أبرزها تغريدات ماسك الأخيرة
ويأتي الانخفاض في أسعار العملات المشفرة بعد تظافر العديد من العوامل، أبرزها تغريدات وتصريحات الملياردير والمدير التنفيذي لشركة "تيسلا" للسيارات الكهربائية، أيلون ماسك.
فقد أعلن الأخير في فبراير/ شباط الماضي أن شركة "تيسلا" اشترت بيتكوين بقيمة 1.5 مليار دولار وأكد أن الشركة ستقبل هذه العملة المشفرة في عملياتها التجارية مع الزبائن، ما دفع العملة المشفرة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. وفي 12 مايو/ أيار أعلن ماسك أن الشركة علقت قبول البيتكوين كدفعة لمركباتها.
وشرح على تويتر: "نحن قلقون بشأن الزيادة السريعة في استخدام الوقود الأحفوري لتعدين البيتكوين، وخاصة الفحم". هذه التغريدة كانت كفيلة بتغيير مزاج المستثمرين نحو عمليات بيع واسعة النطاق، ما هبط بالعملة المشفرة إلى مستويات قاسية.
ولكن يوم الإثنين، عاد ماسك ليتلاعب بالسوق، معلناً أيضاً في تغريدة أنه تحدث مع عمال مناجم البيتكوين في أميركا الشمالية حول عمليات الطاقة المتجددة، وأنهم التزموا بنشر بيانات حول استخدامات هذه الطاقة في التعدين.
إلا أن السوق لم يتجاوب عملياً مع تطمينات ماسك، حيث استمر في طريق التراجع. ولكن تغريدات أيلون ماسك ليست الوحيدة التي أثرت على سعر بيتكوين.
فقد أعلن مسؤولو وزارة الخزانة الأميركية عن خطة جديدة للامتثال الضريبي لجمع 700 مليار دولار إضافية، بما في ذلك إجراءات لتعزيز متطلبات الإبلاغ عن العملات المشفرة. في إطار المبادرة التي أعلن عنها الخميس الماضي، سيُطلب من الشركات التي تتلقى عملة مشفرة بقيمة سوقية عادلة تزيد عن 10 آلاف دولار أن تزود دائرة الإيرادات الداخلية بمزيد من المعلومات المالية.
في نفس اليوم، قال مسؤولون في بنك كندا إن التطور السريع لأسواق العملات المشفرة "يمثل نقطة ضعف مالية ناشئة".
ووفق موقع "واشنطن بوست" الأميركي، فإن قلق المستثمرين يتزايد أكثر، بعد المقترحات الحكومية التي تم طرحها يوم الجمعة والتي ستحد من عمليات تبادل العملات المشفرة الموجودة في هونغ كونغ لخدمة المستخدمين المحترفين فقط، أي أولئك الذين لديهم بالفعل محفظة استثمارية كبيرة.