تصعيد مفاجئ لإضراب عمال السيارات بأميركا

12 أكتوبر 2023
إضراب عمال السيارات يطاول مصنع "فورد موتورز" بولاية كنتاكي الأميركية (Getty)
+ الخط -

صعدت نقابة عمال السيارات المتحدين الأميركية إضرابها بصورة غير متوقعة، حيث أمرت العاملين بمصنع سيارات "فورد موتورز" للدفع الرباعي والشاحنات الصغيرة، المعروف بربحيته العالية، بالمشاركة الفورية في الإضراب، اعتباراً من مساء الأربعاء.

وبدأ الإضراب في الساعة السادسة والنصف مساء الأربعاء، بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، في المصنع المتخصص في تصنيع الشاحنات من نوع "بيك آب  فورد سوبر ديوتي"، بالإضافة إلى فورد "إيكسبديشن" و"لينكولين نافيغاتور"، والذي يوظف 8700 عضو في نقابة عمال السيارات المتحدين.

ويأتي الإضراب في هذا المصنع، الذي يعد أكبر مصانع الشركة من حيث التوظيف والإيرادات، كتصعيد كبير في الإضرابات المستهدفة أو "الاحتياطية" التي قامت بها نقابة عمال السيارات المتحدين، كما أنه يمثل تحولًا في الاستراتيجية، حيث لم يتم الإعلان عن الهدف من الإضراب قبل حدوثه، على عكس الإضرابات السابقة.

وقال مصدر في فورد إن النقابة أبلغت الشركة في وقت مبكر من بعد ظهر الأربعاء أنها تريد عرضًا اقتصاديًا جديدًا بحلول الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت الشرقي، متبوعًا بطلب اجتماع الساعة 5:30 مساءً. وقال المصدر، الذي وافق على التحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، حيث إن المحادثات كانت خاصة، إن الاجتماع استمر أقل من 10 دقائق، قبل أن يعلن شين فاين، رئيس النقابة، أن الشركة "خسرت مصنع كنتاكي".

وقالت النقابة في بيان لها إن الدعوة إلى الإضراب جاءت بعد أن رفضت فورد القيام بمزيد من التفاهمات في المفاوضات. وتمثل هذه الخطوة المفاجئة مرحلة جديدة ضمن المسارات البديلة للنقابة.

وقال مصدر مطلع على المحادثات في نقابة السيارات إن فورد لم تقدم أي أموال إضافية إلى صفقتها المقترحة، الأمر الذي أدى إلى تصعيد الإضراب. وأضاف المصدر أن الاتحاد كان يتوقع أن تقوم فورد بتعزيز عرضها الاقتصادي السابق.

وردت فورد أن "قرار النقابة بالدعوة إلى الإضراب في مصنع شاحنات فورد بكنتاكي هو قرار غير مسؤول إلى حد كبير، ولكنه كان متوقعاً نظرًا لاستراتيجية قيادة النقابة المعلنة المتمثلة في" الإضرار بالسمعة "و"الفوضى الصناعية".

ويشير الجزء الأخير من البيان إلى رسائل خاصة مسربة الشهر الماضي، ناقش فيها مدير الاتصالات في نقابة السيارات المتحدة، جونا فورمان، الموقف العام للنقابة من القضايا والإضرابات المستهدفة على أنها تسبب "ضررًا متكررًا للسمعة وفوضى تشغيلية" لشركات صناعة السيارات.

وجادلت الشركات بأن الرسائل، وكذلك تصرفات النقابة، تظهر أن مفاوضي النقابة لم يكونوا مهتمين أبدًا بالتوصل إلى اتفاق مع شركات صناعة السيارات في ديترويت.

وقال رئيس نقابة عمال السيارات المتحدة شون فاين يوم الأربعاء إن الإضراب في مصنع فورد هو تصعيد كبير في المفاوضات مع الشركة. وأضاف فاين أن النقابة كانت واضحة بشأن مطالبها، لكنها شعرت أن فورد لم تأخذها على محمل الجد. مضيفًأ إن الإضراب، الذي شارك فيه 8700 عامل، سيساعد فورد على فهم أهمية الحصول على عقد عادل.

وقالت فورد إن الإضراب الجديد يعرض للخطر ما يقرب من اثنتي عشرة عملية إضافية في شركة صناعة السيارات و"العديد من عمليات الموردين التي توظف معًا أكثر من 100 ألف شخص".

وقالت فورد إنها قدمت "عرضًا رائعًا" و"كانت تتفاوض بحسن نية هذا الأسبوع بشأن مصانع البطاريات المشتركة"، والتي كانت محور المحادثات مؤخرًا.

ووافقت شركة جنرال موتورز الأسبوع الماضي على إدراج العاملين في مصنع بطاريات السيارات الكهربائية التابع لها في العقد الوطني للشركة مع النقابة، وهو ما وصفه فاين بأنه "فوز هام".

وقال فاين إن النقابة تتوقع أن تحذو شركتا ستيلانتيس، الشركة الأم لشركة كرايسلر، وفورد حذوها، بما في ذلك عمال مصنع البطاريات، في اتفاقيات العقود النهائية.

وقامت نقابة السيارات بزيادة الإضرابات تدريجيًا منذ بدئها بعد فشل الجانبين في التوصل إلى اتفاقيات مبدئية بحلول 14 سبتمبر/أيلول.

المساهمون