تسلا تخسر مليار دولار بسبب حريق مصنعها الألماني... والتحقيق يتوسّع

07 مارس 2024
ترى مجموعات بيئية أن توسيع مصنع تسلا الألماني سيتسبب بأضرار كبيرة (Getty)
+ الخط -

قدّر مدير شركة تسلا الأميركية لصناعة السيارات الكهربائية في ألمانيا أندريه تيريغ بمليار يورو الأضرار التي طاولت مصنعها بسبب حريق، يوم الثلاثاء، في غرونهايده قرب برلين.

ورجّح أن يبقى الإنتاج في المصنع متوقفاً حتى الأسبوع المقبل. وأدرج الخسائر من تجميد مبيعات المركبات وتعطيل الموظفين من بين أمور أُخرى، وأن تعاني الشركة من أضرار اقتصادية كبيرة، فيما عمد الادعاء العام الألماني إلى التوسّع في التحقيق. 

وفي الإطار، نقلت "شبكة التحرير الألمانية"، يوم الخميس، عن المتحدثة باسم مكتب الادعاء العام في فرانكفورت كارولا أوكس قولها إن التحقيق في حريق تسلا يجري أيضا بسبب تعطل العمليات العامة والإحراق المتعمّد، والتوسع في التحقيق مستمر في جميع الاتجاهات وضد مجهولين.

كما أفادت الشبكة بأن الشرطة تتجه إلى جمع أدلة من الشهود في تحقيقاتها، وكل ما يفيد في تقديم معلومات عن المشتبه بهم.

ويشتبه ميشائيل شتوبغن، وزير داخلية ولاية براندبورغ التي يتبع لها مصنع تسلا، بأن الجناة موجودون في برلين، مشيراً في تصريح لقناة دويتشلاند فونك، اليوم الخميس، إلى مجموعة فولكان اليسارية المتطرفة التي لها سوابق في تنفيذ هجمات على البنية التحتية للطاقة في البلاد.

وبيّن أن خطاب مسؤوليتها عن الحريق حقيقي، استناداً إلى أن أمن الدولة في الشرطة الجنائية بالولاية اعتبر أن الخطاب يحتوي على معلومات عن الهجوم لا يمكن أن يعرفها إلا الجناة أنفسهم.

إلا أن أرقام خسائر الشركة "مبالغ فيها"، وفقاً لخبراء. فقد نسبت شبكة "إن تي في" الإخبارية إلى الخبير في مجال صناعة السيارات فرديناند دودنهوفر قوله إن توقف إنتاج شركة تسلا والتعطيل بعد التخريب المتعمد على خط نقل الجهد العالي والعامود الكهربائي الخاص بالمصنع يُفضيان إلى خسارة كاملة للإنتاج مدة أسبوع، بأضرار ربما تصل إلى 100 مليون يورو.

والمبلغ المعلن والمقدر بتسعة أرقام هو فعلاً رقم كبير برأيه، وهو أمر لا يمكن فهمه إلا إذا كانت هناك أضرار كبيرة جداً للآلات نتيجة الحريق في تسلا.

وأضاف أن بإمكان تسلا التعويض عن التعطيل والانقطاع، لا سيما أن سوق السيارات الكهربائية سيئ في الوقت الحالي، حيث انخفض تسجيل المركبات في ألمانيا 22% في فبراير/شباط 2024، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.

ويصنع خط الإنتاج في غرونهايده نحو 6 آلاف سيارة كهربائية أسبوعياً، فيما يتراوح سعر السيارة من طراز "واي" التي تُنتج في المصنع الوحيد في أوروبا بين 45 ألفاً و60 ألف يورو.

ولا يزال نظام الأمان في المنشأة الصناعية يعمل بشكل سليم ولم يصب أحد ولم تتضرر أجهزة التكنولوجيا.

وكانت وزيرة الداخلية الفيدرالية نانسي فيزر قد أدانت بشدة هجوم الحريق المتعمد على البنية التحتية للكهرباء التابعة لمصنع تسلا، معتبرة أن الجريمة لا يمكن تبريرها، وأنه يجب التأكد مما إذا كانت هناك أبعاد سياسية لعملية التخريب. 

وقالت أنه إذا ما ثبت بالفعل وجود دوافع يسارية متطرفة وراء الحريق المتعمد، فهذا دليل إضافي على أن المشهد اليساري المتطرف لا يخجل من الهجمات على البنية التحتية الحيوية للطاقة.

تجدر الإشارة إلى أن احتجاجات على خطة توسيع المصنع بدأت منذ أيام، إذ يحتل نحو 100 شخص من ناشطي البيئة الغابات القريبة من المصنع، وشيدوا خيمهم في المكان اعتراضاً على ذلك، وسُمح لهم بحق البقاء أولا حتى يوم 15 مارس/آذار الحالي لسلميّته.

لكن الآن تريد حكومة الولاية إعادة النظر في قرارها والتحقق وإعادة تقييم للوضع بخصوص معسكر الاحتجاج.

ووفق وزير الاقتصاد في الولاية يورغ شتاينبخ، فإن هذا يمكن أن يعني أيضاً نهاية التسامح، وبالتالي إزالة المخيم وتفريق المعترضين.

المساهمون