تراجع صادرات النفط الليبي 81% الأسبوع الماضي بسبب أزمة المصرف المركزي

11 سبتمبر 2024
الموانئ الليبية شحنت 194 ألف برميل يومياً الأسبوع الماضي، البريقة 24-9-2020 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تراجع صادرات النفط الليبي**: انخفضت صادرات النفط الليبي بنسبة 81% الأسبوع الماضي بسبب أزمة السيطرة على مصرف ليبيا المركزي وإيرادات النفط، مما أدى إلى إعلان الفصائل في شرق البلاد وقف إنتاج النفط تماماً.

- **تأثير الأزمة على الإنتاج**: شحنت الموانئ الليبية 194 ألف برميل يومياً في المتوسط، بانخفاض كبير عن الأسبوع السابق. رغم الاتفاق على تعيين محافظ جديد لمصرف ليبيا المركزي، لا يزال الوضع غامضاً.

- **بدائل النفط الليبي واهتمام تركيا**: دعم تعليق صادرات النفط الليبي أسعار خامات من أذربيجان وأفريقيا والولايات المتحدة. تركيا أبدت اهتماماً بالتنقيب عن الطاقة قبالة سواحل ليبيا والصومال.

أظهرت بيانات من كبلر أن صادرات النفط الليبي تراجعت بنحو 81% الأسبوع الماضي، بعد أن ألغت المؤسسة الوطنية للنفط شحنات وسط أزمة تتعلق بالسيطرة على مصرف ليبيا المركزي وإيرادات النفط. وبدأت الأزمة الشهر الماضي عندما تحركت فصائل متمركزة في غرب البلاد لإطاحة محافظ مصرف ليبيا المركزي المخضرم، ما دفع الفصائل في شرق البلاد إلى إعلان وقف إنتاج النفط تماماً.

وتعتمد ليبيا على قطاع النفط مصدراً رئيساً للدخل، حيث تسهم عائداته في تمويل الميزانية العامة وتغطية مختلف النفقات الحكومية. وتملك ليبيا أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط الخام في أفريقيا، حيث تبلغ 48.4 مليار برميل. ويعد قطاع الهيدروكربونات العمود الفقري للاقتصاد الليبي، حيث تقدم صادرات النفط أكثر من 90% من الإيرادات الحكومية وأكثر من 95% من عائدات التصدير. 

وأظهرت بيانات كبلر أن الموانئ الليبية شحنت 194 ألف برميل يومياً في المتوسط من الخام الأسبوع الماضي، بانخفاض نحو 81% مقارنة بما يزيد قليلاً على مليون برميل يومياً في الأسبوع السابق. ورغم إعلان الهيئتين التشريعيتين في ليبيا الأسبوع الماضي، الاتفاق على تعيين محافظ لمصرف ليبيا المركزي بشكل مشترك خلال 30 يوماً، فإن الوضع لا يزال غامضاً وضبابياً. وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، التي تحاول تهدئة الأزمة، أمس الثلاثاء، إنها ستستأنف اليوم الأربعاء، تسهيل المحادثات بين الفصائل الليبية في طرابلس.

وقالت مصادر تجارية مطلعة إن المؤسسة الوطنية للنفط المسؤولة عن إدارة موارد الوقود الأحفوري في ليبيا لم تعلن حالة القوة القاهرة على جميع عمليات التحميل في الموانئ، واختارت حتى الوقت الراهن استخدام هذا الإجراء على شحنات منفصلة. ولم ترد المؤسسة المملوكة للدولة حتى الآن على طلب للتعليق أُرسل لها اليوم الأربعاء. 

وأعلنت المؤسسة حالة القوة القاهرة على إنتاج الخام في حقل الفيل النفطي في الثاني من سبتمبر/ أيلول وعلى الصادرات من حقل الشرارة في السابع من أغسطس/ آب، وذلك قبل اندلاع الأزمة حول قيادة مصرف ليبيا المركزي. وأفادت وكالة رويترز بأن المؤسسة الوطنية للنفط ألغت الأسبوع الماضي عدة شحنات من ميناء السدرة. وقال مصدران تجاريان لرويترز، إن المؤسسة ألغت أيضاً شحنات من خامي آمنة والبريقة.

وأوضح مصدر في المؤسسة أنه سُمح لبعض الناقلات بتحميل النفط الليبي الخام من المخزون في الموانئ الليبية للوفاء بالتزامات تعاقدية وتجنب عقوبات مالية. وقالت المؤسسة في 28 أغسطس/آب إن إنتاج النفط انخفض عن المستويات المعتادة بأكثر من النصف إلى نحو 590 ألف برميل يومياً. ولم يتضح على الفور أين وصلت مستويات الإنتاج في الوقت الحالي. 

بدائل النفط الليبي

وقال متعاملون ومحللون أول من أمس الاثنين، إن تعليق صادرات النفط الليبية دعم أسعار خامات من أذربيجان وأفريقيا والولايات المتحدة. وأكد باتريسيو فالديفيسو من شركة ريستاد إنرجي للاستشارات أن خام أذربيجان ومزيج الصحراء الجزائري سيكونان الخيارين الرئيسيين للمصافي في الشحنات المقرر تحميلها في أكتوبر/تشرين الأول بدلاً من الخام الليبي. وأضاف أن شحنات سبتمبر/أيلول من خام غرب أفريقيا أو خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ميدلاند غير المبيعة في التعاملات الفورية قد تحل أيضاً محل الخام الليبي في الأمد القريب.

وقال مات سميث، المحلل لدى شركة كبلر، إن "الخام الأميركي بديل جيد للخام الليبي الخفيف، ويمكنه قطع الرحلة بسرعة جيدة عبر المحيط الأطلسي". وارتفعت واردات أوروبا من خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند إلى 1.43 مليون برميل يومياً في أغسطس/آب بزيادة 24% على أساس شهري، وهو ما يدعمه جزئياً انقطاعات ليبيا التي بدأت بحقل الشرارة في أوائل أغسطس/آب، وفقاً لبيانات كبلر.

تركيا مهتمة بالتنقيب البحري عن النفط الليبي

في السياق، قال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، اليوم الأربعاء، إن بلاده مهتمة بعرض من طرابلس للتنقيب عن الطاقة قبالة سواحل ليبيا. وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول الرسمية للأنباء: "عرضت ليبيا علينا العمل بسفننا الخاصة بالمسح الزلزالي قبالة سواحلها. بصراحة، نحن متحمسون لهذا. لذا يمكننا أن نذهب إلى قبالة السواحل الليبية لإجراء أعمال المسح الزلزالي".

وفي عام 2020، أرسلت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي عسكريين إلى ليبيا لتدريب ودعم الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً التي تتخذ من طرابلس مقراً في مواجهة قوات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر. وفي وقت لاحق من ذلك العام، أبرمت مع طرابلس اتفاقية لترسيم الحدود البحرية، أثارت خلافاً مع مصر واليونان. وفي عام 2022، وقعت أنقرة وطرابلس اتفاقاً مبدئياً بشأن استكشاف الطاقة، وعارضته مصر واليونان أيضاً. وقال بيرقدار إن تركيا مهتمة أيضاً بمشاريع أخرى في ليبيا وتبحث عن "المشروع والشريك المناسبين".

وتركيا على خلاف مع اليونان، وهي أيضاً عضو في حلف شمال الأطلسي، بشأن السيادة البحرية في شرق البحر المتوسط. وتسببت النزاعات على التنقيب عن الطاقة في توتر العلاقات بين أنقرة وأثينا والاتحاد الأوروبي، لكن العلاقات تحسنت في السنوات القليلة الماضية مع انحسار التوتر. وقال بيرقدار أيضاً إن تركيا مهتمة بحقول الغاز قبالة سواحل مصر، التي بدأت أنقرة أخيراً بإصلاح العلاقات معها بعد عقد من الخلاف. وأضاف أن البلدين يعملان على مشروع يتعلق بحصول القاهرة على الغاز ويتضمن وحدات تركية عائمة للتخزين وإعادة التغويز.

وأضاف أيضاً أن أنقرة تسعى لإرسال سفينة الاستكشاف عروج ريس إلى الصومال بحلول أكتوبر/ تشرين الأول، لإجراء أعمال مسح زلزالي هناك ضمن اتفاق تعاون في مجال الهيدروكربون بين البلدين.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون