تراجع سوري في تأسيس الشركات بتركيا

أشارت أرقام تركية رسمية إلى حدوث تراجع في استثمارات السوريين الجديدة داخل تركيا، وحسب الأرقام فقد بلغت حصة السوريين من الشركات التي تأسست في تركيا، خلال الربع الأول من العام الجاري، 124 شركة برأسمال 58 مليون ليرة تركية (الدولار = نحو 8.25 ليرات)، ليتراجع السوريون ولأول مرة منذ خمسة أعوام، إلى المركز الثاني بعد الإيرانيين الذين أسسوا 200 شركة حتى نهاية آذار/مارس الماضي.
وكشفت بيانات رسمية تركية أن الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي 2021، شهدت تأسيس 3 آلاف و218 شركة مع شركاء أجانب، برأسمال يقترب من 2.2 مليار ليرة، منها 333 شركة مساهمة بدأت العمل و2885 شركة محدودة، في حين بلغت نسبة رأس المال الأجنبي 88.14 بالمائة من رأس المال الكلي للشركات المؤسسة "بعضها بشراكات مع رأسمال تركي"، وذلك وفقاً لإحصاءات اتحاد الغرف وبورصات السلع في تركيا.
وبينت المصادر الرسمية التركية أن رأس المال الإيراني حل أولاً بتأسيس 200 شركة تلاه رأس المال السوري بتأسيس و124 شركة ثم الأردني بـ84 شركة وليبيا 73 شركة، لتأتي ألمانيا وباكستان بالمرتبة الخامسة.

وكشفت إحصاءات اتحاد الغرف التركية أن إسطنبول جذبت 2031 شركة برأسمال 1.8 مليار ليرة، لتحتل المرتبة الأولى بتأسيس شركات برأسمال أجنبي، تلتها أنطاليا بـ 158 شركة، وأنقرة 145، ومرسين 118.
ويقول الاقتصادي التركي، خليل أوزون، لـ"العربي الجديد" إن أزمة كورونا لم تؤثر على جذب الشركات والرساميل الأجنبية بشكل عام، بل إن الربع الأول من هذا العام، شهد زيادة في تأسيس الشركات عن مثيله من العام الماضي، وقت لم تزد الشركات عن 3160 شركة 1.1 مليار ليرة.

الأرشيف

التحديثات الحية

اقتصاد سورية بيد رجال أعمال النظام

واعتبر أن اللافت هذا العام هو قدوم رأسمال خليجي ومصري كبير، رغم التوتر السياسي، فالمصريون أسسوا خلال الربع الأول من العام الجاري 67 شركة والسعوديون 41 شركة والإماراتيون 41 شركة، لكن الشركاء في قطر حلوا أولاً لجهة رأس المال بنحو 815 مليون ليرة.

وحول تراجع الشركات السورية التي احتلت المرتبة الأولى خلال الأعوام الخمسة السابقة، يقول أوزون إن لوباء كورونا السبب الأهم، فمشاركة السوريين خلال السنوات السابقة بالاقتصاد التركي، كانت ملحوظة نظراً لعددهم الكبير في تركيا، فهم نحو 3.6 ملايين سوري منهم أكثر من 700 ألف عامل، بدأت مساهمتهم في الاقتصاد تظهر بعد السنوات الأولى من استضافتهم في تركيا.
ويضيف أنه في عام 2014، بلغت مساهمة السوريين نحو 90 مليون دولار ارتفعت بعد ذلك في الأعوام التالية، حتى وصلت المساهمة بالاقتصاد في نهاية العام الماضي، إلى نحو 4 مليارات دولار، وعدد الشركات التي يملكها سوريون بلغ 13 ألفًا و880 شركة، بنسبة 29% من مجموع الشركات المملوكة لأجانب في تركيا.
وحسب تصريح سابق لرئيسة الرابطة الدولية للهجرة واللاجئين والنائبة بحزب العدالة والتنمية، ساري أيدن، فإن رجال الأعمال السوريين ساهموا بتوفير 100 ألف وظيفة، واستثمروا 3.5 مليارات دولار في سبع سنوات، نافيا وجود أي تحيز من الدولة التركية للسوريين، كما تقول المعارضة. وأوضحت أيدن أن نسبة من يؤسسون شركات من السوريين بدعم من الدولة تتراوح بين 10 و17% فقط، لكن معظم السوريين جلبوا أموالهم معهم.