تراجع التضخم السنوي في تركيا عشر نقاط إلى 61,78%

05 اغسطس 2024
توقعات تركيا بمزيد من انخفاض معدلات التضخم / إسطنبول 28 فبراير 2024 (Getty)
+ الخط -

عزّز تراجع نسبة التضخم عن شهر يوليو/ تموز الماضي آراء المتفائلين بنجاعة الخطة الاقتصادية التي أعلنتها الحكومة التركية، قبل عام، والتي تهدف، على المدى المتوسط والبعيد، إلى إيصال التضخم لخانة الآحاد، بنهاية عام 2026 بعد بلوغ التضخم 25% نهاية العام المقبل وتحسين سعر صرف الليرة التركية التي سجلت اليوم الاثنين 33.334 ليرة مقابل الدولار، متراجعة عن سعر نهاية الأسبوع الماضي، حين لم يزد سعر صرف الدولار عن 32.9 ليرة تركية.

وكشف معهد الإحصاء التركي (TUIK)، اليوم الاثنين، عن تراجع نسبة تضخم أسعار المستهلكين في تركيا من 71.60 % في شهر يونيو/ حزيران إلى 61.78 % في يوليو /تموز على أساس سنوي، موضحاً استمرار ارتفاع معدل التضخم بالبلاد، على أساس شهري في يوليو إلى 3.23%، وذلك لاستمرار زيادة الأسعار في قطاعات التعليم والإسكان والفنادق.

وتشير البيانات التركية الرسمية إلى استمرار زيادة أسعار الخدمات الصحية والتعليم والإسكان والفنادق والمطاعم على أساس سنوي، إلا أن التضخم جاء أقل من التوقعات واستطلاعات الرأي التي ذهبت إليها وكالة رويترز على سبيل المثال بانخفاضه إلى 62.1 % في يوليو وزيادته على أساس شهري إلى 3.45 %. ومن المتوقع أن ينخفض التضخم على أساس سنوي إلى 42.2 % بحلول نهاية العام الجاري.

وكتب وزير الاقتصاد محمد شيمشك على شبكة اكس إن "التضخم السنوي آخذ في التراجع. ... ما زلنا نتلقى نتائج إيجابية في جميع مجالات برنامجنا والهدف الرئيسي منه هو خفض التضخم. وسيكون خفض التضخم ملحوظاً بشكل أكبر في الفترة المقبلة".

وسبق لخبراء واقتصادييين أن توقعوا، بعد الإجراءات الحكومية التركية، استمرار انخفاض التضخم، بعد أن سجل في مايو/ أيار أعلى مستوى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2022. ومن المتوقع أن ينخفض إلى 42.6% بحلول نهاية عام 2024. بينما توقع البنك المركزي التركي أن يبلغ التضخم 43.5% في نهاية 2024، ثم 25.5% في نهاية 2025. 

ويقول المحلل التركي باكير أتاجان لـ"العربي الجديد" إن "عملية خفض التضخم بدأت بالتدحرج، فمنذ الشهر الماضي بدأ التضخم بالتراجع من نحو 75 % إلى نحو 71 % ورأينا، وفق بيانات اليوم، استمرار التراجع إلى 61.7% ما يزيد الثقة بوصول التضخم وسعر الصرف، كما جاء بالخطة الاقتصادية. وإن تأخر تنفيذ الخطة قليلاً، نتيجة الظروف الدولية والإقليمية التي تعيق التجارة والاستثمارات والسياحة بدافع المخاوف من الحرب".

ويضيف مدير أكاديمية فكر أتاجان أن "نتائج البرنامج الاقتصادي، خاصة على صعيد زيادة التوظيف والإنتاج والتصدير، بدأت تظهر على أرض الواقع، معتبراً أن التشدد النقدي وتدابير خفض الانفاق الحكومي زادتا من الثقة، محلياً ودولياً، وتجلى ذلك بزيادة الاستثمارات لتركيا وتحسين تصنيفها الائتماني".

وحول توقعاته لسعر الفائدة وتحسّن سعر الليرة، يضيف المحلل التركي أن "المصرف المركزي يثبت سعر الفائدة عند 50% منذ ثلاث جلسات، ولكن، أتوقع بدء تخفيض سعر الفائدة، بنسب قليلة، بداية من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل"، وتبقى للتبدلات الإقليمية برأي أتاجان "دور مهم بسعر صرف الليرة، وذلك وفق تدفق الصادرات وقدوم السياحة، لأن كلا القطاعين هما الأساس بضخ العملة الأجنبية بالسوق وبالتالي توازن المعروض النقدي والمساهمة بتحسن سعر الصرف".

ويشير المتحدث إلى أنّ "الحكومة التركية واتحاد العمال لم يرفعا الحد الأدنى للأجور بالقطاع الخاص الشهر الماضي، رغم زيادة تكاليف المعيشة، كي لا يزيد العرض النقدي بالعملة التركية وتؤثر على خطة الحكومة بتحسين سعر صرف الليرة".