أظهرت بيانات تتبّع السفن أن كميات قياسية من الديزل الروسي تدفقت إلى الشرق الأوسط في مارس/ آذار، إذ استغل التجار فرصة الأسعار المنخفضة لتخزين الوقود في الفجيرة في الإمارات، وكذلك في السعودية، ما عزز الصادرات.
وتتحول منطقة الشرق الأوسط سريعاً إلى مورد رئيسي للوقود الصناعي إلى أوروبا وأفريقيا، مع إضافة مخزونات إلى آسيا، إذ أضافت الواردات الروسية إلى زيادة في إنتاج المصافي السعودية والكويتية.
ويؤدي ذلك عملياً إلى إخراج مصدري الديزل الآسيويين من تلك الأسواق، ما يزيد من الضغط على الأسعار وهوامش التكرير في الشرق التي تحوم بالفعل قرب أدنى مستوياتها في أكثر من عام.
وأظهرت بيانات تتبّع السفن من "رفينيتيف" و"كبلر" و"فورتكسا" أنه أُفرِغ ما لا يقل عن 500 ألف طن من الوقود في الفجيرة والسعودية في مارس/ آذار، مقارنةً بعدم وصول أي شحنات وقود روسي تقريباً قبل عام.
واستحوذ الشرق الأوسط على ما يزيد قليلاً على 10% من الصادرات الروسية التي حُمِّلَت في فبراير/شباط ومارس/ آذار.
وحظر الاتحاد الأوروبي واردات الخام، ثم المنتجات النفطية الروسية في ديسمبر/ كانون الأول وفبراير/ شباط على الترتيب، ما أجبر موسكو على توجيه الشحنات لمناطق أخرى.
وزادت قيود مفروضة على تقديم شركات غربية لخدمات التأمين والسفن لروسيا من صعوبة مهمة بيع النفط الروسي، وفضل التجار تخزين النفط في مراكز مثل الفجيرة قبل إعادة تصديره.
واردات سعودية قياسية
استوردت السعودية 261 ألف طن من الديزل الروسي في مارس/ آذار وأوائل إبريل/ نيسان، وهي أكبر كمية تتلقاها من روسيا على الإطلاق.
وأظهرت بيانات رفينيتيف وفورتكسا أن إحدى الشحنات توجهت إلى ميناء رأس تنورة، بينما فُرِّغَت ثلاث شحنات في جدة.
وقال متعاملان إن شحنات الديزل الروسية تحميل مارس/ آذار جرى تداولها بسعر يراوح بين 60 و70 دولاراً للبرميل على أساس التسليم على ظهر السفينة (فوب)، وهو ما يعادل خصماً بمقدار 20 دولاراً للبرميل تقريباً عن خامات الشرق الأوسط القياسية.
ويقلّ هذا عن السقف السعري البالغ مئة دولار للبرميل الذي حددته مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، ويسمح للتجار بالحصول على خدمات السفن والتأمين الغربية.
قال مارك ويليامز، مدير الأبحاث في مؤسسة وود ماكنزي: "يجب أن تكون الخصومات كبيرة نظراً لمعدلات أسعار الشحن والمخاطرة (الكبيرة) لضمان بقاء التكاليف أقل من سعر البرميل البديل".
صادرات الشرق الأوسط
أظهرت بيانات من رفينيتيف أن صادرات الديزل الشهرية من الشرق الأوسط إلى شمال غرب أوروبا تجاوزت في المتوسط مليون طن في الربع الأول من عام 2023 ارتفاعاً من 785 ألف طن شهرياً في الربع الأخير من 2022.
وأظهرت البيانات أيضاً أن شحنات تحميل مارس/ آذار التي صُدِّرَت إلى أفريقيا بلغت أعلى مستوى في أربعة أشهر عند 2.57 مليون طن، ارتفاعاً من متوسط شهري بلغ 1.3 مليون طن تقريباً في 2022 وسجلت الكميات إلى آسيا مستوى مرتفعاً جديداً لشهر مارس/ آذار.
وقال محللو "إنرجي أسبكتس" في مذكرة إن "صادرات الشرق الأوسط ارتفعت إلى آسيا إلى 150 ألف برميل يومياً في مارس/ آذار، ما عوض بعض الفراغ الذي خلفه تباطؤ الصادرات الصينية".
وأظهرت البيانات أن السعودية زادت صادرات الديزل إلى أوروبا من ينبع ورابغ، حيث تدير عملاقة النفط السعودية أرامكو عدداً من المصافي بشكل مشترك مع شركات "إكسون موبيل" و"سينوبك" و"توتال إنرجيز" و"سوميتومو كيميكال".
ولم تردّ أرامكو بعد على استفسارات عبر البريد الإلكتروني.
ومن الممكن أن يأتي المزيد من الصادرات من مصفاة جازان في السعودية التابعة لأرامكو، وستعزز مصفاة الزور الكويتية الإنتاج هذا العام، بالإضافة إلى مشروع الدقم العماني الذي يبدأ العمل في الربع الثالث.
وقال محللو وود ماكنزي للعملاء في مذكرة إن زيادة الإمدادات يمكن أن تؤثر في هوامش التكرير العالمية التي قد تصل إلى 6.60 دولارات للبرميل في الربع الرابع بانخفاض عن متوسط بلغ 11 دولاراً في الربع نفسه من عام 2022.
(الطن = 7.45 براميل)
(رويترز)