تحالف "مايكروسوفت" و"جنرال موتورز" يشعل المنافسة في سوق السيارات ذاتية القيادة

20 يناير 2021
شركات عالمية عدة دخلت مجال إنتاج السيارات ذاتية القيادة(Getty)
+ الخط -

اتخذ السباق على السيارات ذاتية القيادة بعداً جديداً مع إعلان تحالف أحد عمالقة التكنولوجيا مع أحد جبابرة قطاع السيارات، ولو أن عدداً من الخبراء يشككون في قدرة "مايكروسوفت" و"جنرال موتورز" على انتزاع الصدارة من صاحبيها الحاليين "وايمو" (غوغل) و"تيسلا".
فقد أعلنت مجموعة "مايكروسوفت" للمعلوماتية، أمس الثلاثاء، أنها ستقدم إلى جانب "هوندا" و"جنرال موتورز" (جي ام) ومستثمرين آخرين أكثر من ملياري دولار لشركة "كروز" المتخصصة في السيارات ذاتية القيادة التابعة لـ"جنرال موتورز". وباتت قيمة الشركة تزيد على 30 مليار دولار.
وأشار بيان إلى أن هذه "الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد" ترمي إلى "تسريع طرح السيارات ذاتية القيادة في الأسواق" بفضل اتفاقات تعاون في مسائل الهندسة أو الحوسبة السحابية.
وقال المدير العام لشركة "كروز"، دان أمان، إن "مايكروسوفت، بصفتها مرجعاً في تعميم استخدام التكنولوجيا، ستساعدنا على مضاعفة قدراتنا في طرح سياراتنا ذاتية القيادة" في الأسواق.

وقد أثار النبأ ارتياحاً في البورصة، إذ ارتفع سهم الشركة المصنعة للسيارات أكثر من 9% في وول ستريت، وباتت قيمة "كروز" التقديرية 30 مليار دولار، أي أقل بقليل من نصف قيمة "جنرال موتورز" في البورصة (حوالى 76 مليار دولار حالياً).
وأوضحت المتخصصة في سوق السيارات لدى شركة "إدموندز" جيسيكا كالدويل، أن "قيام أي من الأطراف بالمشروع منفرداً لم يكن ليرتدي أي قيمة"، مضيفة أنه "لطالما كانت مايكروسوفت بارعة في جعل المعلوماتية متاحة للعامة، هذه إحدى أهم مهاراتها".
لكنها أشارت إلى أن الشركتين "ضخمتان كلتاهما، هما ليستا شركتين ناشئتين تعملان بسرعة وخفة".
تحالفات متعددة 
وفي مؤشر على اهتمام المستثمرين في مستقبل النقل، باتت قيمة شركة "ريفيان" الأميركية التي ستسلم خلال العام الجاري أولى مركباتها الكهربائية الكبيرة، تساوي 27.6 مليار دولار.
ويتوقع المحللون ازدياداً في الاستثمارات والشراكات في القطاع، فيما بدأت سنوات من البحوث والابتكار تنعكس عمليات إطلاق منتجات للقطاع والعامة.
وقد مددت "وايمو" التابعة لـ"غوغل" في الخريف الفائت خدمتها لسيارات الأجرة ذاتية القيادة، لتشمل عدداً كبيراً من الركاب في فينيكس بولاية أريزونا حيث تجرب الشركة منذ 2017 اختبارات على مركباتها.
من ناحيتها، تختبر "تيسلا" منذ أسابيع نسخة مطورة من برمجيتها للمساعدة على القيادة (أوتوبايلوت)، المسماة "فول سيلف درايفينغ"، على مجموعة صغيرة من الزبائن. وقد ارتفعت قيمة الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية في البورصة خلال الأشهر الأخيرة لتقرب من 800 مليار دولار.
ولاحظ دان أيفز من شركة "ويدبوش" أن "ثمة تقاطعاً بين اللاعبين في قطاع التكنولوجيا ومصنعي السيارات"، ورأى أن "آبل ليست بعيدة أيضاً عن خوض المجال"، مشيراً إلى أن سوق المركبات الكهربائية وذاتية القيادة ستصل قيمتها إلى ألف مليار دولار خلال العقد القادم.
منافسة محتدمة 
ولفت غاريت نيلسون من شركة "سي اف ار ايه ريسرتش" إلى أن "من المحتمل أن توفر حكومة جو بايدن دعماً كبيراً للسيارات الكهربائية، ما سيصبّ في مصلحة شركات سيارات مثل جي ام".
غير أن محللين كثيرين لا يثقون بقدرة "جنرال موتورز" على مواجهة "وايمو" أو "تيسلا".

سيارات
التحديثات الحية

وقال تريب شودري من "غلوبال إكويتيز ريسرتش" إن "لدى تيسلا مقاربة كلّية مع أنظمة خاصة بالبرمجيات وبالإنتاج الصناعي والبطاريات، وكلها مترابطة بسلاسة فيما بينها".
لكن من الصعب في هذه المرحلة تحديد الجهة التي ستخرج منتصرة من هذه المواجهة. فقد أعادت الأزمة الصحية العالمية خلط الأوراق في القطاع وسط تراجع الشهية على استخدام وسائل النقل المشترك، ولا يمكن مقارنة كل المقاربات المعتمدة في المجال.
وقال ديفيد ويستون من شركة "مورنينغستار" إن "جنرال موتورز لاعب رائع في سوق السيارات ذاتية القيادة. هم يحظون باهتمام أدنى من تيسلا أو وايمو، لأن الناس يعتقدون أن شركات تصنيع السيارات لا تستطيع النجاح في هذا المجال. هذا خطأ".
(فرانس برس)